العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > إلى التجار مع التحية – نحن شعب مزعج

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-2008, 10:14 AM   #1
جمرة غضا
التميمية
المراقب العام
 
الصورة الرمزية جمرة غضا
 
رقـم العضويــة: 715
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: محفر تمر سكري
المشـــاركـات: 40,561
Twitter

افتراضي إلى التجار مع التحية – نحن شعب مزعج

إلى التجار مع التحية – نحن شعب مزعج




د. محمد أل عباس - أستاذ المراجعة المساعد -جامعة الملك خالد - أبها 17/01/1429هـ
maalabbas@kku.edu.sa




لقد قرأت باهتمام بالغ الملف الذي فتحته "الاقتصادية" في حوارها مع التجار. والحقيقية أنني أرثي لحال التجار لدينا فنحن فعلا شعب مزعج، فماذا يفعل التجار الأبرياء إذا لم تتأثر الأسعار بالدعم الذي قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله - للسلع الأساسية بل ازدادت نارا، ماذا عليهم أن يفعلوا إذا لم تصل بعد تلك الواردات التي يمكن أن تتأثر بالدعم – ويبدو أنها لن تصل. ثم إن التجار لم يستفيدوا من الأزمات السابقة وخاصة حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة، فلماذا نتهمهم الآن. لماذا ننسى بهذه السرعة وكأن أزمات الخليج حدثت قبل عصور عدة. ففي تلك الأزمات لم ترتفع أسعار السلع على الرغم من ارتفاع تكاليف التأمين على الواردات أضعاف الارتفاع الذي حصل الآن في السعر الأساسي. ويبدو أننا نعاني من مشكلة فهم تأثير التكاليف على سعر السلعة المستوردة. فارتفاع تكاليف التأمين إلى مستويات قياسية في تلك الفترة لا يؤثر في الأسعار أبدا وارتفاع أسعار السلع في بلد المنشأ بقدر بسيط يعني اشتعالها لدينا. لذلك فإن القول بعلاقة زيادة الرواتب برفع الأسعار اليوم علاقة لا معنى لها ونحن فعلا لا نعرف ما الذي يحصل في الأسواق العالمية، (وتجارنا أبخص).
فعلا نحن مجتمع لا يقدر إنجازات التجار، فهم أصحاب المصانع التي تنتج سلعا مصنعة محليا ويقدمون بذلك خدمات للمجتمع هائلة تمنع الأجنبي من التحكم في حركة اقتصادنا المحلية وتساعدنا على الاكتفاء الذاتي. لكن المشكلة أن مساهمة القيمة المضافة لهذه المصانع بسيطة جدا بل لا تكاد تذكر في قيمة السلعة النهائية، لذلك فإن ارتفاع سعر المواد الأولية المستوردة والداخلة في التصنيع ولو بجزء بسيط يعني أن فاتورة الشراء النهائية ستكون باهظة، حتى لو أن المواد المستوردة قد تم شراؤها من قبل. وهذا يعود ببساطة إلى أن السعر النهائي ليس تكلفة المادة المستوردة مع إضافة القيمة المضافة (البسيطة) فقط بل يجب علينا (لدعم صناعتنا المحلية) أن نضمن للتاجر (البريء) ربحا عن تكلفة المادة الأولية المستوردة إضافة إلى تكلفة القيمة المضافة وربحه عنها(يا له من حق). ومهما كانت القيمة المضافة بسيطة فيجب أن نقدرها بسعر لائق لأنها محلية الصنع. فلماذا بعد ذلك نشتكي ونقول إن الثمن باهظ (أين تشجيع الصناعة المحلية، إننا فعلا من مجتمع لا يقدر المواهب).
نحن فعلا لا نقدر اهتمامات التجار ولا معاناتهم، فهم أصحاب المخططات والعقارات والعمارات، ويعانون مثلنا من ارتفاع الأسعار فأرباحهم محدودة وبالكاد تكفي لسد احتياجاتهم اليومية لذلك لم يبق لهم إلا عقاراتهم لتضمن لهم عائدا يتناسب مع التضخم (ويزيد قليلا) لذلك فإن ارتفاع الإيجارات أمر طبيعي ونتيجة حتمية لارتفاع سعر الأرز في الهند! إن توقف التجار عن البناء حتى لا يزيد المعروض منه بدرجة تقلص أرباحهم هو تصرف في غاية البراءة وتكفيهم المضاربات على الأراضي الخام ولا داعي لإزعاج الأمانات والتقيد بشروط المخططات الصعبة. ثم إن القاعدة بسيطة جدا ولا تحتاج إلى عقل اينشتاين، فلكي تضمن تأجير جميع العقارات وإشغالا بنسبة 100 في المائة مع قائمة انتظار للتأجير فكل ما عليك فعله هو أن تجعل عقاراتك أقل مما يحتاج إليه السوق (يا للبراءة).
ثم كيف نشتكي ونصرخ من ارتفاع الأسعار بينما ارتفعت في كل الدنيا ومع ذلك لم تشتكي الهند ولا بنجلادش أو الفلبين أو باكستان. فسكوت الآخرين دليل على إزعاجنا ويجب علينا احترام عمل التجار ونلتزم الصمت. كما أن العمال والموظفين الذين يعملون في شركات تجارنا ومحلاتهم ومصانعهم هم من العمالة الأجنبية، ويقومون بتحويل أكثر من 80 في المائة من رواتبهم التي دفعت لهم من رواتبنا إلى بلادهم، فإذا كانت رواتبهم هي رواتبنا فكيف تأثرنا بارتفاع الأسعار ولم يتأثروا، فعلا نحن نحب الصراخ فقط. كما أنه ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج فهذا دليل على أنه ليس على التجار حرج إذا لم يوظفوا أبناءنا، لأن توظيف أبنائنا بدلا من الأجانب سيتسبب في نقص حاد في مستويات الإنتاج في بلاد ما وراء النهرين فيقل الإنتاج المتاح للبيع في بلادنا وترتفع الأسعار لذلك فإن عدم الالتزام بالسعودة يسهم في السيطرة على مستويات الأسعار (حكمة بالغة).
الصقيع يضرب شمال بلادنا ويموت طفل من شدة البرد ولا يزال تجارنا (المخلصون) يرون أن عروض التجارة ليس عليها زكاة (أخذا برأي جمهور الظاهرية في ذلك) وحتى إن كان عليهم زكاة في بعض ما يدخرونه من مال قليل فإننا نظلمهم في ذلك حيث لم يمض عليه حول كامل بعد وعلينا الانتظار حتى رمضان المقبل، كما أن أهل الطفل هم الذين أخطأوا لأنهم لم يخبروا تجارنا ولم يذهبوا إليهم لطلب المعونة، فمن الذي أخطأ؟ فأعطونا الآن ما نقول ونتهم به التجار ولماذا كل هذا الهجوم والاتهامات؟ إنني من هنا أعلن براءة التجار من أزمة الائتمان العالمية ومن الأزمة الإيرانية والخلاف العراقي وحتى أزمة ساركوزي العاطفية
http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=8169

___________________________

التميمية تويتر


للتواصل مع ادارة المقاطعة


جمرة غضا غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 PM.