حملة عشوائية لإلغاء "الريال " من قائمة المشتريات اليومية للمستهلكين في 2008
-
محمد البيشي من الرياض -
11/01/1429هـ
شنت مئات المطاعم والسوبر ماركات ومحال الخضروات والفواكه في عدد من المدن السعودية حمله عشوائية، مع مطلع العام الجديد، لإلغاء الريال من قائمة المشتريات والسلع الاستهلاكية التي يعرضونها على عملائهم من المشترين، إذ عمدوا إلى تسعير كل المنتجات التي كانت إلى عهد قريب بريال واحد فقط، إلى ريالين وأكثر.
ورصدت" الاقتصادية" من خلال جولة سريعة على بعض البوفيهات والمحال الأخرى في العاصمة الرياض، قيام العديد من تلك المواقع بتغيير قائمة الطعام "المنيو" التي كانت تحوي على الأقل ثمانية أصناف بسعر ريال وهي" سندوتشات، بيض مقلي، فلافل سادة، بيض مسلوق، جبن سائل، شكشوكة، بيض عيون، جبن شرائح"، إلى ريالين أو ثلاثة.
كما أن أسعار المشروبات الغازية لم تسلم إذ ينتظر وبحسب تقارير صحافية أن تعمد الشركات المصنعة إلى رفع أسعارها بنسبة 100 في المائة، وهي من أهم السلع الاستهلاكية التي ظلت محافظة على أسعارها لأكثر من نحو 70 عاما، ويأتي هذا بعد أن ارتفع سعر اللبن عبوة "ريال سابقا". وتعد المشروبات الغازية واللبن، من أهم المشتريات التي تسعر بالريال ويتم تداولها بين السعوديين بشكل يومي، إلى جانب الخبز.
وهنا يقول لـ"
الاقتصادية" اقتصادي سعودي، إن إخفاء الريال السعودي من قائمة التداول اليومي للمستهلكين هو "إشارة خطيرة" على أن التضخم وما يتبعه من غلاء للمعيشة وصل إلى مستويات القاعدة، كما أن إلغاء الريال كورقة عملة لها قيمتها ويمكن أن تجلب شيئا، سيؤثر في سمعته داخليا وخارجيا.
وهنا يقول محسن الجنيد، تاجر خضراوات:" الريال فعلا لم يعد بقيمته التي عهدناها، كنا في السابق نستطيع بيع تفاحة أو موزتين أو برتقالة بريال، ولكن مع ارتفاع أسعار الفاكهة، وانخفاض قيمة الريال، بات ذلك الأمر غير ممكن".
إلى ذلك تؤكد التقارير الاقتصادية المحلية والعالمية أن الريال السعودي تراجع خلال الأشهر التسعة الماضية بسبب تراجع عملة الربط الدولار في الأسواق العالمية لأقل مستوياتها منذ سنوات، حيث أدى انخفاض قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسة الأخرى إلى تخفيض قيمة الريال، علما بأن الوضع الاقتصادي في السعودية يعطي الريال قيمة أكبر من قيمته المقدرة بالدولار بسبب النمو الاقتصادي القوي، وزيادة الفائض في الميزان التجاري نتيجة ارتفاع أسعار النفط، وارتفاع رصيد المملكة من الاحتياطيات الأجنبية، إلى أن ملاحقته للدولار تهاوت، بحسب مراقبين، بقيمته حتى في السوق المحلية السعودية.
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=112255