عبدالله العلمي


هل نحن حقاً بلد زراعي لكي يكون لدينا وزارة للزراعة؟ لن أبحث هنا اتهام البعض لوزارة الزراعة بضعف دورها في مواجهة أنفلونزا الطيور وظاهرة نفوق الإبل، ولكن من حقي أن أسأل كمواطن هل قامت وزارة الزراعة الموقرة بإجراء استقصاء لمعرفة ما هي الأسباب الرئيسية لهذه المشاكل ومعالجتها قبل انتشارها؟
أمانة الرياض تقول إنه خلال الجولات التي كانت تقوم بها الفرق المشتركة من أمانة الرياض ووزارتي الزراعة والصحة، وشرطة الرياض، لمواجهة أنفلونزا الطيور، شارك فيها من الأمانة 1000 شخص، بينما لم يشارك من وزارة الزراعة إلا خمسة أشخاص فقط.
هل كان بإمكان وزارة الزراعة مثلاً معالجة موضوع حمى الوادي المتصدع بطريقة أكثر فعالية؟ دراسة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تقول إن اختلاط البشر بالحيوانات المصابة بمرض حمى الوادي المتصدع الذي انتشر في المناطق الجنوبية بالمملكة زاد من نسبة الإصابة بالمرض بمقدار 25 ضعفاً. هل قامت وزارة الزراعة بدراسة تأثير استخدام المبيدات الحشرية على البيئة في مناطق مكافحة حمى الوادي المتصدع؟
هناك أيضاً قرار الوزارة بحظر استخدام غاز "بروميد الميثيل" في مصانع التمور السعودية بحلول عام 2015 نظرا لثبوت أضراره. لماذا ننتظر إلى عام 2015 بينما تم حظر استخدام هذا المبيد نهائياً في الدول الأخرى في عام 2005 أي قبل سنتين؟
لعلي أسأل عن الجدوى الاقتصادية لإنتاج الشعير والتكاليف الحكومية المتزايدة لدعم هذا الإنتاج، وكذلك الجدوى الاقتصادية من زراعة القمح سيما وأننا سنواجه قريباً جداً مشكلة عدم توفر المياه في المملكة إضافة إلى أنها تكلف الدولة أموالاً طائلة. باختصار، إيقاف الدعم لزراعة القمح يوفر على الدولة أكثر من مليار ريال سنوياً، ويوفر أيضاً أكثر من 4 مليارات متر مكعب من المياه الجوفية غير المتجددة سنوياً.
لا شك أن القائمين على وزارة الزراعة يبذلون جهوداً جبارة بحدود إمكانياتهم المتواضعة ولكن حجم المشاكل يفوق طاقات الوزارة. قد يكون الاستنتاج المنطقي هو ضم وزارة الزراعة إلى هيئة حكومية أخرى والاستفادة من الكوادر البشرية والمصادر المالية المتاحة لدعم الزراعة بالمملكة الأمر ليس فقط بذل جهد بل تفعيل سياسة زراعية واضحة على أساس جدوى اقتصادية ناجحة.
http://www.alwatan.com.sa/news/write...3835&Rname=205