الترشيد والبديل المناسب آلية جديدة للتعايش مع الغلاء
سعوديون يواجهون غلاء الأسعار برسائل المقاطعة والنكت
صورة ضوئية لرسالة تدعو لمقاطعة المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها
الرياض: معيض الحارثي
لجأ مواطنون إلى مواجهة غلاء الأسعار مع بداية العام الجديد بتبادل الرسائل النصية التي تدعو لمقاطعة المنتجات التي ارتفعت أسعارها مؤخرا, وانتشرت رسالة أمس على نطاق واسع تدعو للمقاطعة عنونت بـ "حملة: اتركها تخيس" أي ( تعفّن بعد أن تنتهي صلاحيتها)، وفيها يدعو معد الرسالة إلى مقاطعة الشركات التي رفعت أسعارها خلال الأيام الماضية وطلب أن تستمر المقاطعة ستة أيام، وهي أقصى مدى لصلاحية المنتجات التي تبيعها هذه الشركات.
واستشهدت الرسالة بقصة الناس الذين جاؤوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وشكوا له غلاء اللحم، فرد عليهم بأن يرخصوه!، فقالوا له: وكيف نرخصه ونحن لا نملكه؟ فأجابهم بأن يتركوه لأصحابه, أي يقاطعونه، حتى يفقد زبائنه، وبالتالي يضطر لتخفيض سعره.
ولم يكتف بعضهم بالتعبير بالرسائل عن احتجاجهم عن الارتفاع فحسب، بل تعدى ذلك إلى توظيف غلاء الأسعار في الرسائل المتبادلة كنوع من النكت التي بدأ السعوديون يميلون إليها للتعبير عن الأحداث التي يواجهونها, ومن ذلك رسالة تقول "جعل أيامك كلها عز يا أغلى من السكر والرز"، وأخرى تقول " أحبك حب التاجر للزيادة والتجارة للوسادة" وهي نوع من الترفيه عن النفس ومواجهة الموقف بأسلوب ساخر.
من ناحيتهم تفاوتت طرق تعامل بعض المواطنين مع الارتفاع في أسعار السلع مؤخرا، فمنهم من اتبع أسلوب المقاطعة، وآخرون يبحثون عن الأرخص والأقل جودة, فيما بدا آخرون أكثر حرصا على التوفير والشراء بكميات قليلة، والترشيد في استهلاكها في محاولة للتعايش مع الوضع الجديد في ارتفاع جميع السلع تقريبا.
وقال المواطن سعد الأسلمي إنه بدأ مقاطعة بعض المنتجات بعد ارتفاع أسعارها واستبدلها بأخرى لم ترتفع كثيرا، وذلك احتجاجا على قيام الشركات المصنعة والتجار برفع أسعارها بشكل كبير جدا، وصل على ضعف سعرها في السنتين الماضيتين, مشيرا إلى أنه يتفهم ارتفاع بعض المواد الخام التي تدخل في الصناعة، والتكاليف التي يتحملها الموزعون، لكنه لا يفهم سببا لمضاعفة السعر في وقت قصير، سوى أنه نوع من الاستغلال ونهب جيوب المستهلكين.
ويشير المواطن عبدالحكيم الرشيدي إلى أنه بعد ارتفاع الأسعار بهذا الشكل وجه أسرته بالتعايش مع الوضع الجديد بالترشيد، وقال إنه يشتري المستلزمات الضرورية فقط وبكميات قليلة، ويوجه عائلته بالترشيد في الاستهلاك، بالقدر الذي تحتاجه العائلة، بعكس ماكان يفعل سابقا قبل غلاء الأسعار.
ويذكر يوسف نور الدين (بائع في أحد المحلات) أنه يخجل من ذكر بعض الأسعار لزبائنه، بسبب ارتفاعها الكبير, فيضطر لإطلاع زبائنه الخاصين على فواتير الشراء ليبقي الثقة بينه وبينهم، ويثبت لهم أن مصدر الغلاء ليس المحل.
وعن ردة فعل الزبائن قال إن بعضهم يسأل عن بدل مناسب بسعر أقل, وآخرون يرمون البضاعة على طاولة المحاسبة، ويخرجون من المحل غاضبين بعد أن يخبرهم بالأسعار.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2662&id=37319