د/عبدالله الطويرقي
حلوّا مشاكلكم أزين
د. عبدالله الطويرقي

يبدو اننا لم نتقدم قيد انملة فى مسألة الشفافية والمصداقية مع انفسنا ناهيك عن علاقاتنا واداء وظائفنا ومسؤولياتنا العامة.. ومؤكدا اننا لم نتحرّر كثيرا من عقد الأنا المتورّمة وظيفيا مع اساليب التلاعب بالرأي العام من خلال اجهزة العلاقات العامة فى العديد من قطاعاتنا التي اصبحت مهووسة بالمنافحة عن قيادييها على حساب كل شيء للأسف.. انا اقول ليس حراما ولا محظورا على اجهزة الاعلام والعلاقات العامة تلميّع قياديي الأجهزة، وليس هناك ما يمنع ان تعمل اجهزة العلاقات العامة فى أي قطاع جماهيري/خدمي على المنافحة عن سياسات وسمعة مسؤولي الجهاز وجهودهم فى تحسيّن وتطويّر اداء قطاعاتهم ووفقا لقناعاتهم، ولكن ان تدوس على الحقيقة او تغالط واقعك او تقلب الأمور رأسا على عقب لاغراض غير سليمة تلك هي القضيّة.. اقول هذا وفى ذهني لجوء مسؤولي قطاع خدمي مؤخرا لمساءلة احد منسوبي قطاعهم حول استخدامه النظام الالكتروني ومراسلتي عبر البريد الخاص بالقطاع.. من الواضح جدا ان مسؤولي القطاع لجأوا لهذا الاتجاه تفاديا للتعاطي مع المشكلة الأصليّة، وربما صرف الأنظار عنها امعانا فى استمرارية الأوضاع القائمة بصرف النظر عن الضرر المترتب عنها على منسوبي القطاع.. كنت امنّي النفس حقيقة بعد كتابتي عن معاناة اطباء عيادة الأسنان بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء ، وتواصل الاخوة فى العلاقات العامة في القطاع معي، بفتح ملف هذه العيادة والتحرّي عما يدور فيها من سياسات وقرارات طبيّة وادارية من منطلق مسؤولية وطنية ومهنية تجاه كوادر سعودية مؤهلة تعاني تنفّذ طبيب متعاقد على مدى سنوات طفّش من طفّش وطوّح بمن طوّح من المواطنين دونما حتى مجرّد تساؤل بريء وعفوي من قبل مسؤولي القطاع. لماذا يحدث مايحدث مع كل حالة خروج بدون عودة؟؟! المسألة ياسادة ياكرام ابسط والله مما تتخيّلون، فالأطباء والطبيبات الوطنيون سيجدون فرص عمل لهم غدا اوبعد غد، وهؤلاء الأطباء والطبيبات لن يعدموا فرص عمل فى أي مكان فى البلد فالحاجة لأمثالهم جد ماسة وما راح يضيعون، لكن خدمات القطاع لديكم الاتستحق التدخّل بشكل جاد خاصة انكم تقدمون خدمات طبيّة من الضروري ان تكون كل ممارساتها علمية ومنهجيّة وفوق هذا وذاك مهنيّة؟!ليس من اجل الطبيب سين او صاد، وانما من اجل من يتلقون الخدمة من مرضى واولوية جودة ونوعيّة مايقدم لهم من رعاية صحية، اقول ارجوكم فتّشوا عن الخلل اين وعالجوه بكل شجاعة بدلا من البحث عن تخاريّج مؤقتة او ذرائع واهيّة تصرف النظر عن الهموم والمشكلات المؤسّسيّة الحقيقية.. ارجوكم ان تفكروا فى الصالح العام لاصالح سين اوصاد من المسؤولين لأن البلد ابقى والمجتمع وسلامته وتعافيه ونموه اكبر واهم من البشر الذين تجيء وتذهب بهم الظروف والأوراق.. كل ماحولنا للأسف يناقض الشفافية ويتعارض واصلاح اداء المؤسسات ولا ادرى متى وكيف نصل لعلاج فاعل لذواتنا المتورّمة وانانيتنا المفرطة فى الحياة الوظيفية.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.


http://www.alyaum.com/issue/article....6&I=551254&G=1