مصدر: عدم تعليق "الوزارة" يرجح عزمها رفع تقرير بما دار في اللقاء للملك
السعودية.. السرية تغلف نتائج اجتماع وزير التجارة بمنتجي الألبان والأرز
التزمت شركات الألبان السعودية الصمت ورفضت الإفصاح عن نتائج اجتماعها بوزير التجارة والصناعة د. هاشم يماني مساء أمس السبت 5-1-2008، الذي دعاها إليه لمناقشتها حول الزيادة الأخيرة في أسعار منتجاتها 20%، ومطالبتها العودة إلى العمل بالأسعار السابقة.
ويفسر صمت منتجو الألبان بتلقيهم تعليمات صارمة من الوزير تهدد بإفشال خطوتهم الأخيرة، حسبما ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية بعددها الصادر اليوم الأحد، على الرغم من المبررات التي ساقتها هذه الشركات بزيادة مدخلات الإنتاج، وقيام شركات كبرى بزيادة أسعار الأسمدة 50% مع مطلع العام الجديد.
</IMG>بدائل لحل الأزمة
وفي السياق قالت صحيفة "الوطن" "إن وزير التجارة اقترح والمستوردون الرئيسون للأرز في المملكة خلال الاجتماع عددا من البدائل للمساهمة في خفض تكلفة استيراد الأرز؛ للإسهام في خفض أسعاره المحلية".
وجاء من أهم المقترحات، الاستحواذ على أراض زراعية أو استئجارها لحساب المستوردين السعوديين، أو تأسيس شركة سعودية موحدة لشراء الأرز من المزارعين، ومن المقترحات المساهمة في الاستحواذ على حصص من الشركات المصدرة للأرز.
وشدد الوزير خلال الاجتماع على عدم مبالغة المستوردين في الأسعار والحرص على تغليب مصلحة المواطن، مؤكدا على أهمية قيام المستوردين بتوفير مخزون كاف والتركيز على توفير بدائل متعددة حتى يتسنى للمواطن اختيار ما يناسبه بأسعار معتدلة.
وأكدت مصادر مطلعة أن الوزير أبلغ منتجي الألبان استغرابه الشديد من التحرك الجماعي لرفع أسعار الألبان الطازجة بنسبة 25% في وقت واحد، وذلك خلال اجتماع عقده الوزير مع 6 من منتجي الألبان في الرياض أمس.
ورفض مسؤولون في الوزارة الإفصاح عن مداولات اجتماع أمس، الذي استغرق أكثر من ساعتين، وهو نفس النهج الذي اتخذه ممثلو شركات الألبان الذين شاركوا في هذا الاجتماع على مستوى مديري العموم.
وقال مصدر في وزارة التجارة -رفض الإفصاح عن اسمه- إن امتناع الوزارة عن التعليق على الاجتماع، ليس له إلا تفسير واحد، وهو الذي يرجح رفع تقرير بما دار في الاجتماع إلى المقام السامي.
وأوضح مصدر شارك في الاجتماع أن المواضيع التي نوقشت يفترض أن تكون سرية، لأن نشرها قد يعقد الأمور، دون أن يفصح إن كانت الوزارة قد طرحت أية خيارات أمام المنتجين للعودة إلى الأسعار السابقة، إلا أنه أكد أن الوزارة لا تفضل التدخل المباشر للتأثير على المنتجين.
</IMG>ضغوط تثبيت الأسعار
وقال المصدر -طلب عدم الإفصاح عن اسمه- "إن د.
يماني الذي يرأس أيضا مجلس إدارة حماية المنافسة أبدى استغرابه من رفع الأسعار بصورة جماعية"بس ابدى كلف على نفسه، مشيرا إلى أن المنتجين أوضحوا للوزير أن مبررات رفع الأسعار جاءت بقرارات داخلية من قبل كل شركة لأسباب تتعلق بارتفاع مدخلات الإنتاج، سواء المحلية أم المستوردة.
وألمح المصدر إلى أن المنتجين أبلغوا الوزير بالضغوط التي واجهوها من أجل تثبيت الأسعار عند معدلاتها السابقة، مشيرين إلى انخفاض سعر صرف الريال، وهو موضوع تم طرحه بشكل غير مباشر من قبل المنتجين.
وشدد المصدر على أن الوزارة ليس لديها أي توجه بالتدخل، إلا أنه قال "إن استمرار الضغوط الحالية التي يفرضها انخفاض سعر صرف الريال أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع والأجور، بما في ذلك أجور العمالة".
وقال "هناك أمور كثيرة لا بد من مواجهتها، فالكثير من مدخلات الإنتاج تشترى من منطقة اليورو، كما أن المواد التي يتم شراؤها من السوق المحلية ومنها مواد التعبئة ارتفعت أسعارها".
ورفض عدد من مديري شركات الألبان الكشف عما تمخض عنه الاجتماع بوزير التجارة، مؤكدين أحقية الوزارة دون سواها بالإعلان عن التوصيات التي ترتبت على الاجتماع.