أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-2007, 08:47 PM   #1
جباية المستهلك
كاتب مميز

 
رقـم العضويــة: 1866
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: حاليا على الارض
المشـــاركـات: 2,026

Thumbs up تعرف احد؟

تعرف أحد؟
عبد الله العلمي alamiaa@yahoo.com

عندما تفكر في طلب خدمة من مؤسسة عامة أو خاصة يصادفك السؤال الصعب: "تعرف أحد؟" فإذا لم تفهم المقصود من السؤال تسمع الجملة المفيدة التالية: "إذا ما تعرف أحد ترى ما حد حولك". تقول إحدى خريجات الثانوية العامة إنه قد واجهتها عقبة الواسطة وكان الجواب واحدا عند التسجيل في الجامعة "جيبي واسطة قوية تدخلين". كذلك علمت ـ من مقال نُشِر عن هذا الموضوع - أن المواطنة مازالت تسعى للحصول على تلك (الواسطة القوية)، مع العلم أن هناك من البنات أقل منها نسبة سجلن منتظمات... لمجرد أنهن "يعرفن أحد".
لا أجد مانعاً من الواسطة المحمودة وقد يكون التعريف التالي هو أفضل ما قرأت: "أن تساعد شخصاً ما للحصول على حق يستحقه أو تساعده في الحصول على حق لا يلحق الضرر بالآخرين". الطامة الكبرى هي الواسطة المذمومة وهي أن يحصل أحدهم على "حق" لا يستحقه مما يلحق الضرر بالآخرين... لمجرد أنه "يعرف أحد". الواسطة تمثل الفساد الإداري بأشمل معانيه، وهي أن يستأثر الأقوياء في المجتمع بالمزايا لدرجة الاستحواذ على حقوق الضعفاء.
شاب سعودي حصل على شهادة التفوق الدراسي وتخرج في كلية صناعية - إدارة مالية ومحاسبة. ظل المواطن المسكين يبحث عن عمل لأكثر من عام ولم يوفق في مسعاه مع أن بعض زملائه حصلوا على العمل رغم تدني تحصيلهم بمبدأ (أنت كريم وحنا نستاهل). عفواً نسيت أن أذكر أن الشاب كان ترتيبه الأول على دفعته في الكلية، لكن مشكلته الأساسية أنه...لا يعرف أحدا.
دخلت يوماً صالة المطار وفوجئت بصفوف الانتظار الطويلة أمام الكاونتر. ناولت الموظف التذكرة فبدأ بالطقطقة على الكمبيوتر وكأنه يكتب رسالة دكتوراة في الفيزياء، ومن دون أن ينظر إلي وصلتني الجملة المأثورة: "انتظر لو سمحت". نصيحتي لك سيدي القارئ هي أنه بمجرد سماعك هذه الجملة أن تتناول جوالك بأسرع وقت ممكن وتتصل بصديق، لأنك لو لم تفعل فإن حجزك المصون الذي تم تأكيده لك قد يطير ويصبح حقاً مكتسباً لشخص آخر... "يعرف أحد". طبعاً إذا رأيت شخصاً ما يدخل من وراء الكاونتر ومعه حزمة تذاكر وبدأ بحفلة حب خشوم مع موظف الخطوط فهذا دليل على أن حجزك على خطوطنا - التي تعتز بخدمتنا - قد أصبح في خبر كان.
إذاً ما الحل لهذه المشكلة؟ مرض الواسطة مستفحل في أهم المجالات مثل التسجيل في الجامعات وفرص العمل والترقية والفرص التدريبية والانتداب والبعثات وإعادة نقل المعلمات وترسية المشاريع والحصول على الخدمات الطبية وتوزيع الأراضي واستعمال ممتلكات الشركة للأغراض الشخصية. هذا هو الوقت المناسب لمحاسبة النفس والاعتراف بهذه المشكلة أنها واحدة من معوقات التنمية الإدارية والاقتصادية والاجتماعية.
يبدو أن العرف السائد اليوم هو ما يردده إخواننا على الطرف الثاني من البحر: "اللي تعرفوا أحس من اللي ما تعرفوش".


فعلا كلامه صحيح اذا لك شغل او مراجعه بااي دائرة حكوميه دائما تبحث عن احد هناك

ماهو السبب هل هو عدم الثقه بالنظام عندنا والاجراءت المملة؟؟!!

___________________________



"لا للإسراف في رمضان"

جباية المستهلك غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 PM.