اختصاصيون: لا يحق للزوج الاطلاع على جوال زوجته إلا بإذنها المهيدب: تجاوز أحد الزوجين لخصوصيات الآخر تجسس منهي عنه شرعاً
الثقة المتبادلة تساعد على تدعيم العلاقة بين الزوجين
الجبيل: سعيد الشهراني
حذر رئيس محكمة الجبيل الشيخ الدكتور رياض المهيدب من تجاوز أحد الزوجين لحدود الخصوصية للطرف الآخر، مؤكدا أن هذه الخصوصية كفلها الشرع الحكيم، فلا يحق للزوج الاطلاع على جوال زوجته لمعرفة المكالمات أو الرسائل الواردة أو الصادرة إلا بإذنها، وكذلك الحال مع الزوجة، لأن لكل منهما خصوصيته التي يجب احترامها، وتجاوز تلك الخصوصية يعتبر نوعاً من التجسس المنهي عنه شرعاً، وهو يوقع في قلب الزوجين شيئاً من الريبة، التي قد تتطور حتى تصبح مشكلة تهدد العلاقة بينهما.
وبالمثل أكد الشيخ المهيدب أنه لا يجوز للزوجة الإطلاع على أسرار عمل زوجها، أو جواله وجميع خصوصياته إلا بإذنه، ويجب على الطرفين التزام كل ما من شأنه تعزيز الثقة وروح المحبة المتبادلة بينهما.
في حين قال اختصاصي علم الاجتماع بالهيئة الملكية في الجبيل محمد بن ظافر الأحمري إن الخصوصية ترتبط ارتباطاً شرطياً بالأسس القوية التي تبنى عليها اللبنات الأولى للحياة الزوجية ومنها الصراحة والصدق والوضوح والحب، فالحياة الزوجية شراكة بين طرفين تحكمهما الفطرة السليمة، وفي حال اختلت موازين قيم الفطرة السليمة في التعامل بينهما يبدأ الخلاف.
تعزيز الثقة
وأضاف أن الخصوصية تشغل حيزاً ليس بالكبير في حياة الزوجين، الأمر الذي يجب أن يستثمره الطرفان في تعزيز الثقة ونجاح الحياة، كما يجب على الطرفين احترام هذا الجانب في التعامل، وعدم الميل لازدواجية المعايير، وخاصة من قبل الزوج الذي قد يرى أن من حقه المطلق الإطلاع على كافة أسرار زوجته بلا إذن من جوال وغيره، دون إعطائها الحق في ذلك بالمثل، مما يؤدي إلى زعزعة الثقة، وفقدان الأسرة للقدوة في شخصية الزوج أو الأب.
وأوضح الأحمري أن الطبّ النفسي يقر بأنّ الصراحة لا تتعارض مع الاحتفاظ بالخصوصية، ويضيف "ينبغي ألا نخلط الخصوصية بالسرية أو حجب الحقيقة عن الزوج أو الزوجة، فهما أمران مختلفان، فالخصوصية هي المتعلقة بالفرد نفسه، وليس بالزواج أو العلاقة بالطرف الآخر، فهناك أمور معرفتها لا تقدم ولا تؤخر، ولربما معرفتها تترك نتيجة سلبية، ولا يمكن عمل قائمة بتلك الأمور، فلكل زواج وعلاقة ظروفها الخاصة، فالصراحة تعتمد على طبيعة العلاقة، فإذا كانت قائمة على الثقة من الأصل، فإنها تكون عامل قوّة لهذه العلاقة، ويجب على الزوجين بناء جسور الثقة بينهما، وتعزيزها من خلال عدم التكتم على الأمور المشتركة المتعلقة بالطرفين معاً أو بالعلاقة مع الأبناء مثلا، وعدم الإلحاح على معرفة شيء لا يرغب الطرف الآخر في كشفه وألا يسعى للضغط عليه أو إحراجه".
الصدق والوضوح
وأشار الاختصاصي الاجتماعي إلى أهمية أن يقبل كل طرف التفسيرات المقدمة من الطرف الآخر ولا يفرط في البحث عن التفاصيل والدقائق. وأن يترك للآخر حيزاً ومتنفساً شخصياً مثل مشاوير منفردة مع أصدقاء ووقتاً خاصاً مستقطعاً، كما يجب عدم محاولة معرفة الأشياء من خلف الطرف الآخر، والبحث في متعلقاته وحاجاته الخاصة، وأن يتصف كل طرف بالوضوح في تعبيراته، ولا يستعمل تعبيرات تحتمل أكثر من تفسير، أو ينتظر أن يكون الطرف الآخر قد فهم بالتلميح، وأن يتأكد من أن الطرف الآخر قد فهمه جيداً.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2633&id=33428