شركات الألبان السعودية تلوح برفع أسعارها الرياض: حسين بن مسعد
أكد مصادر لـ "الوطن"
أن شركات الألبان السعودية تبحث جديا رفع أسعار منتجاتها من الألبان الطازجة ومشتقاتها، مع استمرار الضغوط التي تواجهها حاليا في ارتفاع التكاليف التشغيلية، وإخفاقها في امتصاص هذه الزيادات عبر طرح بدائل مدخلات إنتاج أقل كلفة خلال الثلاث سنوات الماضية.
وقال
مصدر مسؤول في وزارة الزراعة لـ "الوطن" إن منتجي الألبان يتهيئون فعلا لرفع أسعار منتجاتهم، والتقدم إلى وزارة الزراعة لإطلاعها بالتطورات الأخيرة التي صاحبت غلاء مدخلات الإنتاج.
وذكر المصدر (فضل عدم الإفصاح عن أسمه)، أن المنتجين أبدوا رغبتهم برفع الأسعار خلال اجتماع دوري للمنتجين، مبديا في الوقت نفسه تحفظا على اختيار التوقيت، والذي يتزامن مع قرب إقرار استراتيجية الأعلاف والتي ستتضمن دعما كبيرا لمدخلات الأعلاف.
من جانبه أكد رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة في مجلس الغرف السعودية محمد أنور أحمد جان لـ "الوطن" أن أعضاء اللجنة بحثوا مشكلة ارتفاع مدخلات الإنتاج خلال اجتماعهم الدوري أول من أمس في مقر مجلس الغرف، وناقشوا مشاركة وزارة الصحة في اليوم الوطني لشرب الحليب مع غرة شهر محرم المقبل.
ونفى محمد جان أن يكون هناك إجماع بين أعضاء اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة بالمجلس على زيادة أسعار منتجات الألبان الطازجة، إلا أنه ألمح إلى أن اتخاذ خطوة نحو زيادة الأسعار من قبل الشركات يبدو مرجحا، مع استمرار زيادة تكاليف الإنتاج.
وأكد جان أن اللجنة الوطنية لا تتدخل في الأسعار باعتبارها شأنا داخليا للشركات، ولكنه استدرك قائلا"
لا أستبعد أن يتفق أي من أعضاء اللجنة على رفع الأسعار بصورة ودية خارج أروقة اللجنة".
ووصف جان الإعانة المقدمة من الحكومة للأعلاف (الذرة الصفراء والشعير والذرة البيضاء) المقدرة بـ 500 ريال للطن الواحد
غير كافية بالنظر، إلى مستوى الغلاء الحالي في مدخلات الإنتاج، مبيناً أن منتجي الألبان حاولوا تخفيض التكاليف للحد من مسألة ارتفاع الأسعار بإيجاد البدائل المناسبة خلال السنوات الثلاث حتى الآن ولكن دون جدوى.
وأكد جان أن معاناة شركات الألبان من ارتفاع التكاليف مستمرة منذ عام 2005، حيث وصلت الأسعار إلى مستويات عالية، مبينا أن تكلفة فول الصويا والشعير ارتفعت بـنسبة 100%.
وبلغ ارتفاع الذرة الصفراء 80%، كما ارتفعت قطع الغيار بواقع 37% والعبوات البلاستيكية 30%، ومستلزمات الفيتامينات والعناصر الغذائية للأبقار (الإضافات العلفية) بنسبة 20%.
وقال خبير تسويقي إن شركات الألبان إذا اتفقت مجتمعة على رفع الأسعار بنسبة معينة فذلك يعتبر تواطئا وستنطبق عليها الإجراءات النظامية من مجلس حماية المنافسة الذي تم تأسيسه مؤخرا.
وتابع الخبير" في المقابل إذا عمدت أي شركة لزيادة الأسعار بشكل فردي ودون اتفاق أو تنسيق فقد لا يلتزم بقية المنتجين بذلك، لأن الشركات في الغالب لا تثق ببعضها البعض.. وربما تلجأ شركة إلى إبقاء أسعارها منخفضة واعتبار ذلك تكلفة تسويقية لكسب المستهلكين أمام بقية المنافسين".
والمفارقة أن شركات الألبان السعودية نفسها شهدت منذ أكثر من عامين حربا تسويقية ساهمت في تخفيض الأسعار، ودفعت شركات صغيرة للخروج من حلبة المنافسة عبر الاندماج