فقراء سعوديون يقيمون مدينة خشبية تضم 4 آلاف مواطن
[IMG]
[/IMG]
الشرق الاوسط
في الجزء الشمالي من مدينة عرعر، تقبع مدينة قديمة مصنوعة من الخشب والصفيح، لم تسهم شركات التطوير العقاري
في إنشائها ولم تدخلها المناقصات الحكومية، هي مدينة أنشأتها الظروف المعيشية الصعبة لمئات من المواطنين على مدى 25 عاما مضت.
الوضع الاقتصادي المزري لأسرة مكونة من عشرة أفراد تعيش على مرتب شهري بنحو 3 آلاف ريال، هو سبب تجمع
مئات المواطنين في مدينة تسمى «الصنادق الخشبية» ـ شمال مدينة عرعرـ تقرسهم درجات البرودة شتاء وتكاد تقتلهم
الحرارة في الصيف، إضافة إلى الرياح الرملية الشديدة.
يذكر أن وزارة الشؤون الاجتماعية أعلنت خلال الشهر الجاري عن تسلم عدد من الأراضي في خمس مدن تابعة لمنطقة
الحدود الشمالية، وسيتم بعد هذه الخطوة تنفيذ إجراء الدراسات قبيل البدء بإقامة مشروعات الإسكان الشعبي، وتشمل
عرعر ورفحاء والعويقيلة ولينة والشعبة، وسيقوم فريق هندسي من الوزارة بإجراء الدراسات الفنية والهندسية لتلك
الأراضي.وتسعى الحكومة السعودية إلى القضاء على الفقر لا سيما الفقر المدقع اعتمادا على برامج من بينها: مضاعفة
مخصصات الضمان الاجتماعي، وزيادة إعانات المعوقين، وإعانات الأيتام، وتخصيص مبلغ 300 مليون ريال (80 مليون
دولار) للصندوق الخيري الوطني. ومن البرامج التي تنفذها الحكومة السعودية للقضاء على الفقر زيادة إعانات الجمعيات
الخيرية بنسبة 200 في المائة، واعتماد مبلغ 10 مليارات ريال (2.66 مليار دولار) للاسكان الشعبي، واعتماد برنامج
الاعانات الطارئة للأسر التي تتعرض لظروف طارئة؛ كالحرائق، والغرق، وغياب العائل.
ومع كل ما تعانيه المدينة الخشبية شمال عرعر من حالة الفقر إلا أنها لا تخلو من مظاهر الحياة الطبيعية، فالأطفال
يمرحون بين ساحات المنازل البالية، والشباب يلعبون كرة القدم في مدينتهم بعد كل عصر، ويلجأ كبار السن إلى التجمع
حول موقد النار لتناول القهوة والشاي والحديث عن مستجدات عالمهم، أما النساء فيتدبرن شؤون المنزل والأسرة.
ويتوقع رافع بن فرج الحازمي، أحد قاطني هذه المدينة منذ 25 سنة، أن تتحسن الأحوال المعيشية في المستقبل، على
الرغم من أنه لا توجد بوادر لحل هذه المشكلة، حيث إن راتبه التقاعدي يقدر بثلاثة آلاف ريال، ويعول 10 أشخاص من أفراد أسرته.
وأقام الحازمي، بالرغم من حاجته، بيتا من الشعر للضيوف، وتوافد عليه بعض الزوار من الجيران والأقارب، مع حرصه
التام على تقديم دعوة للعشاء لكل من يزوره، مضيفا «أنا سعيد جدا بكل من يزورني».
وعن سبب سكنى المواطنين في هذه المدينة الخشبية، أشار الحازمي إلى أن الظروف المادية للكثير منهم لا تساعدهم
على امتلاك منازل في مدينة عرعر، مؤكدا أن حالته المادية أفضل بكثير من غيره في هذه الصنادق الخشبية.
وأوضح عدد من الأهالي، خلال جلوسهم في بيت الحازمي، أن الصنادق التي يسكنون فيها تفتقد إلى جميع خدمات
الحياة الكريمة، فالكهرباء يتم بيعها عليهم بواسطة مولدات كبيرة، وصهاريج المياه يتم شراؤها أيضا، والخدمات
الصحية ليست موجودة في موقعهم، ويتمنون أن تتولى الجهات الحكومية توزيع أراض سكنية لهم لإقامة منازل إسمنتية
تقيهم الرياح الشديدة التي تهب في فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة إلى الخمسين درجة، وكذلك برودة الشتاء.
وعن عدد قاطني هذا الموقع يؤكد الحازمي أن عددهم كبير، وقد يصل إلى حدود 4 آلاف مواطن، إلا أنه يشير إلى أن
أوضاعهم المادية سيئة جدا ولا تسمح لهم بمغادرة المكان، حيث ازداد عددهم خلال السنوات الطويلة، والتي تم ترحيلهم
خلالها أكثر من مرة، إلا أن حالتهم الاقتصادية الضعيفة تحتم عليهم عدم الابتعاد عن المدينة لتوفر الخدمات فيها،
ويتطلعون إلى توفير سكن ملائم لهم في السنوات المقبلة.