مقال متميز للكاتب المتميز جميل فارسي ...
بقلم : جميل محمد علي فارسي شيخ الجواهرجية بجدة
يوم الأربعاء الماضي أسعدني الحظ بأن دعيت في الغرفة التجارية للقاء الوفد التجاري الفنلندي برئاسة فخامة رئيسة جمهورية فنلندا، وهذه بعض الخواطر (بقليل من التصرف) عن تلك الليلة الممتعة:
- قدّم لنا رئيس منتدى جدة الاقتصادي معلومات عن فنلندا، بيّن أن هذه الدولة تعدّ من أكثر دول العالم تطوّراً في الخدمات الاجتماعية ومن أعلاها دخلًا للفرد. وقدّم معلومة طريفة من إحصائيات الأمم المتحدة بأن شعبها من أكثر شعوب الأرض سعادة.
- أجاب معالي وزير التجارة والصناعة الفنلندي عن سؤال أحد الحضور لماذا شعب فنلندا من أسعد شعوب الأرض ؟ فأرجع معاليه ذلك لستة عوامل: عامل من الله وعامل من أنفسهم وأربعة عوامل من حكومتهم. العامل الأول من الله هو الطبيعة الجميلة جداً، ثم عامل من أنفسهم وهو استمتاعهم بالإخلاص في العمل. اما الأربعة عوامل من حكومتهم فهي أولا الشفافية وانعدام الفساد الإداري، كأني به قال( الفساد نسبته صفر في المائة ولا نعرف أصلاً عمولات أو رشاوى أو استقطاعات أو منح أو استثناءات اما الشرهات فهو علم لا نعلمه ).
وثانيا العدالة الاجتماعية وقال إن الفوارق الطبقية هي كأدنى ما يكون. أما ثالثا فهو الاستقلال التام للقضاء. ورابعا التعليم الجيد مع الضمان الصحي الممتاز.
- ارتفعت بشدة مستويات التنمية في فنلندا وقال: إنهم بدلا من تصدير الأخشاب كما كان الأمر سابقا فهم الآن يصنعون منه الورق ليصبحوا بذلك أهم منتج للورق في العالم، فارتفع الدخل بشكل هائل.
فتخيّلت كما لو أنهم دولة بترولية لا يصدّرون أي برميل خام بل يصدرون منتجات البترول بالفارق الهائل في السعر بين البترول الخام ومنتجات البترول.
- فنلندا دولة من خمسة ملايين نسمة فقط ودخلها القومي هو 650 مليار ريال سنوياً.
- رغم ارتفاع مستويات الأجور إلا أنهم لم يستقدموا أيدي عاملة رخيصة من الهند وبنغلاديش وباكستان فأسقطوا بذلك حجة رجال الأعمال لدينا.
- كدت أن اسأل معالي الوزير الفنلندي هل حرية إبداء الرأي مكفولة للشعب الفنلندي الصديق، لكن خفت عليه من الصدمة.
- في فنلندا لا دخل بدون عمل ( إلا للعاجز أو المعتوه).
- فنلندا ذات الخمسة ملايين نسمة هي منتجة تليفونات نوكيا، أي هم الشعب الأكثر إنتاجا للتليفونات للشخص الواحد ونحن الشعب الأكثر استبدالا واستهلاكا للتليفونات للشخص الواحد.
- في فنلندا لا يقولون " حكومتنا الرشيدة " وهم لا يعرفون التلاحم ..
- فنلندا لا تنتج أي برميل بترول .
- جو فنلندا شديد البرودة مما قلص أنواع الحيوانات فلا يوجد لديهم الجمل وهذا حرمهم نعمة التمتع بمسابقات مزايين الابل.
- في فنلندا لا يتبعون سياسة الباب المفتوح بل أبوابهم مغلقة وبالتنظيم والقانون يأخذ كل ذي حق حقه ، حقّه كاملا وحقّه فقط.
- قالت فخامة رئيسة جمهورية فنلندا في كلمتها القصيرة : (إن وراء تطوّر وتقدّم فنلندا ثلاثة أسباب هي : أولا التعليم الجيد وثانيا التعليم الجيد وثالثا التعليم الجيد). إحدى الحاضرات بعد أن عرّفت نفسها بأنها عميدة كلية سألت فخامة رئيسة جمهورية فنلندا واقترحت عليها أن يتم تعاون تعليمي بين البلدين ثم اقترحت عليها أن تخصص فنلندا مبالغ مالية لإرسال بعض طلابها للدراسة لدينا!!! والله لقد خفتُ على فخامتها من ذلك السؤال.