يعيشون اوضاعا اجتماعية وإنسانية خانقة
الأعلاف تقفز لأسعـار فلكية وتعرض أبناء البـادية للإفـلاس
القحطاني : المتعهدون يتلاعبون بالأسعار وينشرون شائعات مغرضة
مناحي القحطاني ـ تثليث
عايض القحطاني يبين اثر الهزال على شياهه المتضرره من الازمه
محماس مع ابله المتضررة
يعاني مربو الماشية عامة والبدو الرحّل خاصة في جميع مناطق المملكة من غلاء سعر كيس الشعير ، الذي يحلق هذه الأيام فوق الخمسين ريالاً فضلا عن اختفائه من الأسواق وكذلك غلاء الأعلاف الخضراء والبيضاء بعدما أصبحت هي الغذاء البديل لمواشيهم حيث تحلق أسعارها فوق العشرين ريالاً بالنسبة للبرسيم وأربعة عشر ريالاً بالنسبة للرودس والذرة وأحد عشر ريالاً بالنسبة للتبن الأبيض ، مما جلب لهم الهموم والقلق وجعلهم في حيرة من أمرهم خشية على انقطاع مصدر رزقهم الوحيد بالنسبة للبدو الرحل حيث إن 80 بالمائة منهم لا يعملون ويعتمدون على أغنامهم وإبلهم في جلب الرزق لهم ولأبنائهم ، وفي براري محافظة تثليث رصدت عدسة (اليوم) الأغنام والإبل الهزيلة والنافقة بسبب انقطاع الشعير ويطالب المربون بإعادة الأسعار إلى ما كانت عليه قبل الأزمة
ويقول الشاب عايض عائد القحطاني أحد سكان وادي الصحفة بصحراء الميثب 50 كم شمال غرب محافظة تثليث والذي يعتمد هو وأسرته على أغنامهم في مصدر رزقهم اليومي : اختفى الشعير عن الأنظار في الأسواق والأسباب غير معروفة وأن وراء الاختفاء فعل فاعل وهم المتعهدون المتلاعبون الذين يثيرون الشائعات بين الناس بقولهم إن الشعير سوف ينقطع من الأسواق حتى يتدافع مربو الماشية لتخزين أكبر كمية ممكنة من الشعير وبأسعار باهظة حسبما يتمنونه.
مخالفة
ويضيف عايض إن المتعهدين للشعير في تثليث والمحافظات المجاورة خالفوا التسعيرة حيث تم تسعير الشعير من الميناء للمتعهدين (28ريالاً) ويباع على المستهلكين بـ (32) ريالاً فضربوا بالتسعيرة عرض الحائط وقاموا بأخذ الشعير بـ(28) ريالا من الميناء ويبيعونه حالياً بـ(55ريالاً) وبيعه بالخفية وإظهاره بكميات بسيطة حتى يشتريه مربو الماشية بأي ثمن كان .. فالبدوي خاصة يخشى من نفوق أغنامه التي هي مصدر رزقه الوحيد ، كذلك هناك النخالة فإننا نأخذها للإبل حيث لا نجد ما تأكله بعد غلاء الشعير، فهي تباع في الصوامع بخميس مشيط بـ (15ريالاً) وتباع على المستهلك في الأسواق بـ(40ريالاً) وعلى المكشوف ويتساءل : أين وزارة التجارة ومكافحة الغش التجاري من مخالفات المتعهدين للشعير والنخالة والتي أصبحت علناً أمام الناس .. والضحية هو البدوي ومربي الماشية وأن المتعهدين هم الذين افتعلوا أزمة الشعير ومن المفترض أنهم أول من يحاسب ويطبق بحقهم النظام الرادع جزاء لهم على تلاعبهم بأعصاب الضعفاء من كبار السن والنساء الضعيفات من أرامل وعجزة .
خسـارة
ونوه عايض فهد آل جازع الشبوي والمقيم فى غرب جبال بني بسقان 45 كم غرب تثليث الى معاناته من غلاء الشعير وانقطاعه بقوله : بعد انقطاع الشعير وارتفاع سعره منذ ما يقارب تسعين يوماً فقدت أكثر من مائة وعشرة رؤوس من الضأن ما بين نافقة وهزيلة ميتاً لا محالة .. فقد كنت أملك قبل ذلك مائة وخمسين رأساً من الضأن واليوم لا أملك سوى 40 رأسا أما من الماعز فقد نفق لدي ما بين عشرة أو عشرين رأس على مدار الثلاثة الأشهر الماضية .. وسكان البادية تكالبت عليهم أنياب الزمان بين غلاء الشعير وانقطاعه وكذلك الأعلاف وغلاء المواد الغذائية .. فلا يدرون أيطعمون أغنامهم التي هي مصدر رزقهم أم أولادهم فلذات أكبادهم .. ونحن بحاجة ماسة لوقفتهم معنا وحمايتنا من سطوة التجار .
غــلاء
ويصف فهاد بن محماس آل فاضل (85 عاما) ، والمقيم بوادي الثفن الشهير وتحديداً في منطقة تسمى المسمر ، والذي يملك أكثر من ثلاثين ناقة من المجاهيم والحمر ، حالتها بقوله : جميعها هيكل عظمي مكسوة بالجلد والموت يقترب من عيونها والذي بدا متأثراً بذلك الغلاء والاختفاء للشعير ونقوم بإطعام الإبل بعد انقطاع الشعير .. أعلاف خضراء لا تكفيها ولكن لعلها تهجوها من الجوع حتى لا تموت حتى وأن تنفرج هذه الأزمة بإذن الله فبعد غلاء الشعير والأعلاف والمواد ، لا يبقى لي من معاش الضمان أنا وزوجتي وبناتي في المنزل سوى ثلاثمائة ريال ، فأضطر للاستدانة من المعارف وأهل الخير حتى نسد بها حاجاتنا الضرورية من أكل ومشرب فقط وأسدد ما أستلفه مع راتب الشهر المقبل ، وهذا هو حالي المعيشي .
أما عن إبلي فبعض الأحيان خاصة بعد زكاة الفطر وإذا لم أجد شعيرا أو علفا لإطعامها ، فأطبخ لها قليلاً من الأرز لتأكله فلم أجد ما يسد رمقها وبعد غلاء الشعير فإنني أعرض هذه الإبل للبيع بأي سعر ممكن ولا أجد من يشتريها حيث إنها هزيلة ومهددة بالموت في أي لحظة .. وأنا في حيرة من أمري فأخشى موتها وخسارة ما أنفقته عليها على مدار 50 سنة ماضية ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وبعد غلاء الشعير وامتناعنا عن شرائه لغلاء ثمنه قل حليبها ولم نعد نجد بها حليباً .
آثار
وكشف مربو الماشية أن هناك آثارا اجتماعية تقع على مربي الماشية خاصة البدو الرحّل .. ففي السابق كنا نوفر جميع احتياجاتنا الضرورية وكل ما نتطلبه من تمور ممتازة ذات نوعيات جيدة وما يتطلبه الأبناء والبنات من ملابس ذات نوعيات جيدة وأحذية .. أما اليوم فنوفر ما نسد به حاجاتنا فقط ونترك ما غيره فكل شيء أصبح باهظ الثمن ولا نستطيع الجمع بين علف أغنامنا التي هي مصدر رزقنا الوحيد وما يتطلبه الأبناء من ملابس ومأكولات أصبحت كذلك بأسعار مرتفعة وأكدوا أن الغلاء في الشعير وندرته والأعلاف وارتفاع سعرها سبب لهم قلقا نفسيا وهمّا ، وضيقا مستمرا خشية أن تنفق مواشيهم .. وهناك من البدو الرحل من يفكر في بيع أغنامه وإبله خشية أن تموت .
سيطرة
فيما يؤكد حسن فهد وناصر القحطاني وعلي مجهجل أن سوق الأعلاف في تثليث يسيطر عليه عمالة وافدة حيث يقومون بشراء جميع الأعلاف من أصحاب السيارات مباشرة بعد وصولهم بها في السوق ثم يقومون ببيعها بأسعار باهظة وبذلك يتسببون فى غلاء الأعلاف باحتكارهم السوق مما يجعل الخيار وحيدا أمام المستهلك .. إما الشراء بسعر باهظ أو ترك العلف والنهاية موت حلاله من الجوع .. وطالبوا بتدخل الجهات المختصة في تثليث وتوقيف تلك العمالة عند حدودهم وسحب البساط من تحت أقدامهم وترحيلهم خارج البلاد بدون عودة ... فهم من قلب السوق رأساً على عقب .
مناشدة
ويطالب مربو الماشية في تثليث بصوت واحد بالنظر في غلاء الشعير وانقطاعه وكذلك غلاء الأعلاف والمواد الغذائية ويأملون أن تصدر التوجيهات بإعادة سعر الشعير إلى 20ريالاً كحد أعلى والأعلاف إلى عشرة ريالات والمواد الغذائية إلى ما كانت عليه قبل أزمة الغلاء الحالية التي مضى عليها أكثر من ستة أشهر .