زوجات يدخرنه لتقديمه للزوج في المواقف الصعبة المصروف الشهري للزوجة يقوي العلاقة ويزيد الثقة بين الزوجين
المدينة المنورة: مريم الجهني
جرت العادة لدى كثير من الأزواج أن يستقطعوا جزءاً من مرتباتهم الشهرية، ويمنحوه لزوجاتهم كمصروف شخصي، ويكون للزوجة حرية التصرف بهذا المبلغ كيفما تشاء، فهناك من تنفقه في شراء مستلزماتها الخاصة، فيما تقوم أخرى بادخاره لوقت الحاجة.
تقول أشواق محمد العامري (ربة منزل) "زوجي يعطيني 500 ريال كل شهر من مرتبه الشهري، أقوم بادخارها لمشاركته الوجدانيه، ومساعدته في تحمل عبء مصاريف المنزل، خصوصا في ظل تقلبات الظروف"
وتضيف "الحياة قصيرة وأيامها معدودة، وعلينا ألا نضيعها بالمشاحنات واللهو، بدون استغلالها في تقوية العلاقة الزوجية، فحسن التصرف بهذا المبلغ البسيط، ووقوف الزوجة بجانب زوجها أثناء تدهور حالته المادية، وحاجته لمثل هذا المبلغ، من الوسائل التي تجعل للزوجة بصمة ومشاركة في الحياة الزوجية".
انعكاس إيجابي
في السياق ذاته يشير فيصل سعود (موظف حكومي) "الحياة الزوجية مشاركة بين الرجل والمرأة في كل شيء، ومن أبسط حقوق الزوجة تلك الإنسانة التي تجتهد وتبذل الغالي والنفيس من أجل راحة الزوج والقيام بتربية الأبناء في ظل انشغاله في بعض الأحيان عن المنزل، وتلبية جميع متطلبات الأسرة، أن تكافأ من قبل الزوج، ولو بمبلغ بسيط يستقطعه من مرتبه الشهري، ويقدمه من باب الشكر والامتنان منه لها"، مشيرا إلى أن راتبه يصل إلى 3800ريال، خصص منه 300 للزوجة، ولها حق التصرف بها كما تريد، مؤكدا أن هذا الأمر بالتأكيد له انعكاسات إيجابية على الزوجة.
مبلغ بسيط
أما نجاح المسعودي (ممرضة في مستشفى خاص) فذكرت أنها لا تحصل على أي مبلغ مالي من راتب الزوج، وذلك لضعف الراتب وكثرة الديون والأقساط المتراكمة على كاهل زوجها، وتضيف "في بعض الأحيان يقدم لي زوجي مبلغا بسيطا من الراتب، إلاّ أنني أرفض أخذه، نظراً لظروفه المادية السيئة، فعندما يستفيد هو من المبلغ في ظل هذه الظروف أهم بكثير بالنسبة لي من أن أدخره لأشتري به وأصرفه على مستلزماتي الخاصة".
أما رحاب المغذوي وسعاد المالكي (طالبتان بكلية الدعوة) فتذهبان إلى أهمية المصروف الشخصي بالنسبة للزوجة، حيث يمكنها أن تشتري مستلزماتها الكمالية بدون أن تطلب من الزوج أن يدفع قيمة المشتريات، فكل منهما مكمل للآخر، ويظهر في ذلك تجسيد للمحبة والتعاون بين الزوجين.
وبحسب بدرية محمد الجهني (خريجة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة طيبة) فإنه ليس من الضروري أن يعطي الزوج زوجته مصروفاً شهرياً، فالمادة ليست كل شيء، تقول "الأهم هو التفاهم فيما بينهما، وتقدير الزوجة لظروف زوجها".
وتشير إلى أن زوجها لا يعطيها كل شهر جزءاً من الراتب الذي يحصل عليه، ويعتمد ذلك على الميزانية وظروفه المادية، إذا كانت جيدة، حيث إنه لا يبخل عليها وتحصل حينها على مبلغ جيد.
المصروف ليس قاعدة
أما محمد سعيد المزيني (موظف متقاعد من السلك العسكري) ومتزوج من ثلاث نساء، فيخالف الأقوال السابقة، حيث يرى أن تخصيص الزوج قدرا معيناً من راتبه لزوجته ليس قاعدة لجميع الأزواج، أو شيئاً أساسياً يتحتم على الزوج القيام بفعله، وذلك يعود إلى رغبته وقدرته المالية".
وبصراحة متناهية يشير المزيني إلى أنه منذ أن تزوج إلى وقته الحالي لا يذكر أنه خصص لأي واحدة من زوجاته مبلغا معينا من الراتب، والسبب ـ كما يقول ـ وجود عدد كبير من الأبناء، وعدم قدرته على تقسيم الراتب بين زوجاته الثلاث ومصاريف الحياة اليومية، لذلك تقوم زوجاته بشراء ما يرغبن به وهو يقوم بسداد المبلغ.
يزيد الثقة
من جهته قال رئيس قسم الاختصاصيين الاجتماعيين بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة محمدي إن اقتطاع الرجل لجزء من مرتبه لصالح زوجته من شأنه أن يمنحها الثقة في زوجها والثقة في نفسها، ويشعرها - بحسب قوله - أن لها دوراً كبيراً تمارسه في تربية الأبناء. وذلك تأكيد على قضية أنها تمثل النصف الآخر له.
ويضع الاختصاصي النفسي ذلك التصرف في باب الاحترام من قبل الزوج لزوجته، مشيرا إلى أن ذلك ينعكس إيجابيا على تربيته لأولادها، حين تشعر بالاطمئنان من زوجها حين يمنحها كل هذه الثقة.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2591&id=27430