بعد استضافته صاحب الرسوم المسيئة للرسول
مُعتز ..لن نغفر لك
متابعة – سلام عبدالعزيز
استضاف برنامج «90 دقيقة» الذي يقدمه المذيع معتز الدمرداش على قناة المحور المصرية الفنان «لارج فليكس» صاحب الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم على الهواء مباشرة في اتصال هاتفي من السويد ، و لن نتطرق إلى كل ما جاء في اللقاء من وجهة نظره كونه لا يحمل أي مشاعر عدائية للإسلام و المسلمين لكنها ثقافته التي يحملها تجاه كل الأديان و التي لا يرى في المساس بأي شيء فيها أكثر من حريته الشخصية في التعبير ، أقول لن أتطرق لتفاصيل ذلك لأننا سبق و قرأنا و سمعنا وجهة النظر تلك ، لكن الأمر الذي دفعنا للتعليق على ذلك اللقاء أمرين أولهما ما ختم به المذيع معتز الدمرداش لقاءه مع الضيف ، إذ فاجأنا قبل توديع الضيف بقوله أنه يدرك أنه يتجاوز حدوده كمذيع لكنه لا يملك وهو على الهواء مباشرة مع من أساء إلى النبي عليه الصلاة و السلام عدم الإفصاح عن مشاعره تجاهه قائلاً : مع احترامي و تقديري لفنك و وجهة نظرك الليبرالية لكنك يجب أن تعرف أنك جرحت مشاعر 300 مليون مسلم ، و أنك آلمتنا كثيراً بإهانة رمز الإسلام في شخص نبينا الكبير ، يجب أن تعلم أننا لن نغفر لك إساءتك لنبينا» . فتحية تقدير كبيرة إلى معتز الدمرداش الذي لم يُضيع فرصة لقاءه بفليكس ليعبر له عن مشاعرنا جميعاً ، شكراً له رغم تجاوزه الخطوط الحمراء للمذيع ، شكرا له رغم رد فليكس السريع و المباشر على عبارات مُعتز و هذا هو الأمر الثاني الذي دعانا لخط هذه السطور ، ففليكس أجاب بمنتهى البرود و الهدوء ، برود اللاانتماء إلى شيء ، برود عدم الفهم و الاستيعاب لما اعتصر قلوبنا بحركته تلك و التي أوضح من خلال اللقاء معه انه غير نادم عليها و سيواصل خطه ذلك ، و أنه يعمل حالياً على إقامة معرض فني استكمالا للطريق الذي خطه لنفسه رغم أن الدنيا قامت و لم تقعد في المرة السابقة ، يرد فليكس بكل صقيع الدنيا : أشكركم جداً و أحترمكم جداً ، و لم أتصور أبداً أن أحظى يوماً بفرصة كهذه أُطل فيها على المسلمين على الهواء مُباشرة» .
بعد كل ما قاله مُعتز .. كان هذا رده ، و بكل برود و عدم إحساس بما يتحدث عنه المذيع الذي لفت انتباهه ذلك الرد و علَّق عليه مع المذيعة التي كانت تشاركه البرنامج بسؤاله لها : ألم تلاحظي اللامبالاة و عدم الوجيعة التي يتحدث بها ؟ ، و الحقيقة أن المذيعة كانت منطقية تماماً في ردها حين قالت : نعم ، و لكن هل ترى أن من حقنا أن نلومه على عدم الإحساس بالوجيعة أم نلوم أنفسنا ؟ .
أقول انها مُحقه تماماً ، فكيف نلوم شخصاً لا دينياً بعدم شعوره بما اتقد في صدورنا حين رسم ما رسمه عن نبينا الكريم ؟ كيف نلوم شخصاً لم يشعر يوماً بهذا الرابط تجاه مخلوق ؟ لم يتذوق طعم الانتماء ! هو لا يفهم .. لم يشعر ، لم يتذوق ، هذا أيها السادة «فكر لا مُنتم» حين يرتكب صاحبه ما يرتكبه ، هو يرى أنه لا يفعل سوى التعبير عن وجهة نظره ، في حين نرى نحن الأمر من زاوية أخرى ، نراها عدائية للدين وطعن في رمزه وهذا كله رغم حجم الوجيعة لا يرد في أذهان هذه النوعية ، وعليه فالحل لا يكون بالصراخ وإراقة الدماء وتحطيم السفارات ، الحل يكمن في الحوار الحضاري لإفهام هؤلاء أننا مع الحرية الشخصية ، ونحترمها في كل شيء و أي شيء ، إلا في الرموز و الذات الإلهية العليا ، هنا عليهم أن يقفوا ، ألا يخطوا بعدها خطوة إضافية و هذا لا يكون بالتهديد والوعيد لأنهم لن يفهموا سر حُرقته وسببه ، بل بإيضاح ماذا يُمثل النبي لمن اتبعه ، وكيف هو شعورنا تجاه شخصه ، وكم هو مؤلم وجارح الطعن فيه ، و أن الصمت على أمر كهذا يمس صُلب العقيدة ، كما أن الدفاع عن شخصه وكرامته يرتبط بقلبها .. أي بقلب العقيدة ، وهنا حتماً ستصل الرسالة .. فقط علينا أن نبادر ، أن نحاور ، أن نتعلم لغة الإنصات والرد بهدوء ومنطق .. فهل نفعل ؟ ليتنا نفعل .
http://www.alyaum.com/issue/article....4&I=530595&G=1