إحترقت في حوالي الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس (الأربعاء) محطة الكهرباء الرئيسية والتي تغذي محافظتي (وادي الدواسر والسليل) ولا يوجد مكائن إحتياطية ولن تعود الكهرباء قبل إسبوعين من إنقطاعها على أقل تقدير والسكان هناك كما حدثني إثنين منهم في الوادي يعيشون وضعا رهيبا ومرتبكا ينذر بوقوع كارثة إنسانية وإقتصادية وصحية خطيرة تزامنت مع صيام شهر رمضان والحرّ الشديد في هذا الوقت ...!! تخيلوا الآثار الناجمة على إنقطاع التيار الكهربائي على مصالح الناس وراحتهم البدنية والنفسية والمعيشية والصحية ..!!؟؟

** تعطّلت الكهرباء في محافظتين كبيرتين يعيش فيهما المئات من الآلاف من المواطنين الذين لن يستطيعوا مواجهة هذه الكارثة ببدائل سريعة وممكنة أو موجودة ومتوفرة كحال بعض المقتدرين الذين لا تتجاوز نسبتهم 10% من عدد السكان فيما أعتقد ، وتخيلوا الكوارث الإقتصادية والصحية على البيوت والمصانع والمزارع والمستشفيات والمستوصفات الحكومية والأهلية والمدارس والمؤسسات الحكومية والشركات والبنوك والبقالات وأصحاب الثلاجات ... !! تخيلوا برنامجكم اليومي يتسلسل بحاجاته الضرورية بلا كهرباء ..!! تخيلوا الآثار النفسية والصحية والبيئية على المواطن والمقيم في ظل هذه الظروف التي لا تستطيع فيها الحكومة تدبر أمر محطة كهرباء بأسرع وقت ممكن وتعويض المواطنين .. ثم أين الأمانة في إدارة المحطة ؟ وأين الوزارة ؟ وأين الإحتياطات اللازمة والمعروفة عالميا لمثل هذه الكوارث ؟ وماذا سيفعل المواطنون الفقراء والمرضى في ظلّ هذا الوضع بلا كهرباء وفي شهر رمضان ... أسئلة وأسئلة تبعث على الأسى ..!!؟

** إن لم يتدارك ولي الأمر وأمير المنطقة والوزراء والعلماء والتجار هذه الكارثة قبل إستفحالها ويحاسبوا المتسببين فيها وفضحهم على الملأ فإن الكارثة فيهم أكبر وأطمّ ، فوالله أنني أعتقد أن وقوع مثل هذه الأزمات والمحن إنما يكشف بها الله بعض الخونة والمرتزقة على حساب الدّين والوطن ، فهاهي البلوى قد وقعت على إخواننا المسلمين السعوديين الصائمين الضعفاء والفقراء فلتشمروا عن سواعدكم كما تفعلون مع مواطني الدول الأخرى وليقم كل شخص بمسؤوليته تجاه مساعدة أهلنا هناك والتخفيف عنهم ، فقد نفدت الأسواق من المولدات الكهربائية والمستلزمات الخاصة بمثل هذه الفجيعة وكانت فرصة لجشع التجار فغلت الأسعار وزادت الأضرار والأسر والنساء والأطفال والمرضى هناك في محنة لا يعلم رعبها ومرارتها إلا من يكابدها ، وإسئلوا من شئتم ممّن تعرفون هناك ..!! بل إن بعض السكان إضطر للسفر والكثيرون لا يقدرون عليه وليس لهم سوى فرج الله ثم نداء إستغاثة يأمر به خادم الحرمين لكافة القطاعات ذات العلاقة بسرعة إغاثة الناس والتخفيف من أوضاعهم بأسرع وقت ممكن ..!!

** إن مثل هذه الحوادث الكبيرة والتي تحدث في الصباح ولا تكتب عنها الصحف إلا في اليوم الثاني لهي إختبار على الأمانة والمصداقية والمواطنة لكافة الصحف في نقلها للخبر بكل أمانة مهنية وشرعية ووطنية إبتداءا من رئيس التحرير ومرورا بكتاب الأعمدة والزوايا اليومية ، فهل سيحشد الأعلام وسائله للوقوف مع إخواننا ونقل الصورة الحقيقية والمأسآة اليومية للسكان ؟ وهل سيدعو إلى محاسبة كافة المقصرين أم سينشر الخبر وإنتهى .(منقول)