العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > هل يصفد الغشاشون في رمضان ..؟

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-2007, 09:08 PM   #1
Saudi Mqataa
إعلامي المنتدى

 
رقـم العضويــة: 4093
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 2,362

افتراضي هل يصفد الغشاشون في رمضان ..؟

هل يصفد الغشاشون في رمضان ..؟
نواف مشعل السبهان - كاتب وتربوي في التعليم الفني 07/09/1428هـ
nsabhan@hotmail.com

إن ما يرتكبه هؤلاء الغشاشون من أضرار بالناس صحية قبل المادية هي أعمال وأفعال شيطانية فعلا، فالغش, خصوصا الضار كالذي ذكرناه, لا يمكن أن يأتي إلا من فاعل فقد ضميره الإنساني حين يعد ويبيع سلعا يعلم أنها غير صالحة أو فاسدة أو رديئة المكونات، وهؤلاء هم شياطين الأنس، وإذا كان شياطين الجن يصفدون في رمضان أليس من واجبنا أن نصفد شياطيننا نحن بأن نكون حازمين وغير متساهلين حين يضبطون بالجرم المشهود؟

أجزم بأن شهر رمضان المبارك، الذي أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار والذي فيه ليلة هي خير من ألف شهر، لا يرى فيه البعض أنه شهر المكاسب والغنائم من الحسنات لصرفها بعد إذن ربك في الآخرة حيث تقاس قيمة الإنسان لحظة الحساب يوم المحشر العظيم بالذنوب والحسنات وليس بجاه ولا المال والسلطان في الدنيا، بل يرون فيه شهر كسب المال وتحقيق أقصى قدر من المكاسب المادية حتى ولو كان بطرق غير شرعية، وليس أمام هذا الصنف من الناس طريقة ووسيلة إلا الغش الذي تبرأ من ممارسه ومرتكبه رسولنا عليه الصلاة والسلام بقوله: "من غشنا ليس منا"، وشهر رمضان الكريم، بكل أسف، هو من المواسم التي يروج فيها الغش التجاري على يد من أعطوا ضمائرهم إجازة مفتوحة بتذكرة ذهاب دون عودة والعياذ بالله، ومثل هؤلاء استبعدتهم المادة إلى حد بعيد فلا يرف لهم جفن وهم يبيعون سلعا رديئة ومقلدة على أساس أنها جيدة وأصلية بل حتى منتهية الصلاحية للاستخدام الآدمي كما في الأغذية، وليس بعيدا عنا قضية الكبدة الشهيرة في جدة قبل أشهر واللحوم الفاسدة التي يقبض عليها يوميا تقريبا فضلا عن البضائع المتعددة المنتهية صلاحيتها والتي تباع وتسوق بالتحديد في القرى والهجر البعيدة عن المدن الكبيرة مستغلين غياب الرقابة وفقدان الوعي الاستهلاكي. وهي تعكس إلى أي مدى وصلت حالة الغش في بلادنا وأن سوق الغش بات رائجا خصوصا في عمليات تقليد المنتج الأصلي والذي هو جانب من جوانب الغش التجاري حين تباع هذه السلع المقلدة بمكونات رديئة على أساس أنها أصلية وجيدة النوعية. ويؤكد ذلك تقرير صدر قبل أكثر من أسبوع تحدث عن حجم تجارة السلع المقلدة والمغشوشة في المملكة والتي وصلت قيمتها إلى 250 مليون ريال وبنسبة 30 في المائة مما هو معروض من سلع وبضائع. وأظن هذا المبلغ يقل عن الحقيقة لأن حجم تجارة التقليد تصل لخانة المليار ريال والشاهد على ذلك انتشار المحال التجارية المشهورة بـ "أبو ريالين" والتي تبيع سلعا وبضائع هي بالتأكيد مقلدة ورديئة تحت عين وبصر وزارة التجارة وجمعيات مكافحة الغش التجاري.
لو تساءلنا عن أسباب انتشار الغش التجاري المقلد والرديء لوجدناه يعود لعدة أسباب، السبب الأول في ضعف الرقابة على الأسواق وتركها مفتوحة لترويج البضائع المغشوشة باسم حرية التجارة. وسبب آخر وهو وجود عمالة سائبة لا عمل محدد لها لن تجد غير المتاجرة بأرزاق وحاجيات الناس من خلال تجارة الغش والتقليد في السلع ومنها شراء ما انتهت صلاحيته وإعادة تعبئته بأغلفة جديدة وتاريخ مجدد وإعادة بيعها بأرخص الأسعار، وهذه العمالة الأجنبية كونت عصابات لتجهيز البضائع المغشوشة كما تكشف عنه الحملات الأمنية بضبط معامل في منازل شعبية لهذا الغرض. وسبب ثالث وهو أن المستهلك أمام ارتفاع الأسعار المرهق لدخله وغلاء السلع الأصلية الحقيقية لم يجد بدا من التوجه للسلع الأقل سعرا حتى ولو كانت مقلدة أو غير أصلية، إضافة إلى أنه ـ أي المستهلك ـ لا يثق حتى بالبضائع التي تباع على أنها أصلية، فقد بات مدركا أن كثيرا من المستوردين يلجأون لاستيراد سلع من غير بلدانها الأصلية سعيا وراء رخص التكلفة. ومعروف أن هناك دول كالصين مثلا تصنع لك ما تريد بالسعر الذي تحدده وبقدرة فائقة على التقليد للمنتج الأصلي دون جودته المعروفة بالطبع، ولا يجب أن نلوم المستهلك هنا ونتهمه فقط بقصور وعيه الاستهلاكي، فالسلع الأصلية وذات الجودة تفوق أسعارها قدراته الشرائية للمبالغة في أثمانها بحجة أنها أصلية و"علامات تجارية"، إلا أنه علينا هنا التفريق ما بين السلع الأقل جودة ولكنها الأرخص ثمنا وبين تلك التي يمارس فيها الغش الضار كان يقوم عديم ضمير بإعادة بيع السلع وخاصة الغذائية المنتهية الصلاحية بعد التلاعب بتاريخها أو أعداد بضائع مقلدة ورديئة المكونات ووضع علامات المسميات الشهيرة والأصلية عليها كما تفعل العمالة الأجنبية في معامل خاصة بذلك. هذا هو الغش الذي يجب أن يحارب ويقضى عليه ويواجه بيد حديدية لما تمثله من مخاطر على المستهلك، أما السلع التي تباع على أنها تجارية، وهو تعبير سائد لدينا يشير إلى أنها أقل جودة من الأصلي، ولا يخفي ذلك على المشتري فهو لا يدخل في باب الغش المرفوض، فالمستهلك مخير في هذه الحالة بينها وبين الأصلية، والأمر هنا يعود أولاً لإمكاناته المادية وثانياً لوعيه الاستهلاكي.
إن ما يرتكبه هؤلاء الغشاشون من أضرار بالناس الصحية قبل المادية هي أعمال وأفعال شيطانية فعلا، فالغش, خصوصا الضار كالذي ذكرناه, لا يمكن أن يأتي إلا من فاعل فقد ضميره الإنساني حين يعد ويبيع سلع يعلم أنها غير صالحة أو فاسدة أو رديئة المكونات، وهؤلاء هم شياطين الأنس، وإذا كان شياطين الجن يصفدون في رمضان أليس من واجبنا أن نصفد شياطيننا نحن بأن نكون حازمين وغير متساهلين حين يضبطوا بالجرم المشهود ..؟ بلى والله وخصوصا في هذا الشهر الكريم الذي لم تردعهم حرمته من أن يرتكبوا خطايا الإضرار بالناس وممارسة الغش الذي تبرأ منه ديننا الحنيف وذمه الله سبحانه وتعالى وتوعد مرتكبيه بالويل بقوله عز وجل "ويل للمطففين". الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون "صدق الله العظيم".
http://www.aleqtisadiah.com/article.php?do=show&id=6861
Saudi Mqataa غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 AM.