نورة عبدالعزيز الخريجي
كل عام وأنتم بخير في شهر المحبة والإخاء رمضان المبارك وتقبل الله طاعاتنا وغفر الله تقصيرنا.
حتى الفول الطعام الرئيسي لرخص ثمنه مع قيمته الغذائية الكبيرة للفقراء بل يطلق عليه البعض بديل اللحم لفوائده البروتينية ويتساوى في شعبيته ومحبته الأغنياء والعامة ناله ومستلزماته جنون ارتفاع الأسعار بنسبة 100% وهو طبق رئيسي على مائدة الإفطار في كل الأشهر وفي رمضان خاصة والسحور عند الغالبية هنا ـ في المنطقة الغربية ـ ويكفي بريال منه مع خبز (التميز) أو (الشريك) أو أي خبز آخر أن تملأ معدتك بوجبة دسمة لذيذة مع بهاراتها. ولكن الآن توقف البيع بريال مع تقليص كمية الفول وبهاراته في بقية الريالات ولا نستبعد أن ينال خبز (التميز) ارتفاع الأسعار وتصبح الواحدة منه بريالين أو يخفف من وزنها ففي الأسبوع الماضي ارتفع سعر القمح عالمياً أربع مرات حسب صحيفة الشرق الأوسط ولم يتوفر في المطاحن التي تبيعه للجمهور في مدينتي حيث بحثت عنه ولم أجده بوعد أن يتوفر ليلة رمضان. وعند استغرابي من زيادة سعر بيع القمح أو كما نسميه ـ الحب ـ الخاص بالشوربة أفادني صاحب المطحنة بأن سعر الكيس كان بين 30 ـ 40 ريالاً وقفز إلى ما بين 105 ـ 115 ريالا. أما أرز الشعلان فسعر الكيس من 138 إلى 190 ريال.
ويبدو أن من قال ما معناه في حديثه عن غلاء الأسعار إن علينا أن نجد البديل وأن نغير من عاداتنا في الطعام كان يخاطب الطبقة الموسرة وربما في يقينه أنه لا يوجد فقراء ومساكين في هذا البلد كما يدعي غيره، ويا ليته يعلم أنه هنا يوجد من يلتحف السماء ولا يجد قوت يومه وربما يبيت أكثر من ليلة دون طعام وأعتقد أن القائل لم يقرأ في الصحف تصريحات المسؤولين عن الجمعيات الخيرية أن بعض ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين تقدموا بطلب المعونة من الجمعيات الخيرية بعد موجة الغلاء الفاحش في الأسواق في المواد الاستهلاكية الأساسية في الأغذية فإذا كان أرخص طعام ـ الفول ـ نالته الزيادة بنسبة 100% ماذا يأكل هؤلاء الزلط؟ أم يخلطون الفول بالرمل والحجارة الصغيرة حتى يأتي بسعر للبائع و"يجيب أجل المشتري".
ما البديل المتوفر للفول والأرز؟ وهل هو الأرز المخزن منذ 9 سنوات الذي فقد جودته كما ذكرت صحيفة المدينة يوم الأحد 27 شعبان ص 10 دون الاهتمام بالصحة؟
أخشى أن يجد لنا البعض بديلا في أن نأكل الأستكوزا والكيك والتورتة والكرواسان كما حدث مع ملكة فرنسا عندما قام الشعب بثورة مطالباً بالخبز فقالت لهم كلوا الكرواسان والجاتوه، ولكن هل يعلم هؤلاء أن قالب الزبدة الكبير الذي تشتريه مخابز الحلويات ارتفع سعره بيوم واحد من 120 ريالا إلى 600 ريال؟
لن نقول "نروح لمين" وثقتنا في الله سبحانه وتعالى ثم ولي أمرنا لتعود الطمأنينة للنفوس بدعم المواد الغذائية الأساسية خاصة والحد من الغلاء بصفة عامة؟

الرابط: