أحد لقى الطاسة؟
سنين ونحن نستخدم مقولة أو وصف "الطاسة الضائعة" لوصف حالة التيه التي يعاني منها المستهلك والمواطن بصفة عامة.
سنين ونحن نبحث عن هذه الطاسة الأسطورية التي أصبحت أشك في وجودها أساسا.
لكني تيقنت أخيرا أننا "نحن" من يفرط في هذه الطاسة ويصر على إبقائها طي الضياع والنسيان.
كيف؟
إليكم كيف..
الوضع في سجال بين المواطنين (المستهليكن) والمسئولين .. كل منهم يحمل الأخر مسؤولية تقصير أو تقاعس أو عدم فاعلية جهود الأخر.
المواطن ينتظر من المسئول أن يقوم بمهامه المناطة به والتي استأمنه ولاة الأمر عليها وأعطوه الثقة والصلاحيات لانجازها والتي منها تذليل العقبات أمام المواطن والعمل على حل مشاكله.
و في المقابل ينتظر المسئول من المواطن أن يبادر بعرض مشكلته واقتراح حلول لها أو أن يبادر هو بنفسه لحل مشكلته بدون أو يصدع دماغ المسئول بها.
كيف ضاعت الطاسة؟
ضاعت عندما نسي المسئول : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"
ونسي : "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه"
وضاعت..
عندما نسي المواطن قوله تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
ونسي : "كما تكونوا يول عليكم"
المختصر المفيد ..
لن يتغير حالنا للأفضل إلا إذا تكاتفنا مواطنين ومسئولين لحل المشاكل التي نعاني منها ونبذنا الاتكالية وتحميل الأخرين مسئولية التقصير.
فالمسئول ليس بشرا فوق العادة ولن يستطيع "شم قفا يده" لمعرفة مشاكل الناس وحلها..
وكذلك المواطن لن يستطيع حل مشاكله بمجرد التفكير في أن المسئول هو من يفترض به البحث عن مشاكل المواطنين وحلها لهم ولن يستطيع التدخل بقوة ذراعه لحل مشاكله لأن هناك قوانين تحكم الكثير من الأمور ولابد له من جهة أعلى تساعده على تحصيل حقه شريطة أن يقوم بإيصال شكواه لهم.
أخيرا..
إلى أن يتمكن أحدهم يوما ما من العثور على "الطاسة الضائعة"..
لنتعاون سويا مواطنين ومسئولين على تجهيز طاسة جديدة نتعاون بها على التغيير بكافة جوانب حياتنا لننهض جميعا ببلادنا ونصل بها إلى أفضل الأحوال.