مناشير البنوك
كلمة ولي ولي العهد الأمير مقرن حفظه الله التي أشار فيها لعلاقة البنوك مع المجتمع على أنها علاقة ذات اتجاه واحد يصب فقط في مصلحة البنوك أثارت قلوب الناس المواجع و في وسائل الإعلام والصحف الكثير من التكهنات عن قرب صدور قوانين جديدة تنظم هذه العلاقة لتضمن حصول منفعة متبادلة بين الطرفين.
الاعلاميين والكتاب بجميع توجهاتهم أثروا النقاش بالعديد من المقالات فلا يكاد يمر يوم بدون قراءة موضوع عن البنوك و استغلالها لحاجة الناس وضعف أو انعدام جهودها المجتمعية بل إن البعض شبه البنوك بالمنشار "طالع واكل نازل واكل" .. وكانت المطالبة الجماعية بقوانين تلزم البنوك مقابل ما تأخذه من الناس من فوائد وأرباح برد بعض الجميل للمجتمع عن طريق رعاية مناسبات مجتمعية أو انشاء مشاريع تنموية تساهم بها في تطوير المجتمع.
رأيي الشخصي في الأمر ..
لا نريد من البنوك انشاء مشاريع تنموية ولا أن تشارك في رعاية وإقامة أنشطة مجتمعية نفاجأ بعدها بتجيير فواتيرها على ظهور المواطنين وأخذها من جيوبهم.
يكفيهم لتحسين صورتهم تخفيف معاناة المقترضين منهم (و هم كثر) ببعض الحلول البسيطة ..
إما بأخذ عمولات أقل من المقترض الجديد أو تغيير الطريقة المتبعة في حساب الأرباح بشكل تراكمي لتنخفض مع سداد كل قسط فيخف الحمل على المقترض بدلا من نسبة ثابتة مرهقة.
أو تطبيق فكرة القروض الحسنة لمن يحتاجون لقروض سريعة وصغيرة لن تحقق الكثير من الربح للبنك لكنها قد تنقذ العميل من مشاكل كثيرة فتقدم قروض حسنة بدون فوائد يتم سدادها في فترات قصيرة يتم بها شراء محبة العميل وكسب ولائه.
بالإمكان أيضا توجيه بعض الأموال التي يفترض بهم ضخها والمشاركة بها في تنمية المجتمع نحو إسقاط و سداد ديون بعض المعسرين من المقترضين من عملائهم .. حتى لو كان ذلك على شكل سحب شهري لعدد من المديونيات التي يمكن اسقاطها أو تخفيفها على المعسرين وغيرهم ممن أجبرتهم ظروفهم المعيشية للاقتراض.
الحل الأخير ممكن جدا ولن يكلف البنوك الكثير خاصة وأن الكثير من المقترضين يكونون عادة من أصحاب الرواتب المنخفضة وتكون قروضهم عادة صغيرة أو تبقى لهم أقساط يسيرة لكن مرت عليهم ظروف قاهرة أجبرتهم على التأخر في السداد.