اعتذار حار للإخوة التجار
قد يتعجب البعض من العنوان إلا أن الواقع يقول أن هذا الاعتذار واجب علينا نحن المستهلكين نحو إخوتنا التجار على سوء ظننا بهم وعدم تقديرنا لما يبذلونه من جهود لتوفير كل احتياجاتنا المعيشية و هم في نفس الوقت يعملون جاهدين للحفاظ على صحتنا وأمننا وسلامتنا.
دعوني أوضح ..
التجار يجوبون بقاع الأرض ليأتونا بما نحب من منتجات مختلفة نعشقها كمستهلكين ونحب أن نتمتع بتعدد أنواعها وأصنافها وطرق استخدامها .. بدون حول منا ولا قوة.
في ظل حبنا لنمط الحياة الاستهلاكي هذا انتبه التجار .. جزاهم الله عنا كل خير .. إلى أن طريقتنا في العيش هذه بدأت تؤدي لمشاكل كثيرة نظامية وصحية وغيرها .. لذلك ولئلا نعتاد على حياة الراحة والكسل كثيرا حرصوا على أن تكون جودة بعض المنتجات التي نستخدمها في التنقل ضعيفة حتى لا تستمر في العمل طويلا فنضطر للمشي والتحرك باحثين عن من يصلحها لنا فيتحقق لنا بند الرياضة.
ونراهم كذلك يبتكرون لنا طرق مراقبة الطرق وتحديد السرعة حتى لا نتعرض للحوادث الوخيمة والهلاك بسبب هذه المخالفات المرورية فنعيش بأمان وسلام فيتحقق لنا مبدأ حفظ النفس من التهلكة.
أيضا في المنتجات الغذائية و للحفاظ على صحتنا من التخمة والسمنة وما يرافقها من أمراض الضغط والقلب والسكر نراهم يرفعون أسعار المنتجات الغذائية حتى نكتفي بالحد الأدنى منها فلا نمرض ونتكلف كثيرا في العلاج.. وهاهم يستبقون شهر رمضان برفع أسعار المنتجات الغذائية الرمضانية لتذكيرنا بأن رمضان شهر الصوم والعبادة وليس شهر الأكل والإفراط في الطعام .. فيتحقق لنا القانون الصحي "الحمية خير دواء".
و حتى العلاج يرفعون أسعاره حتى تكون صلتنا بالله أقوى فنتجه له بالدعاء ليشفينا من الأمراض.
ختاما .. ألا ترون أنهم يستحقون من الاعتذار والشكر وأن ندعو لهم أن يجعل ما يقدمونه لنا في ميزان حسابا... أقصد حسناتهم.