23-10-2013, 02:34 PM
|
#1
|
مقاطع متميز
رقـم العضويــة: 18018
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشـــاركـات: 2,151
|
مقالات في قيادة المرأة للسيارة
#قيادة_26أكتوبر
ماجد الحربي
يأتي ذلك التاريخ في ظل ترقب كثير من المهتمين، ما بين مؤيد ومعارض، هل ستقود النسوة السيارة في عدد من مدن وشوارع السعودية؟! وإذا ما جاء ذلك اليوم، وقدن السيارة، فماذا سيحدث؟! هل ستحل قضايا المرأة كلها؟! وهل ستكون القيادة هي البداية لأخذ كامل حقوقها، كما يؤكد ذلك الكثير من النساء المهتمات بذلك الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟! كما في ذلك الهاش تاق!!
أصبحت قضية قيادة المرأة لدى بعض المهتمين، ومن بعض الإعلاميين وبعض الكتاب، وغيرهم، قضية مصيرية!! إما تقود، وإما هي ناقصة ولم تحصل على حقوقها كالرجل!!
وتصبح ندًّا له كما صارت في اعتقاد البعض في كثير من المجالات كونها أصبحت عميدة في الجامعة، ونائبة وزير، وسيدة أعمال، ونحو ذلك؛ وهو ما يجعل البنية التحتية للقيادة مهيأة بشكل مباشر، فلِمَ التعطيل إذن؟! وما يلحظه الكثير من الناس أن جُلّ من يطالب بقيادة المرأة هم من فئة رجال الأعمال، وسيدات الأعمال، الذين لو فتشت في واقعهم، وتأملته جيداً، لوجدت أن إقامتهم خارج البلاد أكثر بكثير من بقائهم فيها طوال السنة!! إذن، لماذا صدعوا رؤوسنا بالمطالبة بقيادة المرأة للسيارة في كل محفل، وفي كل مناسبة، حتى ليخيل لنا أن المرأة حصلت على كل حقوقها، فما بقي غير أن تقود السيارة؛ وبالتالي تكون قد حصلت على كامل حقوقها كاملة غير منقوصة؟!!
بينما السواد الأعظم من الشعب، من النساء أعني، كثير منهن من أصحاب الدخل المتوسط أو المعدوم، سيان، لا يهمهن ذلك، بل لم يطرأ على بالهن، وقد يفكرن فيه، ولكنه ليس من أولوياتهن، وإنما الذي يهمهن أن يجدن مسكناً لهن ولأسرهن في ظل أزمة السكن (الخاااانقة) في البلاد، وبعضهن يردن وظيفة تسد جوعهن، وجوع أولادهن، وأسرهن وآبائهن وإخوانهن.. فشتان بين مطالب هؤلاء، ومطالب أولئك!! وبعض المطالِبات بالقيادة يردن (الترزز) في الإعلام، وأن يحصل كل منهن على لقب "ناشطة حقوقية أو اجتماعية"؛ وبالتالي تصبح من المشهورات، وربما تكون نسيت مبادئها والقضية التي كانت تنادي وتناضل من أجلها!!
أناس يسافرون للخارج، ويقيمون في بعض دول الخليج، ويقدن السيارة هناك صباح مساء، وإذا ما شرفوا ووطِئوا أرض بلادنا نادوا بضرورة قيادة المرأة للسيارة، وقد يطالبون من هناك!! طيب، أين أنتم من قضايا المرأة الحيوية، كالمطلقة، والمعنفة، والمعلقة، والخريجات المؤهلات ولم يجدن عملاً؟! لماذا لا تطالبون بذلك لهن؟! بدلاً من الأنانية التي تتمتعن بها، وتردن فرض رأيكن على مجتمع، غالبه يرفض ذلك؟! لا، لا لتحريمهم القيادة، بل لعدم أهميتها، ولأن بلادنا غير مهيأة لذلك، في ظل عدم وجود مترو أنفاق، ولا وسائل نقل عامة، وضيق الطرق، فكيف ستقود في زحام خانق كالذي نعيشه في معظم مدن بلادنا؟!!
وختاماً.. أتمنى من بعض الأخوات اللاتي سيقدن السيارة في ذلك اليوم أن يتذكرن أن قضايا المرأة أكبر وأشمل وأشرف وأنبل من قيادة يمارسنها في الدول المجاورة!! واعلمن أن القيادة بحد ذاتها ليست مشكلة، وإنما المشكلة حينما تُختزل قضايا المرأة (عضل، طلاق، عُنف، خريجات عاطلات..!!) في قيادتهن السيارة، فمتى نعي تلك الحقيقة؟!
والله الموفق لكل خير سبحانه .
http://sabq.org/Zq1aCd
|
|
|
|
___________________________
|
|
|