التجارة ترصد ارتفاع الأسعار .. نحن كذلك
صالح إبراهيم الطريقي
رغم أن تطور التقنية سهل حياة الإنسان للحد الذي يجعلها تراقب عنه حتى غلاء الأسعار، كأن تفرض وضع قيمة السعر على المنتج أو «الكود» الذي تقرأه التقنية (الآلة الحاسبة)، والذي يمكن للمراقب العودة لها ليرى هل تلاعب «السوبرماركت» بالأسعار لمعاقبته، إلا أننا ما زلنا كما نحن لا نحب تغيير نمط حياتنا منذ عقود طويلة، هذا النمط الذي يستفيد منه فئة قليلة فقط «التجار»، أو أعضاء الغرف التجارية أصدقاء وزارة التجارة.
وما زال الجميع يعرف أن أسعار المواد الغذائية ترتفع تلقائيا قبل وفي شهر رمضان، ومع هذا تصر وزارة التجارة والصناعة أن تخرج لنا تقريرها السنوي «قبل رمضان» لتخبرنا أنها رصدت ارتفاعا في الأسعار، مع أن المواطن يعرف هذه المعلومة ولا يحتاج أو لن يضيف له تقريرها شيئا، فهو يعيش ويئن من هذا الارتفاع عمليا.
المثير للحنق أن «وزارة التجارة والصناعة» وبعد رصدها هذا الارتفاع في «السوبرماركات الكبيرة والصغيرة»، تصدر بيانا بأنها أنهت هي والشؤون البلدية والقروية ترتيباتهما المشتركة لمواجهة ما يعرف بـ«الباعة الجائلين» خلال شهر رمضان، ولكن لماذا ستواجههم، أو ستشن حملتها عليهم؟
تخبرنا الوزارتان (التجارة والبلدية) في بيانهما عن أسباب المواجهة: «بعد أن تلقت الوزارتان شكاوى كثيرة من أصحاب الأعمال الذين أكدوا بأنهم يتعرضون لخسائر مالية سنويا بسبب مزاحمة الباعة الجائلين لهم».
بمعنى أن الوزارتين تصران على ألا يتغير نمط الحياة الذي يستفيد منه فئة قليلة «التجار»، إذ أن هؤلاء الباعة الجائلين والمفسدين لأرباح الفئة القليلة يقدمون نفس السلعة، ولكن ليربح من كل سلعة ريالا فقط، فيما التجار يريدون تحقيق أرباح أعلى، لهذا يتم محاربتهم حتى لا ينافسوهم، أو يغيروا نمط حياتنا الدائم.
صحيح أن قلة من هؤلاء الباعة قد يقومون ببيع سلع منتهية الصلاحية، إلا أن الغالبية يريد أن يعيش هو وأسرته من هذا العمل دون أن يضر البشر.
بقي أن أقول: إن نمط هذه الحياة كان في السابق محتملا، ولكن بعد التضخم، وهبوط القيمة الشرائية للريال، وعدم وجود زيادة موازية في المرتبات تحد من هذا التضخم، دخل المواطن في أزمة اقتصادية وأصبح يئن ويبحث عن تغيير هذا النمط الذي يستفيد منه قلة فقط.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0629615625.htm