يعيش المواطن.. مَن لنا غيره نتاجر باسمه!


عبدالرحيم الميرابي
٢٠١٣/٤/٢٣

هل خدمَ الإعلامُ السعودي المواطنَ السعودي؟ أرجو ذلك.. ولنأخذ برنامج (الثامنة) مثالاً، وهو من تقديم الإعلامي الكبير الأستاذ داود الشريان، وتقوم فكرة البرنامج على نصرة المواطن، من خلال محاربة الفساد، وكشف المظالم، وتوعيته بالأضرار التي قد تحيط به.. لكنَّ داود غير مسؤول عن محاسبةِ الفاسدين، ولا عن رفع الظلم عنِ المظلومين، ولا عن جهل الجاهلين.. وبعضنا لا يوافقه على أسلوب التقديم، بينما يرى آخرون أن أسلوبه هو أفضل ما في البرنامج.

سبق أن أهديتَ أخي داود نقداً حول برنامجه القديم (واجه الصحافة)، قلت فيه: إن كثيراً مما تناقشه مع ضيوفك الكرام، ليس له علاقة بالصحافةِ طالما أنك لا تستشهد بأقوالها.. أما اليوم فإنني أشيد ببرنامجه الجديد (الثامنة)، غير أنني أتساءل: من الرابح من هذا البرنامج، هل هو المواطن أم القناة؟

أرى أنّ الرابحَ الأكبر هي القناة، وليس المواطن! مع أن المواطن هو صاحبُ الفضل في ذلك؛ لأن عدد مشاهدي البرنامج من المواطنين بلغ رقماً هائلاً؛ استثمرهُ التجّارُ في الإعلان عن منتجاتِ شركاتهم ومؤسساتهم جراء تسَمُّر المواطن أمام الشاشة بانتظار (الثامنة)؛ والشيء نفسه ينطبق على القناة، إذ تجني من وراء هذا التسَمُّر أموالاً طائلة مما تكسبه الشركات من جيب المواطن نفسه بعد جر قدميه لشراء منتجاتها.

(مسكين المواطن ما غيره)، تنتفع به القنوات والشركات، بينما هو جالسٌ يتفرج على الثامنة واضعاً يده على خده منتظراً من داود حلاً لمشكلته! فيبدو- المسكين- أكثرَ شَبَهاً بدافعي الضرائب، أو لِنَقل: يبدو أنه الخاسر الأكبر في حواراتنا مع المسؤولين، طالما أنه قد عرف نهاية المسرحية مسبقاً.

(بنطلع فاصل وبعدين نرجع لكم)- عندنا إعلان- (طيب حبيبي حنا في انتظارك).

http://www.alsharq.net.sa/2013/04/23/813339