العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > أمريكا والسلام

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2013, 02:24 PM   #1
مـ قـ ا طـ ع
مشرف
 
الصورة الرمزية مـ قـ ا طـ ع
 
رقـم العضويــة: 12910
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشـــاركـات: 2,060

افتراضي أمريكا والسلام

أمريكا والسلام









الحمدُ لله نحْمَده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا، ومِن سيِّئات أعمالنا؛ مَن يهدِه الله، فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله.

أمَّا بعدُ:
فبعدَ انتهاء الحرْب العالمية الثانية وخروج الحلفاء منتصِرين، سطَع نجم الولايات المتحدة الأمريكيَّة، واشتهر ذِكرُها، ونصَّبت مِن نفسها -بعد صِراع مرير مع الاتِّحاد السوفيتي- زعيمًا على العالَم أجْمع.

العجيب في الأمْر أنَّ أمريكا منذُ أن تولَّت قيادةَ العالَم -على حدِّ زعمها- سعتْ على لسانِ رؤسائها لترويجِ شائعةِ السلام، فنجد أنَّ رؤساء أمريكا منذُ نهاية الحرب العالمية الثانية، وإلى الآن يقولون: إنهم يعملون مِن أجل السلام العالمي؛ ولذلك سعوا في إنشاء المؤسَّسات العالمية، والتي - ظاهريًّا - ترعى مصالح الدول وتحْمي الدولَ الضعيفة مِن أطماع الدول المستعمرة، مثل الأمم المتحدة، ومجلس الأمْن، وكلاهما في أمريكا، ومحْكمة العدل الدولية ومقرُّها في لاهاي بهولندا، وفي الباطِن جُعِلت هذه المنظَّمات لخِدمة الأغراض الاستعماريَّة، ولكسب تأييد الدول في احتلال وتدمير الدولِ الإسلاميَّة وغير الإسلاميَّة - كما سيأتي بيانه.

أبدأ بأوَّل حرْب - على ما أذكر - خاضتْها الولايات المتحدة، وهي حرْب فيتنام التي تقَع في قارة آسيا، كانتْ هذه الدولة مقسَّمة إلى فيتنام شماليَّة وأخرى جنوبيَّة، الشمالية شيوعيَّة تُساندها روسيا والصين، والجنوبيَّة رأس مالية تُساندها أمريكا وأستراليا والفِلبين، ودول أخرى أوروبيَّة.

ساعدتْ فيتنام الشمالية بعض الجماعات في نظيرتها الجنوبية، فتشكَّلتِ الحركة الوطنية الشيوعيَّة لمواجهة الرأسمالية في فيتنام الجنوبيَّة، ثم تدخَّلتْ فيتنام الشمالية عسكريًّا وقامتِ الحرب بين البلدين، فتدخَّلتْ أمريكا لمساعدة حليفتها الجنوبية، ومعها أستراليا والفلبين، وأرسلت أمريكا طائراتها الحديثة، وعتادها الحرْبي القوي، وكانتْ إذْ ذاك تمتلك طائرات "بي 52" المدمِّرة في قصفها، وساعدتْ روسيا والصين فيتنام الشمالية، كانتْ أمريكا تقصف الفيتناميين قصفًا عشوائيًّا عنيفًا دون هَوادة؛ إذ ألقتْ آلاف الأطنان مِن المتفجرات على الفيتناميين، وألقى الطيرانُ الأمريكي غاز الديوكسين، وهو غاز سامٌّ جدًّا يحرِق الجثث نهائيًّا، ويُشوِّه الأجنة لثلاثة أجيال قادِمة، ويقتُل الخصوبة في الأراضي الزراعيَّة فلا تُزْرَع، وثلاثة أوقيات منه في مصْدر مياه نيويورك تَكْفي لقتْل سكَّانها تسمُّمًا.

استمرَّتْ هذه الحرْب أحدَ عشرَ عامًا من 1964- 1975، خلَّفت أمريكا وراءَها أكثرَ مِن نِصف مليون قتيل، وأكثر مِن 2 مليون مشرَّد عدَا الجرْحى، كذلك خسرتْ أمريكا الكثيرَ مِن معدَّاتها الحربيَّة، وأكثر مِن 57 ألف جُندي وضابط، و15 طائرة "بي 52".

ومِن العجيب أنَّ الحرب انتهتْ بانسحاب أمريكا ودخول فيتنام الشمالية فيتنام الجنوبية، ممَّا يعني هزيمةَ أمريكا وحلفائها، وقيام دولة فيتنامية موحَّدة تحتَ نِظام شيوعي.

هذا سلامُ أمريكا الذي يدفَع ضريبتَه النساءُ والأطفالُ والعجائز، ولا نَنسى أنَّ معظم قتلى حرْب فيتنام كانوا من المدنيِّين.

ولا ننسى حرب اليمن التي سعَتْ فيها أمريكا وروسيا، وبها انتقلتِ اليمن مِن النظام الملكي إلى النِّظام الجمهوري؛ إذ قامتْ أمريكا بإشعال فتيل الفِتنة هناك، لسحبِ الجيش المصري إلى هناك، مستغلِّين بالفعل حبَّ جمال عبدالناصر للسلطة والزعامة، وحلْمه في أن يُصبح زعيمًا للعرَب، فكانتْ هذه الحرْب مصيدةً، أو قطعة جُبن لفأر طال به الجوعُ وسطَ مجموعة مِن القطط.

كان هدفُ أمريكا مِن ذلك إضعافَ الجيش المصري القوي، والذي كان يتحفَّز لمواجهة اليهود، وأيضًا كان هناك بعض الدول التي تمانِع قيام نظام جمهوري في اليمن، ومِن المعلوم أنَّ عبدالناصر كان يساند اليمنَ الجمهوري - فسعَت أمريكا لإحداث فِتنة بين الدول العربية، وبذلك تضرب أمريكا عصفورين بحجر واحد: تَفتيت الوحدة العربية، وإضعاف وإنهاك الجيش المصري الذي كان يمتلك ترسانةً حربيةً قويَّة.

أمريكا وإسرائيل:
موَّنتْ أمريكا اليهود بالمعدَّات الحربيَّة التي تَحتاجها في حرْبها مع العرَب، وهُزِمنا في نكسة 67، وحَمَتْ أمريكا اليهود إعلاميًّا، عن طريقِ التعتيم الإعلامي، وأنَّ اليهود يدافعون عن حقِّهم في الحياة، وأنَّ العرب يَظلمون اليهود، وهذا التعاون باقٍ بل ازداد.

سلام أمريكا في جزر الكاريبي وأمريكا الجنوبية:
تطلَّعتْ أمريكا لفرْض نفوذها على هذه المناطِق، وخاصَّة المكسيك الامتداد الطبيعي لأمريكا، فدخلتْ في حروبٍ مع المكسيك في القرنِ التاسعَ عشر، انتهتْ بضمِّ ولاية تكساس إلى أمريكا ومُدن أخرى اغتصبوها مِن المكسيك.

أيضًا سعَتْ أمريكا لفرض نفوذها على منطقة جُزر الكاريبي؛ مِثل: هندوراس وبنما ونيكارجوا، ودول أمريكا الوُسْطى؛ مثل: كوستريكا وجاميكا؛ لنشْر النِّظام الرأسمالي ولمنافسةِ النفوذ الشيوعي في تلك البِلاد.

وأيضًا لا ننسى حرْب أمريكا وكوبا في السِّتينيات، وكان فيدل كاسترو رئيسًا، واستعان معارِضوه بالقوات الأمريكيَّة؛ للقضاء على حُكم كاسترو الذي جاء للحُكم بعدَ ثورة عنيفة ضدَّ حُكومة باتيستا، ومِن جِهة أخرى استعان كاسترو بالاتِّحادِ السوفييتي عن طريقِ شِراء الأسلحة؛ لتكوينِ جيش قويٍّ يصدُّ به هجومَ الأمريكان، وفرضتْ أمريكا حصارًا اقتصاديًّا على كوبا؛ ممَّا دفَع الكثير من السكَّان للهِجرة، وأقامتْ أمريكا قاعدةً عسكرية، إضافةً إلى معتقل جوانتانمو، مَجْمَع المجاهِدين المُتهمين - باطلاً وزورًا - بالإرهاب.

كذلك اتَّخذتِ المافيا الأمريكيَّة الصهيونيَّة مِن كولومبيا عاصمةً لإنتاج وترويج المخدِّرات، فكولومبيا أكبر دولة في العالَم إنتاجًا للمخدِّرات بكلِّ أنواعها، هذا هو سلام أمريكا الذي طالما تحدَّث عنه رؤساؤها!

نأتي إلى سلامِ أمريكا في العِراق، فلقد حاصَرتْ أمريكا العراق حصارًا اقتصاديًّا بعدَ حرْب الكويت إلى دُخولها العراق سنة 2003، وبدأتْ في عمليات القصف الجوي والبرِّي من عام 1992، وكانتْ أمريكا تضرب بقنابل يورانيوم المسبِّبة لأنواعٍ كثيرة مِن السرطان، خلَّف هذا الحِصار - إضافةً إلى عمليات القصْف - مقتل نِصف مليون طفل كانوا في حاجةٍ إلى العلاج الممنوع بحُكم الحِصار، وهؤلاء الأطفال كان مُعظمُهم مصابًا بأمراض سرطان الدمِ والرِّئة والفَشل الكُلوي، إثْر تعرُّضهم لأدخنةِ القنابل، إضافةً إلى الرِّجال والنِّساء الذين قتلوا تحتَ عمليات القصْف، هذا هو سلامُ أمريكا!

نأتي إلى سلامِ أمريكا في أفغانستان، فقد لفت غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان نظَرَ أمريكا إلى أهميةِ موقِع أفغانستان في بلادِ آسيا الوُسْطى؛ إذ مِن المعلوم أنَّ أفغانستان تحتلُّ مكانةً متميِّزة على بحْر قزوين، ذلك البحر المليء بالنفْط، فسَعْي أمريكا لدخول أفغانستان لَم يكن وليدَ هذه اللحظة، بل كان منذُ دخول السوفييت أفغانستان، وما أن جاءت أحداث 11 سبتمبر حتى أعلنتْ أمريكا الحرْب - على حدِّ زعمها - على الإرْهاب، وحشَدت القوَّات لذلك، وأخذت إجماع مجلس الأمْن والأمم المتحدة، ومِن العجيب أنه يوجَد الكثير مِن الحكومات العربية التي صدَّقتِ اللعبة الأمريكية، وأرسلت قواتها هناك ظاهريًّا لتحارب الإرهابَ، وهي في الأصْل تحارب الإسلامَ والمسلمين!

قامتْ أمريكا بالكثيرِ مِن العمليات الوحشيَّة مِن قتلٍ للنساء والأطفال والعجائز بحُجَّة حرْب الإرهاب.

وقد امتدَّ نفوذ أمريكا في حربِها المزعومة إلى دولة باكستان الصَّديق المفضَّل لأمريكا؛ حيث تواطأ الجيش الباكستاني بأمرٍ مِن الحكومة الباكستانيَّة العميلة بقيادة "مشرَّف" مع القوَّات الأمريكيَّة، فكان الجيش الباكستاني يقوم بقصف المسلمين المدنيِّين في مُدن مختلفة مِن باكستان؛ وذلك أنَّ حكومة "مشرَّف" عطَّلتِ الشريعة، فخرجت تظاهراتٌ كبيرة للمطالبة بتطبيقِ الشريعة الإسلاميَّة، فقام الجيش الباكستاني بقتْل المتظاهرين بمنتهى الوحشية، مثلما حدَث في المسجد الأحمر وجامعة حفْصة؛ حيث قَتل الجيش الباكستاني النساءَ المنتقبات في جامعة حفصة، وقد خرجْنَ ينادين بتطبيقِ الشريعة، وقتل الكثير من المشايخ والعلماء الذين طالبوا بإعلان الجِهاد على الأمريكان، وقامتْ بعد هاتين الحادثتين جماعةٌ تطالب بتطبيقِ الشريعة، واتَّخذت مِن المساجد والجامعات والمدارس مكانًا لاجتماعاتها، فقام الجيشُ الباكستاني بقصف هذه الأماكِن، وقتْل مَن فيها، وإحراق الجثث لإخفاء تلك الجريمة البشِعة.

وقام بعدَ ذلك بشنِّ حرب على منطقتي وزيرستان وبيشاور الباكستانيَّتين، مكان مجاهدي طالبان الباكستانيَّة، وقام بقتْل آلاف الأطفال والنِّساء والشيوخ، وتهجير أكثر مِن مائة ألف مسلم إلى الأماكن المجاورة، وباركتْ أمريكا هذا العملَ واعتبرتْه مساعدةً لها في حرْبها على الإرهاب.

كذلك اخترقتْ أمريكا تحتَ عِلْم حكومة باكستان المجالَ الجوي الباكستاني مرَّاتٍ عديدةً وقصفت منطقة وزيرستان بقنابل مدمِّرة، ومحرَّمة دوليًّا، وأحيانًا كان يقترب القصفُ مِن العاصمة الباكستانية إسلام أباد، فأيُّ سيادة لتلك الحكومة على بلادِها؟

هذا هو سلامُ أمريكا، قاتَلها الله وعجَّل بزوالها.

وآخِر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين.

___________________________

حملة جديده من نوع آخر

مـ قـ ا طـ ع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM.