العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > مقالات .. التباسكو أم السواك؟! >>

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-2012, 09:09 AM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي مقالات .. التباسكو أم السواك؟! >>

التباسكو أم السواك؟!


هيلدا إسماعيل





كنتُ في الصفّ السادس الابتدائي حين زرتُ مصنع (حلَواني إخوان)، في رحلة مع مدرستي (منارات جدّة)، وقتها كأطفال حملنا الكثير من الانبهار بحجم المصنع وبرودته والآليات المستخدمة لإنتاج الألبان، الأجبان، اللحوم المدخنة، المربيَّات والآيسكريم طبعاً.استعدتُ هذه الذكرى والاحساس البارد للمكان، حين زرتُ في إجازة عيد الأضحى مصنع صلصة الشطَّة الحمراء أو (التباسكو) التي اعتدنا عليها كنكهة على الهمبرغر، الكبسة، البوريتوس، الفاهيتا، والساندويشات، ورغم أنني لا أحبُّ أكل الشطة ولا مذاقها ولا حتى رائحتها، إلاّ أنني اضطررتُ بدافع الفضول إلى تذوّق ما يكفيني من الفلفل لعشر سنوات قادمة.

قضيت ما يقارب ٦ ساعات في (جزيرة افري) بولاية لويزيانا، والتي تعتبر المكان الوحيد لصناعة (التباسكو)، والتي تملكها وتعيش فيها عائلة «ميكهلني» التي أنشأت هذا المصنع، بينما يعيش 200 موظف في الشركة في ذات الجزيرة مع آبائهم وأجدادهم الذين عملوا وعاشوا هناك، فيما يشبه مشاريع (السكن المنتج) لمعالجة الفقر والبطالة.


صحيح أن كثيراً من الناس (استَتْفهوا) أو (استكثروا) قضاء هذا الوقت في الجدل على السواك باعتبار أن هناك أموراً أهم، ولكن تريدون الصراحة..؟! مجرّد وجوده على جدول مجلس الشورى يعكس الأهمية لهذا المنتج المُهمل، ويفترض باللجنة التي تدير الملف الاستعانة بالخبرات الدولية للاستفادة القصوى من طاقاته وامكانياته وتحويله إلى ما هو أبعد من الرمز.


أكثر من 140 عاماً وما زال (التباسُكو) يُحضّر بنفس الطريقة، حيث يقضي معجون الصلصة مدة ٣ سنوات مع الخل المقطر في براميل البلُّوط الأبيض قبل أن يوضع على طاولات طعامنا، وفي أكثر من 160 دولة.

يا جماعة..!!، (الفلفل) منتجٌ واحدٌ فقط استطاعوا تحويله إلى حالةٍ سياحية وتجارية ترفدُ الاقتصاد الوطني وتُسهم في إنمائه، وفي المقابل استغرق مجلس الشورى لدينا ما يقارب ٢٠ دقيقة لمناقشة تنمية (شجرة الآراك) التي يُصنع منها (السواك)؟!! صحيح أن كثيراً من الناس (استَتْفهوا) أو (استكثروا) قضاء هذا الوقت في الجدل على السواك باعتبار أن هناك أموراً أهم، ولكن تريدون الصراحة..؟! مجرّد وجوده على جدول مجلس الشورى يعكس الأهمية لهذا المنتج المُهمل، ويفترض باللجنة التي تدير الملف الاستعانة بالخبرات الدولية للاستفادة القصوى من طاقاته وامكانياته وتحويله إلى ما هو أبعد من الرمز.

فالجولة في مصنع (التباسكو) مثلا هي مجرد جزء واحد من التجربة، لأن عائلة «ميكهلني» اتخذت خطواتٍ إضافية للحفاظ على الجمال في الجزيرة البِكر باعتبارها محميَّة للحياة البرية. حيث يمكن التجوُّل أيضاً في الغابة ومشاهدة أشجار الأزاليات والخيزران، بالإضافة إلى الطيور المهدَّدة بالانقراض، الغزلان، التماسيح، والراكون.

بينما يبقى (السواكُ) لدينا مجرّد اغصان يتم بيعها في (البسطات) أمَام المساجد بطريقة عشوائية، وفي أحسن الأحوال حين أرادوا عصرنته غلّفوه بقطعة بلاستيكية، أو استصدروا منه معجون أسنان لا نعلم مدى ارتباطه بالآراك الأصلي. إننا نفرّط كالعادة في منتج استثنائي، والذي يعتبر في رأيي لا يقل أهمية عن الفلفل خصوصاً بالنسبة للمسلمين الذي يشكل لهم قيمة روحية. قد يفكّر رجال الأعمال في السواك مثلاً كمشروع مشابه لقارورة التباسكو الصغيرة التي صرتُ أكنّ لها الكثير من الاحترام، بعد أن أصبحتُ أعرف الآن ماذا تعني للآخرين، وماذا تقدّم لهم غير النكهات، ومن أيّ جزيرة باذخة الجمال قد جاءت، وأخيراً ما الذي واجهته في الطريق قبل أن تصل إلينا بشكلها النهائي.

http://www.alyaum.com/News/art/64049.html
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 AM.