أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2012, 01:02 PM   #1
حسن حسني
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 15322
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشـــاركـات: 7

افتراضي تجربتي مع حملة بندر وبدر القرشي

نويت الحج هذا العام، وكنت قد خططت للتسجيل بإحدى الحملات المعروفة بانضباطها ومصداقيتها إلا أن التأخر في توزيع المخيمات على الشركات قد حال بيني وبين ذلك حيث أغلق التسجيل في بعض الشركات بعد مرور 48 ساعة من افتتاحه، وعندما ذهبت لمكاتب الشركات في شارع (عائشة بنت أبي بكر) وجدت أن كل الشركات المعروفة قد وضعت لافتة "عفوا تم اكتمال العدد" أصبت بإحباط شديد خاصة أنني نويت الحج العام الماضي ولم يكتب لي. وبدأت ابحث لعل وعسى فوجدت شركة(بندر وبدر القرشي) سألت الموظف إن كان عندهم طيران فقال نعم بثلاثة عشر ألف للفراش و بأربعة عشر ألفا للسرير والالتحاق بإحدى عشر ألفا والفئة (أ) وافقت على الفور وقلت لايهم المال اشتري راحتي، وهنا أنبه البعض إذا أرادوا الحج إلى ضرورة المبادرة في وقت مبكر باختيار الحملة ذات السمعة الجيدة حتى لايقعوا فريسة لبعض الشركات التي تستغل ظروفهم وتضع سعراً مرتفعاً لا يوازي الخدمات التي تقدمها ليقينها أن البعض سيوافق لاضطراره ولعدم وجود بديل أخر وهذا ما أكده لي كثير من الإخوة الذين قابلت في الحملة حيث اخبروني بأنهم سجلوا بعد نزول إعلان للشركة قبيل موسم الحج. بحثت في النت عن هذه الشركة فلم أجد سوى شكوى امرأة من سوء خدماتهم ، ومع اضطراري قلت في نفسي لعلها شكوى فردية ولعلهم تداركوا الوضع والملاحظات خصوصاً أن ذلك كان قبل سنتين، وتوكلت على الله ودفعت العربون ثم أكملت بقية المبلغ لحاجين ستة وعشرون ألف ريال، وأعطوني التراخيص والبطاقات، وكان موعد الإقلاع فجر يوم الثامن. وصلنا إلى مطار جده ووجدنا المرشدين الذين أخذونا إلى باص رقم(4) ومن هنا بدأت المعاناة، انتظرنا أكثر من ساعة ونصف في الباص وكان التكييف سيئا بدأت باصات الحملات بالمغادرة سألنا السائق الآسيوي عن سبب التأخر فقال انه ليس معه مرشد وانه يجري اتصالاته بمكتب الشركة في مكة دون جدوى. تحركنا بعدها دون مرشد ولقينا معاناة كبيرة في المرور بنقاط التفتيش والتفاهم مع رجال الأمن حتى أن احدهم قال لابد من مرشد نتفاهم معه و طلب منا الرجوع فأخذنا نشرح له ونحاول إقناعه حتى سمح لنا وتنفسنا الصعداء، ولكن المشكلة لم تنته بعد السائق لايعرف الطريق إلى (منى) واضطر إلى الذهاب لمقر الشركة في شارع الحج في مكة وبالطقاق طلعوا معنا مرشد حيث توجه بنا إلى (منى) ولم نكن الوحيدين في هذا الباص الذين تعرضنا للمتاعب حيث ذكر لي آخرون أن إطار الباص الذي يستقلونه انفجر في الطريق وأجرى السائق اتصالاته وفي النهاية اضطر إلى السير بإطار واحد، بالإضافة إلى مشكلة اغلب السائقين في عدم معرفة الطرق.كما اكتشفت أن الحجاج المسجلين في مكتب جده والقادمين بالباصات دفعوا نفس المبلغ!!
توجهنا إلى (منى) على أن نأخذ قسطاً من الراحة ونتناول الغداء بعدها نذهب للحرم. وصلنا المخيم كان مبنى قديماً متهالكاً يخيل إليك عندما تدلف إليه أنك تدلف إلى مطعم شعبي فأمامك شواية مبنية من الطوب وحولها أكوام الاسياخ والشبوك وعلى يمينك المطبخ بقدوره الضخمة والدخان يغطي المكان. صعدنا بعدها مايقارب من اثنين وسبعين درجة لنصل إلى الردهة التي جعلوها مصلى ومدخل النساء يمر بمدخل الرجال.حينما اقتربنا من الوصول لنهاية الدرج لفت نظري أو بالأصح شمي روائح كريهة بشكل لايطاق تنبعث من دورات المياه القريبة من المصلى. اتجهت صوب المكان واضعاً منديلاً على انفي حيث تجد هناك حوالي اثنا عشر دورة مياه يقابلها مثلها مغاسل وقد وضعوا في كل مغسلة ثلاث كرات نفثالين صغيرة. وأبواب الحمامات أبواب سحب أكورديون الومنيوم بعضها متشقق لايستر والأقفال معظمها غير مركبة أو مكسورة ولا اعلم متى كسرت والدورات تفتقر إلى معاليق الملابس . بعد ذلك ذهبنا إلى غرفتنا وهي عبارة عن غرفة صغيرة تحوي 20 كنباً يمكن تحويله إلى سرير لايتجاوز عرضه نصف متر وطوله متر ونصف اويزيد قليلاً إذا استلقيت تصطدم قدماك بقدمي المقابل لك وهي متلاصقة جداً بجانب بعضها وسريعة الاهتراء. حاولت النوم فلم استطع بسبب شدة الحر والاختناق فخرجت اقفز الحواجز البشرية التي أمامي إلى المصلى الذي كان صغيراً جداً لدرجة انه كانت تقام فيه لصلاة الفجر مالا يقل عن عشر جماعات حتى أن الشمس تطلع ولازال بعض المصلين يصلون إضافة إلى سوء الإذاعة الداخلية وغياب دورها فكنا لانعلم مايدور ومتى نذهب؟ وماذا نفعل؟ جلست حتى حان موعد الغداء ولم يكن هناك مكان لتناول الطعام مما اضطر بعض الحجاج إلى الأكل واقفاً او الاكل في العنبر اقصد الغرفة ولك ان تتخيل الافطار بين الاكوام البشرية . ذهبت بعدها لأتوضأ استعداداً للذهاب إلى الحرم وكم صدمت عندما رأيت القاذورات والمناديل والأكياس المرمية في دورات المياه فليس هناك نظافة دورية على الإطلاق وأعنى على الإطلاق والعمال متفرغون لتقديم الخدمات الخاصة للحجاج مقابل رسوم بل أنهم في يوم العيد تحولوا إلى حلاقين يحملون الأمواس ولا تسل عن أحوال رؤوس الحجاج في ذلك اليوم، والعاملات متفرغات للبيع على النساء وكل شئ بحقه اضافة الى نومهم بشكل فوضوي في الممرات، وقد اشتكت احدى الأخوات المصريات إلى صاحب الحملة من سوء النظافة فقال لها بكل برود وعدم مبالاة خذي ثلاثة ألاف ريال وغادري المخيم! ومشكلة الروائح والنظافة تلك لم يتم تداركها إلا في اليوم الثالث بعد أن تصاعدت شكاوى الحجاج ولكن بشكل جزئي وكذلك مشكلة التكييف حيث تم احضار مكيفات نقالة صغيرة لبعض الغرف وليس للكل. تجهزنا للذهاب إلى الحرم ثم انطلقنا حوالي الساعة الرابعة عصراً وكان الجو حاراً والتكييف سيئاً. وصلنا إلى مواقف المشخوطة حيث نزلنا وركبنا باصات النقل الجماعي وأعطانا المشرف تذكرة واحدة فقلنا إن هذه تذكرة ذهاب فقط فأين تذكرة الاياب؟ فقال إن الإدارة أعطته هذه التذاكر فقط وانه سيتدبر الموضوع واخذ أسماءنا وأعطانا رقم جواله وفي طريق العودة ركبنا الباص على حسابنا واتصلنا لمعرفة مكان باص الحملة فوجدناه قد اقفل جواله ووجدنا الباص ولم نجد المشرف!! وقد تكرر موضوع التذكرة الواحدة مرة أخرى في طواف الوداع. بعدها غادرنا متوجهين إلى (منى) وفي الطريق توقف بنا سائق الباص في محطة الوقود لمدة ساعتين وكنا قد اخذ منا التعب مأخذه وتحدثنا معه ولكن دون جدوى وحاولنا الاتصال بأرقام صاحبي الحملة الموجودة على الكروت ولكنها جميعاً كانت مغلقة. ثم عدنا لمنى. توجهنا بعدها صباحاً إلى عرفة عن طريق القطار ووصلنا هناك بعد انتظار دام خمس ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة حصل خلاله اكتظاظ عظيم وتدافع. وصلنا إلى مخيم عرفات وهو عبارة عن استراحة فيها خيمتين احدهما كبيرة والأخرى صغيرة وكانتا مكتظتين بالحجيج.بعد ذلك تناولنا طعام الغداء عبارة عن أرز وقليل من اللحم ووقفنا هناك حتى غروب الشمس. بعدها اتجهنا إلى مزدلفة عن طريق القطار ووصلنا هناك بعد خمس ساعات ويحدثني ممن وصلوا قبلنا أنهم لم يجدوا مرشد الحملة ليقودهم إلى المخيم فاضطروا للوقوف في اقرب مكان. التقطنا الحصى وقمنا برمي العقبة الكبرى أثناء رجوعنا من مزدلفة ومكثنا اليوم الحادي عشر وبعد صلاة العشاء اطل علينا صاحب الحملة بعد صلاة العشاء مبيناً جدول تفويج الحجاج غداً واخبرنا بصعوبة الاتصال بأرقام الجوال بسبب عدم التغطية وأن علينا الاتصال برقم المكتب الثابت وأنهم سيقومون بإرسال الرقم برسائل قصيرة على جوالاتنا ولم يرسلوا ولاندري لماذا جوالاتهم خارج التغطية بينما الجوالات الأخرى تحت التغطية أم أنها وسيلة للتهرب من شكاوى ومطالبات الحجاج. بعد فراغنا من رمي الجمرات غادرنا إلى الحرم وادينا طواف الوداع. بعدها توجه بنا الباص إلى قاعة أفراح في جده حيث بتنا هناك وفي الغد غادرنا إلى مطار جده ومنه إلى الرياض. سؤالي ماذنب هؤلاء الذين دفعوا هذا المبلغ الكبير اعتقاداً منهم أن سيحصلون على خدمات ممتازة بالمقابل وإذا بهم يفاجئون بهذا الوضع المزري والخدمات السيئة ومن يحاسب المقصرين على تقصيرهم؟ والمفترض كما قال الأستاذ زين العابدين الركابي في مقال بمجلة اليمامة أن يكون لأصحاب الحملات دوافع دينية يتقربون بها إلى الله عز وجل من خلال عملهم هذا وقطعاً ليس من التقرب إلى الله ايذاء الناس في الحج وارتكاب أخطاء عديدة من غلاء الأسعار والتدني المروع في الخدمات (انتهى). عزاؤنا الوحيد أن الله تعالى يسر لنا قضاء حج بيته ومكننا من أداء فرضه فنسأله تعالى أن يتقبله منا ويجعله حجاً مبروراً ويغفر لنا ذنوبنا إنه جواد كريم.
حسن حسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 AM.