تجنب ارتفاع أسعار الغذاء ممكن على الرغم من قله العرض
بعد مرور عام على الجفاف الشديد الذي ضرب البلدان الرئيسية الموردة للحبوب، كانت التوقعات الخاصة بالمحاصيل الزراعية لعام 2013 بمثابة نذير سوء على المخزونات العالمية من الذرة والقمح وفول الصويا، وفقاً لتحذيرات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). غير أن الحد من هذا الضرر أصبح ممكناً باستخدام نظام تم تأسيسه منذ وقت قريب لمنع تكرار أزمة ارتفاع أسعار الغذاء التي حدثت في عامي 2007 و2008.
ويبدو أن نظام معلومات الأسواق الزراعية (AMIS)، الذي أُنشئ منذ عام واحد بمبادرة من مجموعة العشرين ليغطي بشكل حصري أكبر موردي ومستهلكي الحبوب الأساسية في العالم، قد نجح في منع حدوث المزيد من صدمات أسعار الغذاء.
منع الذعر
فعندما بدأت أسعار الذرة والقمح في الصعود هذا العام، بعد ورود أنباء عن انخفاض الإنتاج في الولايات المتحدة ودول شرق أوروبا المتضررة بالجفاف، توقع العديد من الأشخاص حدوث أزمة غذائية جديدة. كما توقع البعض أن يعقد نظام معلومات الأسواق الزراعية اجتماعاً لمنتدى الاستجابة السريعة، وهو آليته الرئيسية لمواجهات حالات الطوارئ، "كرد فعل على حالة عدم اليقين في السوق،" كما أفاد دينيس دريكسلر، مدير مشروع نظام معلومات الأسواق الزراعية.
لكن بدلاً من ذلك، نصح نظام معلومات الأسواق الزراعية البلدان الأعضاء فيه - وهم كافة اللاعبين المهمين في مجالي العرض والطلب العالميين للحبوب الأساسية - بعدم عقد الاجتماع، معللين ذلك بأن "الوضع في السوق لا يبرر رد فعل كهذا" وأن "الاجتماع قد يرسل إشارة خاطئة بشأن خطورة الوضع".
وقال خوسيه غراتسيانو دا سيلفا، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة، في بيان له أن نظام معلومات الأسواق الزراعية "ساعد على منع الهلع، فضلاً عن منع تحول أسوأ موجة جفاف منذ عقود [في الولايات المتحدة] إلى أزمة ارتفاع في أسعار الغذاء، كما حدث في الماضي".
الصورة: نظام معلومات الأسواق الزراعية ميزان العرض والطلب العالمي اعتباراً من شهر نوفمبر، وفقاً لنظام معلومات الأسواق الزراعيةوأضاف أن "موجات الجفاف أو الفيضانات لا تتسبب في الأزمات وإنما الافتقار إلى الحكم الرشيد هو ما يخلق الأزمات. فنحن لا نستطيع، في عصر العولمة، أن نحقق الأمن الغذائي في دولة واحدة فقط أو في منطقة واحدة فقط بل نحن بحاجة إلى تعزيز الحكم العالمي في قضايا الأمن الغذائي".
الحاجة إلى المزيد من المعلومات
وبعد ارتفاع أسعار الغذاء في 2007-2008 ومرة أخرى في عام 2010، أشار الخبراء إلى أن المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب بشأن المخزون الغذائي الخاص بكبار مصدري ومستوردي الحبوب أو ما يسمى "بمعلومات الغذاء" يمكن أن تساعد على منع ارتفاع الأسعار المفاجئ وغير الطبيعي الذي يهدد الأمن الغذائي. وهذا ما دفع منظمة الفاو إلى إنشاء نظام معلومات الأسواق الزراعية.
كما سلط الخبراء الضوء على الحاجة إلى معلومات بشأن قرارات السياسة التي يحتمل أن تتخذها الدول المصدرة أو المستوردة الرئيسية، والتي يمكن أن تؤثر على المخزون العالمي من الحبوب - على سبيل المثال، القيود المفروضة على التصدير أو الاستيراد. فبعض الدول لا تفصح عن معلومات تتعلق بهذه السياسات، ويلقي الكثير من خبراء الأغذية المسؤولية في ارتفاع الأسعار على عاتق تلك الدول.
وأوضح دريكسلر قائلاً: "لم نصل إلى هذا الحد بعد؛ فقد أدخلنا للتو بيانات الإنتاج التاريخية ونقوم الآن بتحميل البيانات الحالية عن المخزون الغذائي، لكننا في سبيلنا إلى الوصول إليه. نحتاج أيضاً إلى أن تقوم الدول بإبلاغنا بحجم محاصيلها الأساسية التي سيتم تحويلها لإنتاج الوقود الحيوي، على سبيل المثال".
شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين"