من ظن أن شركة المراعي التي تأثرت في الحملة السابقة واضطرت إلى التوزيع الخيري لبعض منتجاتها إلى أن رضخت وخفضت الأسعار أغفلت موضوع المقاطعة .. فهو واهم ، فالشركة تعمل من الداخل والخارج لمعالجة أثر تلك المقاطعة بإسلوب انتقامي , فهنالك على مايبدو فريق عمل للتصدي للمقاطعة ,
وجهودهم لم تعد خافيه سواء بتصريحاتهم المتكررة للقنوات و الصحف وضخ العديد من المعلومات التي لا زالت ترى المستهلك لا يفهم ولا يدري ما حوله.
تلك المعلومات يجانبها الصواب في الغالب، فهي تبريرات تسعى لفرض القناعات بأي شكل كان، وهذا ما كان يفترض أن تبتعد عنه الشركة قدر المستطاع .
ومن ظن أن من قاموا بالمقاطعة إقتراحا وتنفيذا في المرة السابقة قد إكتفوا بذلك فهو واهم أيضا ،،
الحملة الآن على المراعي ستكون مصحوبة بكشف بعض النقاط التي يجب أن يعرفها مستهلك ويربط بينها وبين هذا الصلف الذي تمارسه الشركة تجاهه , فالصورة التي يرسمها البعض بأن شركة المراعي متميزة وذات جودة عالية " دون دليل على أرض الواقع " يجب ان يتم تصحيحها .
فالتميز يجب أن يستوفي عناصر هامه لعل أهمها :
1- المحافظة على العملاء الذين تم كسب ثقتهم على مدى سنوات وذلك بمراعاة ظروفهم الإستهلاكية وتفهم احتياجاتهم . , (وكان ولاؤهم بالشراء الداعم الأساس لنمو الشركة قبل أن تتنكر له )،
2-عدم المساس بأمنهم الغذائي , وذلك برفع الأسعار فجأة ودون مبرر بستدعي ذلك .
3- الحفاظ على صورة المنتج والبعد التام عن التحايل سواء بتركيبة المنتج أو الأوزان أو غيرها
وإذا ما حللنا هذه العناصر , فسنجد أن الصوره ليست كما يروج لها البعض فالعميل ليس ضمن اولويات اهتمامات الشركة , فالاسعار ترفع والجودة يتم العبث بها , ونظرة الشركة تحولت إلى مايشبه الغطرسه وهذا يحسب عليها .
هناك أمور تحتاج إلى دليل لتنفيذ مزاعم الجودة , لنأخذ على سبيل المثال : دواجن " اليوم " التي استحوذت المراعي على مشروعها كاملاً بعناصره الانتاجية .. المزارع والعاملين .. الخ
فكما هو معلوم فهي نفس مشروع "هادكو" ذلك المنتج الذي اكتنفه العديد من المشاكل و أبرزها ملاحظات حول تدني نوعية الإنتاج . فما الذي تغير ؟!
الاسم فقط تحول من " هادكو" إلى "دواجن اليوم" وتبع ذلك قفزة في الأسعار لا تواكب أي تحسن ملحوظ في جودة المنتج !
ومثال آخر : منتجات الالبان في المراعي نفسها لم تعد طازجة فهناك منتجات تنتج من البودرة أو يضاف لها البودره ولا يزال المستهلك يظن أنها طازجة , لانه رسم في ذهنه " اكبر مزرعة تحوي أكبر عدد من الأبقار بالمنطقة " فيستبعد إضافة البودرة !
تفضل هنا :
مع المقاطعة : حقائق يجب أن تعرفها
غير أن هنالك أموراً اخرى يجب توضيحها أيضاً , وهي الترابط بين بعض الشركات التي احكمت قبضتها على نوعية هامة من السلع الاستهلاكية الضرورية ,
فالمستهلك يجب أن يعرف نوعية هذه العلاقة , فهناك سلسلة تربط كلاً من : المراعي , صافولا , بنده العزيزيه , فشركة صافولا تستحوذ على أكثر من 90% من سوق السكر بالمملكة وأكثر من 60% من زيوت الطعام وتمتلك أسواق تجزئه على رأسها العزيزيه بنده بالكامل 100% والتي لها 61 منفذاً تسويقيا بالمملكة وتمتلك 70% من شركة هرفي للخدمات الغذائية , وتمتلك من شركة المراعي ما نسبته 36.5%..
وعليه ، فلا نتوقع من صافولا الا الوقوف مع شركة المراعي حيث انها تمتلك أكثر من ثلث الشركة ، وستقوم بالدعم عن طريق بندة العزيزية التي تمتلكها صافولا بالكامل !
اذا .. هل سيتحول المقاطع الى أسواق اخرى مقاطعا بندة ايضا ، اذا عرضت منتجات المراعي التي تم رفع سعرها !؟
مقترحات حول تغيير منهج المقاطعة هذه المرة وتنويع اساليبها ، مثلا :
- عدم تحديد أية مدة للمقاطعة فهي مستمرة ، بل قد تستمر لفترات شهر شهرين حتى بعد عودة الأسعار .
- وضع العديد من التصاميم للحملة وأختيار عدد منها ليتم عرضه بالتناوب في تويتر و مجموعات الواتس أب والمجموعات البريدية .
- التفكير في توزيع ملصقات تذكيرية توضع في السيارات والراغب من البقالات ، وهي عبارات توعوية تدعم حملة المقاطعة وتعرف المستهلك بحقوقه
وكذلك كتيبات صغيرة " مستقبلا " يتم اعدادها بعناية ومراجعتها من قبل قانونيين .
- اصدار قوائم يتم تحديثها ، بالبدائل المتاحة لتسهيل القرار على المستهلك
- الإتصال بشركات منافسة لإيجاد قنوات إتصال " وهو ما نفتقده " لكسبهم في صف الحملة بطرق مختلفة مثل : تعهدهم بالمحافظة على الأسعار و الجودة
والإهتمام بالمستهلك ، ومن جهتي اتكفل بالإتصال بالشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية (سدافكو) والتي تنتج حليب السعودية .