13-10-2012, 09:45 AM
|
#1
|
الإدارة
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
|
ما بال زوجتي تقرصني؟ >> م. طلال القشقري
ما بال زوجتي تقرصني؟
م. طلال القشقري
السبت 13/10/2012
وجدْتُ أرضاً في أجمل أحياء المدينة التي أعيش فيها، بواجهتين، ومساحة 900 متر مربّع، وبسعر للمتر هو 300 ريال، يعني قيمتها 270 ألف ريال، فيا بلاش!.
ولأنّي وفّرْتُ من راتبي 200 ألف ريال خلال سنتين فقط، طبعاً بعد انقراض غلاء المعيشة، فعرضتها على مالك الأرض الذي وافق لأنّ أسعار الأراضي انخفضت بعد فرْض الرسوم على الأراضي البيضاء، وحتماً خشى هو أن تكْسَدَ إن لم يَبِعْهَا!.
وهكذا اشتريتها، وذهبنا لكتابة العدل، فرحّب بنا سعادة الكاتب، وحَلَفَ علينا أن نشرب من قهوته، ونأكل من تمْرته، وأفرغ لي صكّ الأرض خلال دقائق، بعد التأكّد من عدم وجود مالك آخر لها، وودّعنا بنفس الترحاب الذي استقبلنا به!.
لأتوجّه بعدها للمكتب الهندسي الذي عرض عليّ تصميماً لبيت رائع، بقيمة 1000 ريال فقط، قائلاً أنّ زمن مغالاة المكاتب على المواطنين قد ولّى، خصوصاً أنّ التصميم شبه جاهز في الكمبيوتر، وهو مُستوْحّى من المجلاّت المعمارية الأجنبية!.
لأنطلق بعدها للأمانة وأحصل على تصريح البناء خلال دقائق، ومجاناً، بل ومعه هدية هي كتيّب إرشادي يُمكّن غير المهندس من بناء بيته دون الحاجة لاستشاري!.
لأطير بعدها إلى الصندوق العقاري الذي هاتفني 19 مرّة لأُسْرِع في استلام قرض الـ 500 ألف ريال، فهو جاهز منذ لحظة طلبي له، كما سلّمني إياه دفعة واحدة، لا على 4 دفعات متباعدة، وسوف أُعْفَى من تسديده في حياتي لا بعد مماتي!.
لأهرع بعدها إلى مؤسّسة مقاولات سعودية، يملكها مهندسون سعوديون، وكلّ عمالتها سعودية، ومؤهّلة في النجارة والحدادة والخرسانة والسباكة والكهرباء واللياسة والدهان والديكور، فعرضْتُ عليها أن أشترى لها المواد، وهي تتولّى المصنعية، وبسعر 100 ريال للمتر، فوافَقَت لأنّ التنافس شديد والعمل مُربِح بعد خروج العمالة الأجنبية، وأصبحنا لا نسكن إلاّ ما تبنيه أيدي أبنائنا وسواعدهم!.
لأدور بعدها على محلاّت مواد البناء، وأجدها كلّها متوفّرة، وأسعارها في متناول اليد، المُفرّق والجملة، ولا احتكار ولا سوق سوداء يرفعان أسعارها، ويبدو أني سأوفّر من القرض ما سأؤثّث به بيتي من السويد والصين!.
وهكذا بدأ بناء بيتي، وبأقلّ من 6 أشهر هاتفتني المؤسّسة لتسلّمني مفتاحه، فَطِرْتُ مع زوجتي للموقع، ووقعت عينانا على بيت العمر، الله ما أجمله، لقد أصبح لدينا بيت يؤوينا وأطفالَنا، وسأصنع لوحتين أعلّقهما عليه من الخارج، واحدة عليها اسمي، والأخرى عليها عبارة (ما شاء الله) كي يقولها الناس فلا يحسدوننا، لكن ما بالها زوجتي تقرصني؟! يبدو أنها ليست سعيدة فقرصتها مؤلمة، ماذا تريدين يا امرأة؟ ماذا..؟ ماذا..؟
آه.. لقد كنت نائماً وأحلم، فقرصتني لتوقظني، لأنّ مالك الشقّة التي نستأجرها يطرق بابها بشدّة طالباً قيمة الإيجار التي لم أسدّدها لِضيق حالي!.
عفواً، هذا حلم سعيد , يراه كثير من مواطنينا .. فمتى يصبح واقعاً ملموساً ؟!.
http://www.al-madina.com//node/407383
|
|
|
|
|
|
|