العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > متى يكون حسّ المستهلك حَكَماً >> عبد العزيز المحمد الذكير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-2012, 03:40 PM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي متى يكون حسّ المستهلك حَكَماً >> عبد العزيز المحمد الذكير

متى يكون حسّ المستهلك حَكَماً

عبد العزيز المحمد الذكير

أستصعب أن أدعو إلى الرقابة الحكومية في كل شيء نسيّر أو تسير به حياتنا اليومية. ويخلفني في ذلك مواطنون قالوا إن الرقابة الحكومية اضطرار وليس ضرورة إدارية ناتجة عن ابتعاد المواطن «المستهلك» طالب الخدمة مراجعة أموره ومقارنة الأشياء وجودتها أو حتى نفعها وضررها.

وأقول إن أكثر المستفيدين من السلعة أو الخدمة يريد فقط إنهاء ما على كاهله من هم، ومن ثم يدفع. ولا عجب أن يكون البائع أو مُقدم الخدمة قد استشعر ذلك وانتبه إلى النقطة فأحسن استغلالها.

أذكر أن وزارة التجارة إبان ازدهار السفر في السبعينيات الميلادية صنفت الفنادق إلى درجات.. وبدأنا نسمع بفنادق خمس نجوم.. أربع نجوم إلى آخره، بل وضعت الوزارة إدارة خاصة ضمن جهازها أسمته إدارة الفنادق، كدور رقابي، يمنح الرّخص ويصنّف. وهذا الدور فيما أرى لم يكن بتلك الفعالية. فالمجتمع نفسه صار يعرف الفنادق الكبرى ويبحث عن النظافة والخدمة الجيدة.

ولا أعتقد أن وزارة الصحة ستطرح شيئاً من هذا القبيل، أي تصنّف المستشفيات والمجمعات الصحية، لأن الناس صاروا ذوي وعي كاف ينظرون للمكانة الاجتماعية بالإضافة إلى النظافة والخدمات.

رأيت أناساً يتجنبون مراجعات المستوصفات الأهلية، لأنه رأى ملاءة سرير الفحص الواحدة تستقبل أكثر من مريض، منهم العمالة الأجنبية الذين يأتون بتغطية تأمين.

والذي ألاحظه هو الاختلاف الكبير في أسعار خدمات المختبر.. وقد تعجبون إذا قلت إن عملية تحليل في مركز أهلي يعتبره الناس درجة أولى هي ثلث ما يأخذه مستوصف عادي أهلي. والناس لا يحسون ذلك لأنه مغطى بالتأمين. أما المراكز الأهلية التي تذهب إليها النخبة فهي لا تتعامل مع شركات التأمين، إلا من يحمل امتيازاً. ومع ذلك رأيت بنفسي فاتورة تحليل أرخص من مستوصف عادي يستقبل العمالة.

يقول لي صاحب مستوصفات إنه مضطر لجعل سعر التحليل أعلى. لأن التسديد من شركات التأمين يطول. وثانياً - وهذا لا أدخله في ذمتي - أن الطبيب الذي أمر بالتحليل له نسبة من كل فاتورة.

والأمل الذي نرجوه كمواطنين أن نصل إلى أن يصل الناس إلى ثقافة تؤهلهم على الحكم على السلع والخدمات بأنفسهم ودون تدخّل من الدولة. وعندئذ تتوارى طواعية السلع والخدمات الرديئة وتخرج من السوق ذاتيا.

abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 AM.