لا تأكلوا الكبسة على السحور!!
مطشر المرشد - مستشار مالي
27/08/1428هـ
motasher@yahoo.com
الاقتصاديه
يعود علينا شهر الخير والمغفرة بالتزامن مع العودة للمدارس مما يزيد حاجة الأسر للإنفاق، وكما هو مألوف في كل المناسبات كالأعياد ورمضان وبدء عام دراسي جديد يتزايد الإنفاق وتمتلئ المحال التجارية والمكتبات بالمتسوقين لدرجة الازدحام والاختناق.
وأعتقد أنكم تتفقون معي في أن حجم إنفاق الأسرة لهذا العام سيتضاعف لأسباب عديدة، من
أهمها الغلاء وجشع البعض، إضافة إلى الاستهتار بأرواح المستهلكين من حيث جودة المنتجات وصلاحيتها. لذلك نطلب من الله - العلي القدير - أن يحمينا وإياكم من هذه التصرفات البعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف، وأن يطرح في مأكلنا ومشربنا الصحة والعافية ويبعد عنهما أيدي العابثين. ولغياب المستوى الرقابي المناسب لحماية المستهلك أنصحكم بالإكثار من الدعاء لكيلا يتحفنا أحدهم، ويقول لنا إن عينة من الرطب تم إرسالها لمختبرات في الأسكيمو ليتم فحصها.
المهم قد يتكيف الكثير من العائلات مع هذه المواسم وفق أولوياته وإمكاناته المادية، إلا أن تقارب المواسم كالتي نشهدها هذا العام يعد مشكلة لبعض الأسر خاصة ذوي الدخل المحدود، وشرائح الضمان الاجتماعي ومن في حكمهم، خاصة في ظل التطورات غير الإيجابية في الأسعار. الأمر الذي يجعل هذه الفئات تستقبل هذه المناسبات متكدرة وغير قادرة على التكيف مع هذه الأوضاع الصعبة بسبب الارتفاع السريع في أسعار إيجار السكن والمنتجات الغذائية كافة. لذا أرجو في هذه الأيام أن تتضاعف جهود الخيرين وهم بالمناسبة كثر ولله الحمد في هذا المجتمع الكريم، وكل حسب قدرته، كذلك أرجو أن نرفع شعار التعامل مع المحال التجارية التي تقدم دعما بشكل أو آخر لتلك الفئة من المحتاجين بيننا.
وعلى الرغم من أن هناك الكثيرين في مجتمعنا بحاجة إلى محاضرات وندوات متخصصة تتعلق بالوعي الاستهلاكي ورفع مستوى ثقافة الإنفاق والترشيد إلا أنني أرى أن الوقت الحالي غير مناسب والوضع لا يتحمل لجانا وندوات ومحاضرات وأيضا نحن ليس بحاجة إلى من ينصحنا بأن نبتعد عن أكل الأرز (الكبسة) على مائدة السحور . وكل عام وأنتم بخير.