حذر أطباء واستشاريون من أضرار استخدام منتجات تجميل البشرة دون وصفات طبية، خاصة ما يعرف بـ«كريمات تفتيح البشرة» التي لوحظ انتشارها مؤخرا في المراكز التجارية وبعض الصيدليات غير المرخصة، إضافة إلى انتشارها بكثرة عبر المواقع الإلكترونية.
وشدد المختصون على ضرورة مراجعة الطبيب عند استخدام أي منها، حتى وإن كان مرخصا به، مرجعين السبب إلى عدم مناسبتها جميع أنواع البشرة، خاصة المنتجات التي تحتوي على مادة الكورتيزون أو الزئبق، حيث إن استخدامها دون وصفة طبية قد يسبب مضاعفات تصل إلى الإصابة بسرطان الجلد.
وأكد الدكتور محمد الأمين، اختصاصي أمراض جلدية، لـ«الشرق الأوسط» أن أي كريم غير مرخص به، سواء كان خلطات أو أعشابا ويباع خارج الصيدليات، يشكل خطرا كبيرا على صحة مستخدميه، وأضاف أن أي خلطات تصنع داخل الصيدلية دون وصفة طبية تعتبر أيضا مضرة.
ولفت الأمين إلى أن كثيرا من النساء يستخدمن هذه الكريمات باعتبارها تباع في الصيدليات وأنها مرخصة، لاعتقادهن أنها تناسبهن، ولا حاجة إلى استشارة طبية، وقال: «هذا خطأ كبير تقع فيه النساء ويسبب لهن أمراضا جلدية».
في حين أشار الدكتور أحمد حسونة، اختصاصي أمراض جلدية وتناسلية، إلى كثرة عدد المراجعات للعيادات الجلدية بسبب استخدام الكريمات المبيضة للبشرة، وقال لـ«الشرق الأوسط» ليست هناك دراسات تثبت حجم ضرر استخدام هذه الكريمات الموجودة بكثرة داخل الأسواق السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، إلا أن بعض الدول الأخرى التي تبيعها مثل دول جنوب شرقي آسيا وأميركا اللاتينية وأميركا الجنوبية، قامت بإجراء بعض الدراسات حولها ووجدت أن هناك أكثر من 135 منتجا في أميركا لتبيض البشرة تباع وتستخدم من قبل الأشخاص دون وعي وسببت أمراضا عديدة.
ولفت إلى أن هناك أعراضا جانبية يمكن أن تسببها هذه الكريمات؛ أقلها تهيج البشرة وانتشار الحبوب والبثور، وبين أن أقصى ضرر من استخدامها، قد يصل إلى الإصابة بسرطان الجلد خاصة عند احتواء هذه الكريمات أو الخلطات على مادة الزئبق.
وقال حسونة: «كثيرا ما تأتينا حالات استخدمت كريمات تفتيح للبشرة وأصيبت بأمراض يصعب علاجها»، وأضاف: «حتى إن عولجت، لا يمكن أن ترجع البشرة لوضعها الطبيعي»، الأمر الذي أكده الدكتور الأمين؛ حيث قال إن «احتواء هذه المنتجات على نسبة كبيرة من الكورتيزون تجعل الجلد يتهيج ولا يتحمل الأشعة، وتنتج عنه أضرار أخرى نحتاج وقتا كبيرا لمعالجتها».
ونصح الأمين بعدم استخدام أي خلطة موصوفة من قبل الأصدقاء أو العطارين، لافتا إلى وجود شارع معروف وسط الرياض توجد فيه محلات تبيع خلطات تجميل وتبيض البشرة دون أي رقابة، وقال: «في هذا الشارع تباع وتشترى كريمات وخلطات تبيض البشرة ومواد التجميل دون رقابة وبطريقة غير نظامية وأسعار مرتفعة، بينما هناك كريمات مرخصة موجودة في الصيدليات تستطيع أن تستخدمها الفتاة (بوصفة طبية) وسعر رخيص».
وحول الأعراض والآثار الجانبية، بين أن هناك أضرارا بشعة تعرض لها كثير من الفتيات ولا يمكن علاجها إلا باستخدام مهدئات للبشرة قبل البدء في العلاج، وقال: «للأسف هناك حالات كثيرة تأتي متأخرة ويصعب التعامل معها، حيث إن الجلد يصبح ملتهبا ولا يتحمل أي علاج، لذا نضطر لاستخدام مهدئات البشرة أولا وبعد ذلك نبدأ في العلاج».
وتصنف المرأة السعودية بين أكثر النساء اهتماما بالجمال في منطقة الشرق الأوسط؛ الأمر الذي ساهم في تعزيز النمو السريع لمبيعات منتجات التجميل والعناية بالبشرة، حيث تشير الأبحاث إلى أن حجم سوق منتجات العناية بالبشرة في السعودية من المنتظر أن تحقق نسب نمو عالية ليصل حجمها إلى 1.83 مليار ريال في 2014، حيث سجلت السوق نموا بنسبة 10 في المائة في 2010.
وتعد منتجات تفتيح البشرة والكريمات والمستحضرات المضادة لأعراض الشيخوخة من أكثر المنتجات مبيعا في السوق السعودية، كما تعد منتجات العناية بالشعر من المنتجات التي تحقق نموا قويا، وارتفعت مبيعات منتجات العناية بالشعر في 2010 بنسبة 11 في المائة تقريبا.
وتنفق المرأة السعودية جزءا كبيرا من دخلها الشخصي المرتفع على شراء الأنظمة المتطورة والمنتجات الفاخرة للعناية بالبشرة، ونتيجة لذلك يزداد إقبال المستهلكين من المملكة على منتجات أكبر شركات التجميل الدولية، التي تحرص بدورها على الحصول على حيز أكبر في هذه السوق المربحة.

المصدر