الإنسان أغلى من الحجر!
خالد السليمان
عندما طرح مشروع تطوير حي قصر خزام في جدة، قيل لنا إن سكان الأحياء العشوائية سيخيرون بين ثلاثة خيارات: إما أن تثمن مساكنهم ويقبضوا تعويضا عنها، أو يساهموا بقيمة التثمين في مشروع التطوير، أو تستبدل مساكنهم بمساكن ضمن المشروع بعد إتمام إنجازه !.
للوهلة الأولى تبدو الخيارات المتاحة موضوعية ومنصفة للسكان لإقناعهم بالإخلاء الطوعي لمساكنهم تمهيدا لهدمها والبدء بتنفيذ مشروع التطوير، لكن على أرض الواقع ليس الأمر بهذه البساطة، فقيمة التثمين لا تكفي لتوفير سكن بديل مع طفرة العقار ولهيب أسعاره، أما المساهمة في المشروع بقيمة التثمين فهو استثمار طويل الأجل، وكذلك استبدال السكن القديم بسكن جديد عند انتهاء المشروع،
ففي كلتا الحالتين يتعين على صاحب السكن تأمين سكن بديل يعيده للمربع الأول .. مربع غلاء أسعار العقارات !.
ما هو الحل إذن ؟! الحل برأيي إما أن يعاد تقييم قيمة التثمين ليتناسب
ومستوى أسعار العقارات المحيطة، أو تتحمل الشركة مسؤولية استئجار المساكن البديلة بأجور عادلة حتى نهاية مشروعها وتسليم السكان السابقين وحداتهم السكنية البديلة!.
أعلم أن مشاريع تطوير الأحياء العشوائية مسألة مهمة وضرورية لتطوير المدن، لكن ذلك يجب أن يكون من خلال معادلة لا تكون فيها قيمة الحجر أغلى من قيمة الإنسان!.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0215478190.htm