أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2012, 11:14 PM   #1
Fresh Prince
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 12747
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشـــاركـات: 381

افتراضي أنت وسيارتك تحت رحمة شيخ المعارض!!

أنت وسيارتك تحت رحمة شيخ المعارض!!

صديقي بدا متذمراً جدًّا وهو يقرأ خبراً بإحدى الصحف، مفاده أن شركات التأمين بدأت بتطبيق الرسوم الجديدة لأسعارها بتخفيض، عفواً، بزيادة؛ (عمركم شفتوا عندنا تخفيض) ما بين 12 و14 %، ثم قال: من زين الخدمات والتفاعل والتعامل.. فقلت له على رسلك يا عزيزي "وش عندك متضايق"؛ لينفجر الرجل غاضباً:
"الله يلوم اللي يلومني"..
قلت: له ما المشكلة؟

قال: وقع لي حادث مروري؛ حيث صدمني شاب طائش وأنا في أمان الله مع أسرتي، والحمد لله نجونا بفضل الله - عز وجل -، وما آلمني حقاً أن الشاب فرَّ هارباً، ولم أتمكن لا أنا ولا كل الحاضرين من تسجيل رقم لوحة سيارته؛ وهو ما دعاني للاتصال بالشرطة (999 لمن لا يعرف الرقم)، الذين ردوا بعدم الاختصاص؛ فالحوادث من اختصاص المرور؛ فقلت أعلم، ولكن موضوعي مختلف تماماً؛ فغريمي فرَّ هارباً، وأود التعميم عنه، وهو الذي كاد يسوقنا للتهلكة. إلا أن رجل الشرطة رد حازماً "كلم المرور".

وفعلاً كلمت المرور، إلا أني تلقيتُ ردًّا لم أكن أتوقعه في حياتي: "لا نستطيع عمل شيء ما دمت لم تسجل رقم لوحة سيارة مَنْ صدمك"!!
يا أخي، قل شيئاً غير هذا الرد، على الأقل ما هي السيارة؟ ما موديلها؟ أي شيء، ولو من باب تطمأنتي وامتصاص موقفي الصعب.. كل ما قاله "إذا عندك تأمين كلم شركة نجم"..

وبالفعل كلمت شركة نجم؛ لننتقل إلى مأساة جديدة من أسئلة، وكأنها تحقيق، وكل هدفها وأمانيها أن يكون التأمين قد انتهى تاريخه!!
إضافة إلى تأخر في الحضور، وغير ذلك.

يقول: في هذه الأثناء عاد الشاب الهارب، ومعه أبوه، وبعد مداولات، وبعد أن رأيت أن حقي يمكن أن يذهب هباءً منثوراً، خاصة مع التفاعل السلبي لبعض الجهات الأمنية، وافقت - على مضض - على أن يتم تسجيل الحادث على والد الشاب؛ لأنه مالك السيارة، والتأمين بالطبع باسمه، وحتى أضمن إصلاح سيارتي عن طريق التأمين، الذي للمرة الأولى - ولله الحمد - أحتاج إليه، وعسى أن تكون الأخيرة.

يقول: بعدها أعطوني ورقتَيْن، وطلبوا مني توقيعهما، الأولى من المرور، والثانية من شيخ المعارض، الذي – للأمانة - ليس له من اسمه نصيب!!

يقول: ذهبت إلى مقر شيخ المعارض، ورأيت العجب العجاب.. زحام شديدا، وسيارات تأتي من كل حدب وصوب على أرجلها، وعلى جنوبها، وبعضها على سطحات؛ ليتم تقرير مصيرها عبر هذا الشيخ.

يقول: الغريب أنه يفترض أن يكون التقرير من "ثلاثة شيوخ معارض"، وليس من شيخ واحد، بحسب أوراق المرور وشركة "نجم"، إلا أنه بقدرة قادر تحول مصير التقييم ورسوم الثلاثة إلى شيخ واحد، ويُمنح مبلغ التقييم عن ثلاثة شيوخ، وهو مبلغ قدره 90 ريالاً؛ حيث كل شيخ من المفترض أن يُمنح 30 ريالاً عن التقييم!!

يقول الرجل: وبعد جهد جهيد تم الحصول على موضع قدم لسيارتي، وسط أطنان السيارات المعطوبة، ووسط هذا الزحام وهذه الفوضى المرهقة؛ لتأتي الآن مرحلة البحث عن الشيخ، الذي أخبروني عند دخولي مكتبه بأنه في الساحة، وبالفعل لم آخذ وقتاً طويلاً حتى تعرفت على ذلك الشيخ من بعيد؛ حيث شاهدت رجلاً يسير ووراءه جمعٌ غفيرٌ من البشر، مرة يأخذهم جهة اليمين، ومرة جهة اليسار؛ ما أعطى للموقف رهبة أكبر!!
اقتربتُ أكثر حتى وصلت إلى "المعمعة"، ووجدت نفسي لا شعورياً أدحرج رأسي خلف الشيخ بحسب اتجاهه. ما أدهشني أكثر أن الشيخ يرفع صوته على الجميع بشكل غير طبيعي، على نحو "وين سيارتك.. قرب سيارتك.. وخِّر سيارتك.. وهكذا"!!

يقول صديقي: كل هذا ممكن أن أمرره في سبيل خروجي بأقل الخسائر، وبأسرع وقت من هذا الموقع الذي لا يمكن تصوُّر ما يحدث فيه.. إلا أن الكارثة غير المتوقعة على الإطلاق جاءت في آلية وطريقة تقييم حوادث السيارات؛ فالشيخ يقيِّم بسرعة فائقة وبنظرة خاطفة السيارة، حتى خُيِّل لي وكأنها بطريقة "شختك بختك"، دون تحقق وتثبت من حجم الحادث وتلفياته.

يقول: قيَّم الشيخ حادث سيارتي بسعر بخس؛ فقلت يا شيخ "أبر ذمتك، وتحقق أكثر من تقييم سيارتي، وفي الأخير لن تدفعها من جيبك"، إلا أن الشيخ جُنّ جنونه، وأخذ يكرر عليّ "بل سألغي التقييم كلياً"، ولا أعلم حقيقة ماذا يحدث لو ألغى التقييم!.. إلا أني استنتجت سريعاً أن ذلك موضوع خطير، بحسب ردة الفعل على وجوه كل من يرددها على مسامعهم؛ فالتزمت الصمت، ولا أعلم هل جاء ذلك خوفاً أم ذهولاً من موقف كهذا..

يقول: قلت في نفسي "يبدو أن الوقت الآن غير مناسب؛ سوف أتأخر إلى ما بعد المغرب؛ عسى أن تخف هذه الأعداد الهائلة، ويتفرغ الشيخ بشكل أكبر للتقييم الموضوعي".

يقول: صليت المغرب، ودعوت الله أن يكفينا شر الوقوع في مشكلة مع هذا الشيخ، ثم ذهبت إليه، وشرحت له الوضع بكل هدوء، وأكدت له - وأنا صادق - بأني كنت قد ذهبت قبل الحضور إليه لإحدى الورش ولمحل قطع غيار فقيَّموا حادث السيارة وتلفياته تقييماً أكبر من تقييمه، وفي النهاية من سيصلحها والأكثر خبرة بها الورشة، وليس شيخ المعارض.

إلا أن الشيخ ردَّ ساخراً: "اللي يشوفك يقول سيارتك جاكور"!! قلت: "يا أخي، إن شاء الله سيارتي دباب أربع كفرات - مع احترامي للدباب سواء أربع أو ثلاث أو حتى كفرتين - أهم شيء أعطني حقي". فقال "أحضرها لي، وسأصلحها بنصف السعر"!!

فقلت "يا أخي، أنا أعلم أني قد أصلحها بأبخس الأثمان، وفي أسوأ الورش، ولكن ما ذنب من يحافظ على سيارته ويحرص على تأمينها بقطع الغيار الأصلية؟".

ثم سألته "هل التأمين على شراء قطع أصلية أم على سمكرة وشراء قطع تجارية؟" فأجاب بأن الثانية هي الصحيحة!!
يقول الرجل: أخذت التقييم وأنا في قمة الغضب وقمة الإحساس بالظلم.. ظلم وقهر مما آل إليه الوضع مع شركات التأمين، التي لا همَّ لها إلا استقطاع الملايين من المواطنين "الغلابة"، ومن ثم التخلي عنهم والتنصل من مسؤولياتهم وتقديم أسوأ الخدمات بعد ضمان التوقيع معهم.. وظلم وقهر من أن يقع الكثيرون وسياراتهم تحت رحمة مثل شيخ المعارض هذا!!

يقول الرجل: ما لفت نظري وأدهشني أكثر أن هناك من يمكن أن تسير أموره مع شيخ المعارض بشكل أفضل، بل ربما إلى أكثر مما يستحق تقييم سيارته، سواء بالمحسوبية أو لـ"حبة الخشوم والرؤوس" أو "تكفى" وغيرها، التي لا أجيدها!!

يقول صديقي: لم تنتهِ المشكلة إلا وبدأت مشكلة جديدة، هي الذهاب لشركة التأمين، وطلب المبلغ الذي أقره شيخ المعارض، إلا أن المفاجأة أن العملية قد تأخذ مزيداً من الوقت في انتظار المبلغ، قد يصل إلى الشهر، دون تعويضي بسيارة أو تعويضي مادياً عن تأجير سيارة من شركات التأجير، وهو ما تفعله شركات التأمين العالمية، بل وبالرغم من التعليمات الصارمة من مؤسسة النقد على شركات التأمين بألا يزيد طلب مبلغ التأمين على الأسبوع إلا أنه – وللأسف - وعند مواجهتهم بذلك قالوا "تريد أن تشتكي اذهب واشتكِ"!!
ثم التفت صديقي إليّ حانقا ، وقال: كل هذا وتلومني إن غضبتُ..

أجبته مفزوعاً من هول تلك القصة المأساوية، التي مرت وهو يرويها لي وكأنها كابوس مزعج،
وقلت: "يا أخي، الله يلوم اللي يلومك"!!

بندر الشهري

المصدر
http://sabq.org/sabq/user/articles.do?id=934

___________________________


مثبــت:
قصتي مع مماطله التأمين وشيخ المعارض طرفها الثاني ‏( 1 2 3 ... الصفحة الأخيرة)
مماطله الجعاونيه للتأمين
اخيرا بعد طول عناء ثلاث سنوات من المماطله والشكاوي استلمت حقي من التعاونيه للتأمين
حكمت الدائره مبدئيا برفض الدعوى المقامه من قبل الشركه التعاونيه وتبقى ان تعاد من الاستئناف ليصبح الحكم نهائيا
Knowledge is Power

Fresh Prince غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
تأمين, تأمينات, تامين, شيخ المعارض


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM.