خلوا الحزينة تفرح!!
محمد بن سليمان الأحيدب
المثل الشعبي (جت الحزينة تفرح مالقتش ليها مطرح) مثل مصري والأمثال المصرية الشعبية بعضها بالغ الدقة في الوصف عنيف التوظيف للسخرية في وصف أوجه القصور، وذلك المثل مصري الأصل يكاد أن يكون سعودي التطبيق هذه الأيام، خصوصا أن ثمة شعورا عاما أن تضييق الواسع أصبح سمة للتعاطي مع عطاء هذا الوطن المعطاء ومنحه وقراراته وبشائره.
كلما أرادت فئة من المواطنين أن تفرح ببشائر الخير خرج من يحاول بكل ما أوتي من إرث بيروقراطي أن يقلص عدد الفرحين أو يؤخر فرحهم أو يلغيه باختراع شروط وافتراض متطلبات ووضع عراقيل وتأجيل يليه تأجيل يليه عدم تطبيق.
المثل المصري يقصر عدم الفرح أو استحالة تحقق الفرح على الحزينة ويقصد في المثل (المنحوسة) التي ماكان لها أن تفرح إلى درجة أنه حينما جاءها الفرج لتفرح لم تجد مكانا تفرح فيه، ونحن لسنا لا بالحزين ولا المنحوس ولله الحمد والمنة، وتتوفر لدينا كل أسباب الفرح والسعادة والاستمتاع المباح بما أوتينا من خير عظيم،
فدستورنا القرآن (أساس العدل والحث على الرحمة والمساواة وأن تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك)، وإمامنا وولي أمرنا رجل صالح مخلص لأبناء شعبه حنون عليهم يهوى لهم كل خير ورفاه، وأرضنا معطاء وخيرنا وفير.
كل ما ينقصنا هو مسؤول إذا أوكل إليه الأمر تعاطى معه وكأنه أحد مميزاته هو ومنحه هو وخير قصد به هو أي (ما يحب لنفسه) ولو توفر هذا الشعور لما بقيت معلمة محو أمية واحدة لم ترسم ولا ممرضة واحدة لم تحصل على بدل عدوى ولا عاطل واحد لم يمنح حافزا ولا فقير لم يحصل على الضمان ولا مريض لم يجد سريرا ولا مستهلك لم يحظ بحماية ولا راكب لم يجد مقعدا ولا باحث عن وظيفة لم يجد عملا ولا هائم لا دار رعاية تؤويه.
وطننا وقيادتنا تريد لنا أن نفرح وكل ما ينقصنا هو إزاحة من يقف بيننا وبين تحقق الفرح وتعيين من لديه القدرة والطموح والنية الصادقة لجعل الحزينة تفرح.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...1224465041.htm