أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2011, 06:37 PM   #1
illuminati
مقاطع جديد
 
الصورة الرمزية illuminati
 
رقـم العضويــة: 18864
تاريخ التسجيل: Sep 2011
مــكان الإقامـة: universe
المشـــاركـات: 16

افتراضي سيكولوجية المقاطعة

سيكولوجية المقاطعة

المقاطعة المحلية للشركات ومنتجاتها


مدخل أولي

تنشأ المقاطعة في الأساس كرد فعل انفعالي
وسلوكي تجاه مثير ما، وتقوم الجماهير بممارسة هذا السلوك بغية التخلص من الـتأثير المزعج المصاحب لهذا المثير مثل الخوف -القلق-الاضطهاد-الاحساس بعدم الامان-الاستغفال والاستغلال وما يصاحبهما من مشاعر
غضب وانفعال وانفجار عاطفي ايضا


لم يعد المستهلك غبيا

في عالم اليوم الحديث ومع انفجار المعرفة وتحول العالم الى قرية الكترونية صغيرة اصبحت المعلومة الصحيحة متاحة للجميع نسبيا واصبحت حقا مشاعا للجميع، وبالتالي فان من يحاول اخفاء الحقيقة والمعلومة الصحيحة ساسيا واقتصاديا وكذلك معرفيا فانه يكتب نهايته ويعجل في نهايته والشواهد على ذلك كثيرة محليا وعربيا وعالميا ايضا. ان مجتمع اليوم لم يعد غبيا ولا ساذجا ، ولم يعد ذلك المجتمع الذي تنطلي عليه الاعيب الساسة والمتنفذين من اصحاب السلطة والقوة الاقتصادية كذلك الميديا واصبح من الصعب ان تستغفله كما كان في السابق. وبفضل التطورات الحديثه وتقنيات التواصل ونقل المعلومة اصبح النظام الكاذب والمخادع مكشوفا وخاسرا في كثير من الاحيان.ان العقل الجمعي العربي قد تغير وتطور ولنقل انه في بداية مرحلة النضج المعرفي والعقلي لمواجهة كافة اساليب الخداع والاستغفال والتي مورست بحقه طيلة فترة تعدت الخمسين عاما واكثر


المقاطعة سلاح من لا سلاح له

ان التاريخ حافل بنماذج متعددة ومختلفة من الثورات الشعبية والتي كانت تهدف في الاساس لاسترداد الحقوق والكرامة الانسانية، وقد اختفلت وتمايزت تلك الثورات فمنها من مارس العنف واستخدم السلاح ومنها من مارس الاضراب وشل قطاع الخدمات ومنها من مارس المقاطعة واجبر ارباب الصناعة والسياسة على الركوع والرضوخ لمطالب الشعب المسلوب والمغلوب على امره. ويذكر التاريخ ان المقاطعة ليست حديثة الولادة بل انها مورست في القرون الماضية وان كانت بأشكال اقل حدة واخف وطأة. وفي عالم اليوم والذي تحكمه الرأسمالية البغيضة فان سلاح المقاطعة يعد سلاحا قويا وناجعا لأنه يزعزع احد اهم اركان النظام الرأسمالي ويهدد بزواله. انه يزعزع الاقتصاد والانتاج ويحيل الارباح الى ركود اقتصادي قاتل. ولهذا فان المقاطعة تعد سلاحا قويا وذكيا لارغام الانظمة السلطوية والاقتصادية على الرضوخ والاستجابة لمطالب الشعب


العبث بهرم الاحتياجات الانسانية

عندما طور عالم النفس ابراهام موسلو فكرته عن هرم الاحتياجات الانسانية والدوافع المرتبطة بها قامت كثير من الدول الغربية والشركات والمنظمات الصناعية الكبرى بتنبي هذا النموذج وتفعيله من أجل ايجاد بيئة افضل للأفراد ومن أجل انتاجية اكبر واقوى وبالتالي المزيد من الارباح للشركات وكذلك للدول بشكل عام. فكرست الدول اهتماهها بشكل عام على الاحتياجات الثلاثة الدنيا، الاحتياجات الفسيولولجية (الطعام -الشراب- النظافة والصحة العامة) والاحتياجات الأمنية (المأوى- الأمان الفردي والاجتماعي-التقاعد) والاحتياجات الاجتماعية، بينما قامت الكثير من الشركات الكبرى والمهتمة بتطوير افرداها بتفعيل المستوى الاعلى من الاحتياجات الانسانية الى جانب مشاركة الدولة في الاهتمام بالمستويات الدنيا.

ونقصد بالمستويات العليا هنا اي الاحتياجات النفسية للفرد مثل الشعور بالاهمية والانتاجية-وتفعيل الاحساس الذات -والمشاركة الفعالة للمجتمع الى جانب تقعيل مجموعة القيم الذاتية وتحقيق الهوية الذاتية المرغوبة.
اما في عالمنا العربي للأسف فقد تم التلاعب بهرم الاحتياجات والعبث به وذلك كي يخدم الانظمة السلطوية احادية المركز ويضمن بقاءها في الحكم لاطول فترة ممكنة وكذلك اهملت الشركات الكبرى هذا العامل واغفلته عمدا لا سهوا من اجل ممارسة الاحتكار ومن اجل الضغط على المستهلك وارغامه على القبول بما تنتجه الشركه من خدمات ومنتجات وباي سعر تفرضه الشركه ضاربة عرض الحائط بموقف العميل والمستهلك وانه شريك حيوي يجب الاهتمام به. فقد قامت الكثير من الانظمة السلطوية العربية وكذلك كبريات الشركات باللعب والعبث بالمستويات الدنيا من هرم الاحتياجات واصبحت تهدد حياة المواطن والمستهلك وبشكل غير مباشر باعتبار انها تتحكم بجملة من المنتجات تمس شريحة كبرى من السكان والمستهلكين ونقصد بذلك الاحتياجات الفسيولوجية من طعام وشراب ومأوى وسكن.اي انها احكمت قبضتها على جملة الاحتياجات الانسانية الاساسية والتي لا غنى عنها من اجل المزيد من الارباح من اجل ابقاء الشعب صامتا مرغما مسلوب الهوية والحق والكرامة في كثير من الاحيان.


النظام الرأسمالي المنغلق وبيئة الاحتكار

ان معظم الانظمة الاقتصادية العربية هي انظمة رأسمالية منغلقة قائمة على سياسة الحزب الواحد والنظام الواحد وهذا نظام عقيم ومدمر على المدى البعيد لأي نمو اقتصادي ومعرفي واجتماعي فهو يقوم على احتكار الثروة وموارد الدولة وبالتالي فان مفاتيح القوة الاقتصادية تكون بيد حفنة قليلة جدا من الرأسماليين والمصرفيين من ابناء النظام الحاكم واتباعه وبشكل لا يسمح بوجود نظام تنافسي مفتوح يقوم على الابداع والانتاج بل ويقتل اي فرصه للانتاج والشراكة المجتمعية ويهتم فقط بامتصاص مقدرات الشعب والمستهلكين مستغلا بذلك الحاجة العامة والخاصة للمنتج والخدمة والتي يحتكرها وتراه يسعى جاهدا لابقاء اي منافس خارج الاطار او الاستحواذ عليه ودمجه في بوتقة شركة قابضة عامة. وبالتالي كانت معظم الشعوب العربية ولا تزال واقعة بين مطرقة النظام السلطوي احادي المركزية وسندان الشركات الرأسمالية الاحتكارية.


القوة بيد الشعب -القوة بيد المستهلك

لقد افاق شعبنا متأخرا ولكن هذه الافاقة كانت ضرروية ولازمة لتغيير المسار الفكري والسلوكي ولتطور الحركة الاجتماعية الداخلية، فقد مل الشعب بشكل عام من عبارات التخدير والاستغفال التي مورست بحقه طيلة عقود كثيرة بحجة او باخرى. واصبح اكثر قوة اليوم ، فهو المحرك الاول لعجلة الاقتصاد المحلي وهو الورقة الرابحة بيد التجار الجشعين من اجل المزيد من الارباح. افاق شعبنا متأخرا ، افاق وكله عزم واصرار على تدمير القاعدة الرأسمالية المنغلقة والاحتكارية والتي يسيطر عليها حفنة من التجار والمتنفذين الجشعين والانانيين والذين لاهم لهم سوى المزيد من الارباح الرأسمالية فقط متجاهلين الدور المنوط بهم في تنمية المجتمع وتحسين مستوى المعيشة والرفاهية للمواطن والمستهلك والذي عماد ربحيتهم ونجاحهم في المقام الاول.


سيكولوجية المقاطعة

ذكرنا في بداية الموضوع ان المقاطعة ما هي الا ردة فعل فردية او اجتماعية تجاه مثير ما، وقلنا ان ردة الفعل الفعل تنشأ في الاساس نتيجة لشعور عام بالقلق -الخوف -او الاستغفال والاستغلال بحيث تكون قوة احتمال الشعب قد وصلت لحدها الاقصى والذي ينذر بحدوث ردة فعل قوية.
ان المقاطعة تتبلور اولا كفكرة عقلية في المقام الاول متربطة بعاطفة خاصة رباها (الغضب- الانفعال- الاهانة-الذل ..الخ) ثم تتحول وبالتدريج الى سلوك فردي لايلبث ان يتضخم ليتحول بدروه الى سلوك اجتماعي موجه تجاه نظام ما او شركة ما او منتج ما. وهي درة فعل من الاساس نتيجة فعل مضاد للفرد او المجتمع. فعندما تقوم شركة ما برفع اسعار منتجاتها بشكل عشوائي وبدون مخاطبة المستهلك واحترام عقليته ويكون جل هدفها منصبا على تحقيق المزيد من الارباح دون التفكير في تاثير ذلك على النظام الاجتماعي وحالة المعيشة فان هذا يولد شعورا بالغبن والقهر وربما الاحساس بالظلم والاستغفال لدى شريحة كبيرة من المستهلكين والذين بدورهم يقومون بكبت هذا النوع من الانفعالات الى مدى معين بحيث يستحيل عليهم البقاء صامتين وخانعين، وهنا يأتي دور ردة الفعل المضادة والتي تتخذ اشكالا متعددة منها المقاطعة.
ان قوة المقاطعة تكمن في مرحليتن، المرحلة الاولى وهي مرحلة التأسيس ، او مرحلة الاعلان عن المقاطعة وهذه تستلزم قدرا كبيرا من الشجاعة والجرأة للوقوف في وجه المستبد والمستغل سواء كان فردا او شركة وهي بمثابة اعلان الخطر القادم ضد الشركات الاستغلالية. وفي العادة يكون الاتباع هنا كثيرون وذلك نتيجة الشعور العام الاستياء ونتيجة الكبت المزمن والذي يحتاج الى فرجة لتفريغه وفي العادة تكون مشاعر الغضب والقهر هي المسيطرة وقتها.

المرحلة الثانية هي مرحلة الاستمرارية والظغط، فغالبية الشركات لدينا لا تحمل المقاطعة محمل الجد في مرحلتها الاولى باعتبار انها تمثل تفريغا وتنفسيا لشريحة مكبوتة لا اكثر وتعمد الشركات الى تجاهل ذلك وربما اغراق السوق بالمزيد من المنتجات بغية احتواء الازمة والضغط على المستهلك ، لكنها وعندما تجد ان المقاطعة اخذت تنمو وتتزايد فانها وقتها ستبدأ في الشعور بالقلق والخوف نتيجة استمرارية المستهلكين وتمسكهم بموقفهم. ولهذا قلنا ان هذه المرحلة هي المرحلة الاهم والاخطر في تاريخ المقاطعة لان اي تراجع او تقهقر من قبل المستهلكين سيقابل بالمزيد من الرعونة والاستغلال الجائر من قبل الشركات ولذلك فان عامل الاستمرارية عامل مهم جدا من اجل توليد المزيد من الضغط على الشركة ومن اجل ارغامها على التحدث ومناقشة الوضع ومحاولة حل الازمة والسبب في ذلك يعود لانخفاض ارباحها التشغيلية والراسمالية والتي تهدد كيان الشركة بشكل او بآخر.


هل خفض الاسعار هو المطلب الوحيد والنهائي؟؟

طبعا لا والف لا..وان كان هدف المقاطعة هو ارغام الشركة على خفض سعر منتجاتها فان النتيجة على المدى المتوسط والبعيد لن تكون مجدية اطلاقا، ولذلك على اعضاء واصحاب المقاطعة الضغط بقوة على الشركة من اجل احترام العميل والمستهلك وذلك عن طريق ارغامها على اطلاق حزمة من البرامج والاصلاحات الجذرية كأن يطلب منها تحويل نسبة من ارباحها للمشاركة في المشاريع التنموية الاجتماعية، وكذلك ان تساهم في معالجة التضخم والبطالة عن طريق التوظيف ومساعدة الفئات الاجتماعية ذات الاحتياجات الخاصة كذلك ان تعتمد الشفافية في تعاملها مع المستهلكين والعملاء وان تطلق مشاريع بنيوية وفكرية تخدم المجتمع على المدى البعيد كالمساهمة في برامج الابتعاث والبحوث العلمية وبراءات الاختراعات بدلا من التركيز على جمع اكبر قدر من الربحية الرأسمالية لا اكثر. ان دورنا فعال والحيوي يكمن في الضغط على هذه الشركات المستبدة والمستغلة لوضعنا الاجتماعي والاقتصادي وارغامها على خفص اسعارها من جهة وان تشارك بفعالية في تنمية المجتمع وتطويره من جهة اخرى واذا ما تمكننا من النجاح مع شركة واحدة كبيرة كالمراعي مثلا فانها ستكون قدوة لغيرها وسنكون قد فرضنا انفسنا وافكارنا على النظام الاقتصادي العقيم وان عليه ان يغير من سياسته وطريقة تاثيرة على المجتمع.


المجتمع لم يعد مغيبا

هذا المنتدى هو مثال جيد ورائع لتفعيل المقاطعة واذا ما استمر وقام بتطوير مناهجه واساليبه في الضغط على الشركات الاحتكارية والاستغلالية فان النجاح سيكون حليفه وحليفنا، وعلينا ان لا ننسى ان هدفنا هو تحويل هذه الشركات المتضخمة راسماليا على حسابنا من شركات منغلقة ماصة الى شركات مساهمة في تنمية المجتمع وتطويره فكريا وعمليا واقتصاديا.

اننا بحاجة الى عقول مفكرة ذات خلفيات متعددة من اجل احكام القبضة والنجاح في تفعيل المقاطعة فنحن بحاجة الى ذوي الخبرة في علم النفس- الاجتماع- القانون- الاقتصاد- الدين-وحتى الادب الحديث من اجل ممارسة المزيد من الظغوط على هذه الشركات وجعلها تشعر بالحصار من عدة جهات.

الشعب استيقظ وهو اكثر ذكاء ولن يتراجع عن المقاطعة
بارك الله فيكم جميعا

 
الى اللقاء..
illuminati

___________________________

against all goverment corruption

التعديل الأخير تم بواسطة abuhisham ; 10-09-2011 الساعة 11:33 PM سبب آخر: تصحيح أخطاء إملائية
illuminati غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 PM.