بعد مرور أكثر من عام على توقف شركة سما للطيران في حدث لازال محفورا في ذاكرتي ليس لهول المفاجأة فكل الشركات مثلما أنها تربح فهي معرضة للخسارة أيضا .

لكن الأمر كان اكبر من ذلك بكثير فلكم ان تتصوروا وأنت تعمل بكل جد واجتهاد لخدمة المسافرين في المطار ولا يفصلك عن العيد إلا أيام قلائل تأتيك رسالة من إدارتك مفادها أن غدا ستغلق الشركة وعليه فإنه هو اليوم الأخير أيضا للموظفين في الشركة .

هذا القرار الذي حمل في ثناياه كل أنواع التعسف والظلم وعدم اللامبالاة ضاربا بجميع الأنظمة عرض الحائط وفي تعدي سافر على جميع القيم الإنسانية وأين ؟في بلد الإنسانية!

وأول ضحايا هذا القرار الظالم هم الموظفون طبعا الذين انقطعت بهم السبل وأصبحوا بين عشية وضحاها على قارعة الطريق ولكي أبين لكم حجم معاناة هؤلاء الموظفين ومأساتهم سأذكرها هنا من عدة وجوه

1 – أن القرار جاء قبل عيد الفطر المبارك العام الماضي بأيام قلائل مما كان له تأثيره النفسي الكبير على نفسياتهم ونفسيات أسرهم

2 –أن القرار جاء قبل التوقف بيوم واحد وهذا يخالف نظام مكتب العمل بإبلاغ الموظف قبل التوقف بفترة كافية لكي يبحث عن فرصة عمل أخرى خلال هذه المدة

3 – هؤلاء الموظفين كانوا قبل انضمامهم إلى سما يعملون في شركات أخرى وتركوها متجهين لسما ممنين النفس بمستقبل أفضل ولكن خيبت سما كل توقعاتهم .

4 – هؤلاء الموظفين قد تحملوا الديون الكبيرة (القروض البنكية) من أجل أن يتزوجوا ويوفروا لأسرهم عيشة كريمة فإذ بهم يفاجئون بهذا القرار ولكم أن تتصوروا هذا الموظف في وسط هذا الغلاء المعيشي كيف يسدد ديونه أم كيف يسدد إيجار شقته أم كيف يصرف على أسرته؟

5 – المصيبة العظمى والجناية الكبرى والحماقة التي ارتكبت في حق الموظفين هي أن حتى حقوقهم إلى الآن لم تصرف بعد مرور عام كامل.

6 – طال هذا الظلم حتى المسافر المسكين من إلغاء حجوزاته وعدم استرداد حقوقه مما كان له عظيم الأثر على الموظفين فأنا أحدثكم عن شيء عايشته حقيقة فقد تعدي علينا بالضرب والشتام ونشرت صور هذه المأساة في كثير من المواقع

7- قد لاتتصور أن هذا الموظف يمضي الساعات الطوال في المطار ويتحمل الأذى الكبير في سبيل لقمة عيشه وخدمة شركته فهل يكون مكافأته بهذه الطريقة ؟

8- تم رفع شكوى من قبل هؤلاء الموظفين على الشركة في محكمة جدة ولكن كما نقل لي أن المعاملة أوقفت لماذا ؟لاأعلم .

9 – قد ينتقدني البعض فيقول لماذا لم تتكلم في وقت يقع الظلم علينا كمسافرين فأقول والله لم أرضى يوما بظلم أحد وقد حاولت بشتى الطرق أن أدفع كثير من الظلم بشتى الوسائل ويشهد بذلك كثير من الموظفين حول مناصحتي لإدارات سما في كثير من الأحيان وقد تعرضت بسبب هذا الشيء للكثير من المعاناة في عملي ومع زملائي لاأقول هذا رياء ولكنها الحقيقة التي قد يكون توضيحها مطلبا.

هذه بعض المآسي التي ذكرتها إنما هي شيء بسيط جدا وإلا فإن المأساة أكبر من أن تختزل هكذا في نقاط سريعة

ومما زاد الطين بلة هو كثير من وسائل إعلامنا للأسف يدعون دائما أنهم في خدمة الوطن والمواطن ويدعون الحرية فيما ينشرون وقد صدقوا في هذا الباب من الحرية لكن سخرت في النيل من هيئات الامر بالمعروف ومن علماؤنا فقط وأغفلوا الحديث عن هذا الجانب مما يوحي أن هذه الوسائل الإعلامية بعيدة كل البعد عن المصداقية وحتى أكون صادقا سأبرهن بالدليل القاطع وهو غلطة صغيرة من أحد أعضاء الهيئة تبرز له صفحة كاملة ينال من عرضه في سخرية وتهكم واضح وتأليب الرأي العام عليه فهل بعد كل هذا ننتظر من إعلامنا الإنصاف؟ واتحدي من يأتي بدليل واحد من معظم صحفنا أنها تناولت هذه القضية بمبدأ الإنصاف .

كما أوجه رسالة لوزارة العمل هل بذلت الجهود للوقوف على هذه القضية وإنصاف أصحابها مثلما بذلت في مسألة توظيف الكاشيرات وتأنيث المحلات النسائية؟

ختاما

تعودنا دائما أن المواطن لايظلم ابدا عندما يصل صوته لولي أمرنا الملك عبد الله بن عبد العزيز وفي هذا المقام بعد أن شكونا أمرنا إلى الله سبحانه وتعالى ننادي الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنصافنا من هذا الظلم الذي وقع علينا فهو كما تعودنا منه حفظه الله السد المنيع بعد الله الذي تتكسر عليه أمواج الظلم.

شكوى

لكل مسئول في سما للطيران ولكل من خذلنا كموظفين إن لم نحصل على حقوقنا في الدنيا فوالله سنتحاكم غدا أمام الله في محكمة عنوانها (لاظلم اليوم)

كتبه –أبو ريما محمد الفارسي
http://www.lojainiat.com/index.cfm?d...ontentid=65940
__________________________________________________ __

أين حقوق الأنسان...؟