في ظل خفض أحجام العصائر من لترين الى 1.75لتر و خفض حجم بعض شركات الألبان من 200 مل الى 180 مل قامت شركات المشروبات الغازية ( بيبسي كولا ) و منتجاتها بزيادة حجم المشروبات ذات الإستهلاك الفردي ( العلب المعدنية ) من 355مل الى 500مل و رفع السعر الى ريالين في مسعى خبيث للإستفادة من تذمر المستهلك من السعر القديم 1.50 ريال و في ظل عدم جدوى العملة المعدنية للتداول في الأسواق و بين المستهلكين .
و ينطوي هذا الإجراء على منحنيات عدة :
المنحنى الأول :
في ظاهره حسن للمستهلك و ذلك للحصول على الفرق في السعر القديم ( المهدر في مخيلته ) الى فرق في الحجم يرضي مخيلته في أن المبلغ المدفوع يقابله حجم كبير على غرار ( السوبر سايز ) في مطاعم الوجبات السريعة و بذلك يتحقق للشركة الهدف الرئيس و هو إيجاد مستهلك نهم للأحجام الكبيرة مما يقابلها زيادة في الإقبال على الشراء و بذلك زيادة في الإنتاج والمبيعات .
المنحنى الثاني :
الخطر الصحي على المستهلك و هو ما عودتنا به مثل هذه النوعية من المنتجات فالخطر لا يكمن في الحجم من الوهلة الأولى لأن هناك أحجام أكبر من ذلك بكثير و هو الحجم العائلي الذي يزيد عن لترين و لكن صمم هذا الحجم بعلب معدنية أي أن هذا الحجم هو للإستهلاك الفردي مما يعني بالضرورة إستهلاك الفرد للمحتوى كاملا أو رمي المتبقي ( و رمي المتبقي يعتبر هدر إقتصادي ) و الإستهلاك بشكل كامل يؤدي على المدى القريب في حاله الإستهلاك على الوضع الحالي الى كارثة صحيه على المستهلك التى لا يخفها ذكرها .
فمن هنا نطالب في خفض حجم المشروبات الغازية الى 250 مل و بسعر ريال واحد على المدى القريب حتى يتم توعية المستهلك بمدى خطورة استهلاكة لتلك الكميات الهائلة من المشروبات الغازية و من ثم يبدأ تدريجيا في تقليل استهلاكها الى المعدل المعقول ( علبه واحدة في الأسبوع ) على الأكثر دون إهمال الكمية المطلوبة للماء المتناول في اليوم ( لا يقل عن لترين في المناطق الحارة ) .
فمن واجب مجتمعي و استهلاكي أنصح المستهلكين بعدم الإنسياق خلف الحجم الكبير لهذه المشروبات الغازية في تناقض عجيب في خفض الحجم للمشروبات الأكثر فائدة ( الحليب و الألبان و العصائر الطازجة ) و سبات عميق للجهات الرقابية في وطني العزيز المملكة العربية السعودية ولا شك في ذلك لأن فصل الشتاء قريب على الأبواب و السبات الصيفي للجهات الرقابية سيتبعه سبات شتوى إلى أن يقضي الله أمرا ً كان مفعولا.