غـلاء الأسعار
عبدالله عمر خياط
.. يبدو أن الجشع في نفوس بعض التجار أشبه ما يكون
بالعاهة المستديمة التي تعجز وزارة الصحة بكل إمكاناتها على علاجها، مثل ما هو واقع الحال بالنسبة لوزارة التجارة والصناعة التي لم تستطع معالجة الجشع الذي استوطن في نفوس البعض من التجار والمستوردين رغم كل ما صدر من تعليمات وأوامر من الجهات العليا بمكافحة الغلاء الذي أصبح في تصاعد مستمر مع كل زيادة في رواتب الموظفين أو بدلات، أو حتى مكرمات صدرت بها أوامر سامية لمساعدة المواطنين على تحمل تكاليف الحياة ومصاريفها فإذا بالجشع المستوطن في نفوس بعض التجار يلتهم الزيادة أضعافا مضاعفة والشاهد على ذلك واقع الحال الذي تقول عنه هذه الرواية:
مع حلول رمضان خرجت نورة الحسن للتسوق وشراء متطلبات الشهر الفضيل الذي يعتبره المسلمون فرصة لجمع شمل الأهل والأصدقاء على موائد الإفطار لكن الأسعار دفعتها للتوقف والمقارنة.
وجدت نورة أن الميزانية التي تخصصها لشراء احتياجات البيت في رمضان ارتفعت إلى ثلاثة أمثالها خلال بضع سنوات فقط في ظل زيادة الأسعار.
قالت نورة وهي مدرسة سعودية وأم لخمس بنات خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في أحد الأسواق بالرياض «هناك فرق كبير بين الأسعار».
وعند مقارنة الأسعار بالعام الماضي يشكو المستهلكون من زيادة ملحوظة، وترى نورة أن أسعار التمور هذا العام ارتفعت بصورة كبيرة كما ارتفعت أسعار اللحوم والمواد الخام الخاصة بصنع الحلويات بما يقارب 20 بالمائة. ويقول عبيد بن فهد وهو موظف وأب لطفلين: «ارتفع سعر الخروف من 850 ريالا إلى 1100 ريال كما أن الخضروات ارتفعت بما لا يقل عن 30% .. رمضان هذا العام ساخن جدا في الأسعار أيضا مقارنة بالعام الماضي» .
وتشتد المنافسة بين متاجر السوبر ماركت والهايبر ماركت لجذب المتسوقين وتتنافس تلك المتاجر في عروضها الترويحية والجوائز والهدايا المغرية التي تصل إلى سيارات فاخرة من طراز «مرسيدس» وعشية رمضان اكتظت المحال بالمشترين الذين يسعون لشراء مؤونة الشهر خلال بضع ساعات.
ويقول منيف الرويلي وهو موظف عسكري وأب لأربعة أولاد: «نرى عروضا وخصومات في الصحف لدى جميع متاجر التغذية آمل أن تكون حقيقية وأن تساعد في تخفيض الأسعار» .
ويضيف: «هناك ارتفاع كبير في الأسعار وأعتقد أن الأسعار مرتفعة لدرجة لا يمكن أن تقبل المزيد منذ عدة شهور وخصوصا أسعار الحليب المجفف واللحوم والخضروات» .
لكن المستهلكين الثلاثة أكدوا أن موجة ارتفاع الأسعار لم تبدأ قبل الشهر الفضيل ولكن منذ أن أعلن العاهل السعودي عن منح شملت زيادة في الرواتب في مارس الماضي» ..
والسؤال هو : أين موقف وزارة التجارة من أسعار الجشعين من التجار. والبضائع المنتهية الصلاحية كالتمور وغيرها كثير مما في البقالات الكبيرة ؟.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0828441965.htm