وضوح
لماذا يكره بعض السعوديين وجود الأجانب
مازن السديري
سؤال لماذا يكره بعض السعوديين تجنيس الأجانب، ويكره بعض آخر دخولهم... قد يقول البعض: أنظر للولايات المتحدة وكمية الأجانب التي تدخل والتي يسهل تجنسها بجانب حقوق المواطنة لها مهما كانت الظروف.
السبب أن الولايات المتحدة دولة رأس مالية صرفة واقتصادها قائم على الكفاءة وليس العدالة، بمعنى أن
أي أجنبي أو مهاجر للولايات المتحدة هو إضافة للناتج العام وضرائبه هى جزء من زيادة الدخل الضريبي للولايات المتحدة مع مراعاة أن الخدمات العامة من تعليم وصحة شبه غير مجانية، والخدمات المقبولة باهظة الثمن...صحيح أنه يوجد نظام تأميني، ولكن الجميع يعلم عن غلائه بسبب إعتماده لنظام المخاطرة للتقييم...أما السعودية وكذلك بعض من دول أوربا - مع الاختلاف - فهى دول تطبق نظام الرعاية والخدمات، تطبق على أساس العدالة وليس الكفاءة، لذلك يلاحظ البعض مثلا وجود مدارس أو معاهد في مناطق ليست آهلة بالسكان، فالهدف وصول الخدمات للجميع، وكذلك لا ننسى الدعم العام في الغذاء والدواء والطاقة والتعليم المجاني ووجود مشاف مجانية.
قد يتهم البعض الفرنسيين بأنهم عنصريون وأن هذه العنصرية هى نتيجة إرث تاريخي لهم، وهذا غير صحيح...لكن فرنسا لأن فرنسا ليست وحدها من يمتلك هذا الإرث، فالأرث الإيطالي والإنجليزي لا يقل بل يزيد....السبب هو أن بعض الفرنسيين يشعرون بغبن، حيث إن موارد بلدهم وخدماتها الوطنية مثل التعليم المجاني والعلاج كذلك شبه المجاني يذهب لمهاجرين صار لهم نفس الحقوق وبعضهم معدوم الوطنية تماما لفرنسا، لذلك يلجاء السياسيون هناك لفتح ملفات تمس ثقافة المهاجرين مثل منع الحجاب في المدارس ومنع البرقع في الأماكن العامة والهدف من ذلك تطفيش المهاجرين وإيقاف سيل الهجرة، فالمشكلة ليست في الحقيقة كرها ثقافيا، بل استنزاف اقتصادي للموارد من قبل الأجانب.
بريطانيا على النقيض فتجد فيها الكثير من الشرطيات المحجبات والضباط المعممين، ولكن النظام الاقتصادي البريطاني الذي ترتفع فيه نسبة الكفاءة الأمريكية على العدالة الإشتراكية يجعل هؤلاء المهاجرين عناصر تزيد من رفع الدخل أكثر من كونهم عبئا.
في بلد مثل السعودية لا يجلب الضرائب من الأجانب ويوجد به أكثر من تسعة ملايين أجنبي يضغطون على موارده، (مليونا برميل نفط تحرق يوميا)، وكل السلع المدعومة... وجود تسعة ملايين رقم يستحق المراجعة ليس فقط لتقليص البطالة، بل لترشيد إستخدام الموارد في ظل التزايد السكاني المطرد... وكل عام وأنتم بخير.
==================
جريدة الرياض