العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > مقالات .. اتق تويتر وأهله !! ..

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-2011, 11:36 AM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي مقالات .. اتق تويتر وأهله !! ..

اتق تويتر وأهله !!


سعيد بن سعد القرني

"اتق الله" هي أكثر عبارة وعظية نسمعها كمسلمين, سواء في الخطب و المواعظ، أو في سياق حديثنا اليومي تعليقا على مواقفنا الحياتية، ولا شك أنها عبارة خطيرة و مهمة, وفي نفس الوقت تحمل معنىً غاية في العمق تقشعر له الأبدان حين نتأمل المعنى الحقيقي الذي يغيب عنا كثيرا، والذي جعل الفاروق عمر رضي الله عنه – على سعة علمه – المشهود أن يتساءل عن معناها حين سأل أبي بن كعب – رضي الله عنه – فأجابه قائلا : "أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال بلى, قال فما عملت ؟ قال : شمرت واجتهدت, قال : فذلك التقوى "إذا فالتقوى تشمير واجتهاد مخافة الإصابة بالأذى، وتقوى الله تكون بالابتعاد عن ما نهى!.


لكن ماذا نقول لمن لا يخاف الله ؟ لمن لا تؤثر فيه كلمة "اتق الله"؟ وقد قالت مريم "إِنِّيۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً " أي أن كنت تتقي الله – كأحد التفاسير – لذلك نحتاج إلى شيء آخر نخيف به من لا يخاف الله – و العياذ بالله – كما تقول حكمة على لسان غاندي "حارب عدوك بالسلاح الذي يخافه", ولذلك برز سلاح الإعلام في المجتمعات عالية الشفافية والتي تتمتع بمساحات أعلى من الحرية خولتها من استحقاق لقب "السلطة الرابعة"، وخاصة الصحافة كأعرق وسائل الإعلام "القديم" قبل ظهور الإعلام الجديد في بحر الانترنت العميق وسفنه التي "تسير بلا قبطان" يحكمها مثل الفيسبوك وتويتر ولا يهون اليوتيوب.


و مهما كان للإعلام – القديم – من سلطة فانه من الممكن السيطرة عليه من خلال مدير التحرير أو المالك أما بإغراء أو تهديد وتختلف درجة أي منهما حسب قوة الجهة الإعلامية ونظام حماية الحريات في الدولة لكن من عساه قادر على السيطرة على ثورة الأحرار من مستخدمي الإعلام الجديد والعجيب أن كل وسيلة من الوسائل لها نكهتها و خطورتها ونأخذ على سبيل المثال الثلاثي المرح : تويتر والفيسبوك واليوتيوب.


في عالم تويتر : الجميع على الهواء مباشرة لا يردعهم الا ضمائرهم و ما أن تستخدم الهاشتاق (#) حتى ينقض المغردون على صاحبها انقضاضه رجل واحد بحروف موجزة لا تتجاوز ال140 حرف لكنها تجعل اللي ما يشتري يتفرج كما يقول إخوتنا المصريون بل من شأنها أن تؤثر في سمعة أي منتج تجاري بل في كامل سمعة أي شركة تتلاعب بأسعارها و قد تكبدت بعض الشركات خسائر نتيجة تأخرها في اللحاق بموجة التغريد لخدمة عملائها و التسويق لمنتجاتها !.


الفيسبوك : حري بنا أن نقول دولة الفيسبوك حيث فاق مشتركيه الـ500 مليون مشترك وما عليك في الفيسبوك إلا إنشاء صفحة للمقاطعة أو التشهير أو خلافه مما يجعله ورقة ضغط كبيرة خاصة حين تعجز عن إقفال الصفحة أو حجب الموقع أو مقاضاة الفيسبوك !.


اليوتيوب : هنا يأتي دور الصوت والصورة والدليل الجنائي القاطع على زلة اللسان كما سمعناها من سفير و وزير مما جعل من استخدام الجوالات في الاجتماعات أمر محرم بل شديد التحريم حتى يضيع الدليل !.


نتائج الضغط الإعلامي كبيرة خاصة في المجتمعات الغربية عالية الشفافية و كثيرا ما سمعنا عن استقالات مدوية من الحجم الكبير بسبب نشر الإعلام لزلة لسان أو هدية بسيطة تلقاها مسئول او علاقة مشبوهة لكن المسئولين العرب – الصغار – مازالوا صامدين بقوة في وجه الإعلام الحديث ولا تخطر لهم الاستقالة ببال وهذا مؤشر خطير على مستوى "دم المسئول و حياءه" خاصة وأن الإعلام الحديث كان له دور كبير في التأثير على الثورات العربية التي أسقطت زعماء لم يحلم شعوبها بذلك و لم يطمحوا !.


خلاصة القول أن وسائل الإعلام الجديد ما ظهر منها و ما سيأتي أصبحت متنفسا كبيرا للناس خاصة في عالمنا العربي حيث يضيق نطاق الحرية و الشفافية فيبالغ الناس في هروبهم إلى الجديد و لا اعلم إلى متى ستصمد وسائل الإعلام التقليدية التي تعيش بين متناقضين : رغبتها في السبق الصحفي من جهة و حبسها للحقيقة من جهة أخرى في الوقت الذي تتسابق فيه وسائل الإعلام الحديثة كحصان عربي أصيل يسابق الريح يجعلنا نقول لكل من لا يخاف الله : اتق تويتر وأهله !.

http://www.aleqt.com/2011/08/08/article_567444.html
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 AM.