بسم الله الرحمن الرحيم
ابشروا يامنتدانا الغالي حملتنا أخذت صدى واسع جداً قبل قليل قرأت مقاله في صحيفة سبق تلمح الى مقاطعتنا الكريمة واحببت انقل لكم المقال...

رفعت إحدى الشركات أسعار منتجاتها خلال الأسابيع الماضية بما يعادل 7% عازمة وجازمة بأن الشارع سيتقبّل السعر الجديد، وسيتماشى مع سعيها الحثيث لزيادة انتفاخ جيوب أصحابها بالملايين من جراء اندفاع المستهلكين وعدم تساؤلهم أو تذمرهم.. وكان أحد القائمين على هذه الشركة يصرح بكل ثقة بأن المستهلك سيتعامل بجفوة ونفور مع أسعارنا الجديدة، ومن ثم ما يلبث أن يعتاد عليها. ولم يدرك صاحبنا أن زمن التلاعب ولى، وزمن الغش انتهى، وأصبحت الأيادي متكاتفة ضد الجشع.. والطمع.. والهوس الذي يصيب هؤلاء بعد كل اجتماع لهم في مكاتبهم الخالية من التعامل الإنساني المكتظة بالتلهف ورسم خارطة طريق جديدة؛ لتكون حصتهم من الكعكة أكبر.. تفكيرهم حول تلك الصورة الملصوقة على حائط المكتب (مجموعة من البشر على هيئة كعكة) كيف يتقاسم هؤلاء الجشعون دخل المستهلك، وكيف يتفاخرون بأنهم الأقوى بالحصول على القطعة الأكبر؟؟؟.. لم يدُرْ بخلد هؤلاء أن التكاتف بين المواطنين والمقيمين بوصفهم مستهلكين أصبح أقوى، وأن هناك ألف طريقة وطريقة للمقاطعة والدعوة إليها، لا تستغرق سوى ضغطة زر، انطلقت عبر المواقع الاجتماعية المطالِبة بالمقاطعة.. وتجاوب الناس لذلك، ونجحوا في إجبار تلك الشركة على أن توزِّع منتجاتها على الجمعيات الخيرية، ليس حباً، ولكن لعدم وجود من يشتري وتراكم المنتج بالمستودعات (رُبّ ضارة نافعة)، وعادت بل اضطرت الشركة إلى العودة إلى أسعارها القديمة..!! من إيجابيات المقاطعة أن هناك شركات أخرى مماثلة ومنافسة أصبحت تعلن أننا لن نقوم برفع الأسعار (هيبة المستهلك)، بل إن البعض منها خفض السعر بأقل مما كان (لم يكن في السابق هيبة للمستهلك)، والآن أصبح التجار الجشعون في السابق يفكرون ألف مرة قبل الأقدام على التلاعب بالسعر..!؟والسؤال المهم في هذه الدائرة الإيجابية.. وهذا التفاعل الجميل والتكاتف الرائع: هل سيستمر المستهلك بالقيام بدورة الإيجابي ضد التجار؟.. وهل سيقوم بدوره بدلاً من وزارة التجارة وحماية المستهلك الغارقة بالنوم العميق، ولا أعتقد أنها ستفيق بالقريب العاجل (ما حك جلدك مثل ظفرك)؟؟.. أنتم أيها المستهلكون من يستطيع إيقاف جشع هؤلاء والأخذ بحقكم وإيقاف مهازل الغش التي يستخدمها التجار للف والدوران على الأنظمة. ومع أننا ندرك أن وزارة التجارة تعلم بهذا الغش إلا أنها أُذن من طين وأُذن عجين (قضية الأرز المغشوش والمخلوط بأردأ أنواع الأرز وعلى مرأى من المراقبين ومعلوم مكانهم بالرياض.. وذلك الوافد الذي يقوم بالمهمة ومن ثم إعادة التعبئة وبيعه بسعر عال.. تلك القضية التي تنظر فيها محاكم الرياض الآن.. ألم يعلم بها المسؤولون في الوزارة..؟؟).. يظل المواطن هو المفتش والمراقب والمسؤول.. لا تنتظروا من المسؤولين أن يترافعوا باسمكم.. وأن يسعوا لراحتكم.. وأن يدافعوا عنكم.. ويبحثوا عن مصلحتكم.. لا تنتظروا من المسؤولين أن يقوموا بدور الناصح الغيور على الوطن وابن الوطن..!! كونوا أنتم العين الثالثة والرابعة.. والسلطة الخامسة والسادسة.. كونوا المستهلك.. والبائع.. أنتم فقط من يقف في وجه هؤلاء.. وبخاصة ونحن على أبواب الشهر الفضيل، ومن المتوقع أن يبحث هؤلاء الجشعون عن الطرق الملتوية والأساليب الخداعة للتلاعب بالأسعار.. وتكثيف الاجتماعات للبحث عن أسهل وأفضل الطرق للكسب غير المشروع والقفز على الأنظمة؛ لإدراكهم أن العقاب لن يُطبَّق، والقرارات ستكون على الورق فقط كالعادة، ومَنْ سَلِم العقوبة أساء الأدب..!!؟؟إنني أتساءل: لماذا يخسر هؤلاء ثرواتهم من البشر المستهلكين بسبب نفحة قليلة من الدراهم، وجشع يكمن على الصدور؟.. لماذا لا يقتنع هؤلاء بأن قليلاً مستمراً خير من كثير مقطوع؟.. أليس هؤلاء المستهلكون هم عماد ثروتك.. فلماذا تفرّط بهم..؟؟أتمنى أن تكون الدروس المستفادة من مقاطعة تلك الشركة وغيرها، ومن تقديم مواطن شكواه ضد شركة الأرز تلك، بداية للتصحيح، ونضج لدى المستهلك بعدم التردد في التبليغ والمتابعة والاستمرار والتكاتف؛ حتى لا يجد التاجر فجوة صغيرة يمرر منها بضاعته الرخيصة.. وأساليبه الملتوية، وألا يجد ثغرة للمرور منها.. فلنكن يداً واحدة ضد ارتفاع الأسعار والجشع والفساد.. لتكن الشجاعة نبراسنا وديدننا.. وأن نبحث عن الطرق القانونية والهواتف الموصلة والمواقع الاجتماعية وصور الإعلام كافة لإظهار الحق وإيقاف نزف الثروات والتلاعب من قِبل هؤلاء، وأن تكون المقاطعة سيدة الموقف، وألا تبخل عزيزي المستهلك بدعم إخوانك، بأن تكون أنت وعائلتك أول من يقاطع.. فلنكن يداً واحدة لتختفي نظرية "أنا وش دخلني".!!
صالح بن عبد الله المسلم مستشار إعلامي