تظل ميزانية الأسرة أحد أهم أسباب عدم الاستقرار.. متى ما كانت الأسرة – مع المسؤولية الملقاة على عاتق أفرادها – عرضة للارتباك في التصرف وفق ظروفها الخاصة..
الترشيد.. مطلب ضروريّ لكل الأسر، ويجب أن يُربّى الأبناء على ذلك؛ لأن متطلبات الحياة كثيرة ولا تنتهي..
فبعض الأسر يغلب عليها البذخ والتبذير، ويغيب الترشيد عنها، وكأن المال لم يأت إلا لتصرفه كاملاً دون النظر لما قد يحمله المستقبل.
والحقيقة أن كثيراً من الأسر يغيب الترشيد عن حياتهم، وتنقصهم الإدارة في الصرف، ولا يضعون سقفاً لمصروفاتهم، وبناء على ذلك فإن عشوائية الصرف تخلي ما في أيديهم من مال، ليلجؤوا بعد ذلك إلى الديون والأقساط التي غرق فيها الناس.. حتى أصبح كل شيء في حياتهم بالتقسيط!!
إدارة ميزانية المنزل لا يُشترط أن تكون بيد الرجل أو المرأة؛ لأنهما مكملان لبعضهما بقدر ما يحتاج كلاهما لتفهم هذه الميزانية، ولا بد أن يكون هناك إدارة للصرف والترشيد؛ لأن الترشيد أمر ضروري وخصوصاً في وقتنا هذا، وذلك للارتفاع الملحوظ في بعض الأشياء المهمة من ناحية القيمة..
ويحاول رب الأسرة تنويع الدخل، وعدم الاقتصار على المرتب الشهري، ومحاولة العيش بالدخل الإضافي، ويحاول أن يضع دخلاً ثابتاً.. بحيث يكون هذا الدخل خاصاً بالأزمات..
وأمّا دور الأم فهو بالتأكيد ضروريّ في توعية وترشيد الأبناء داخل المنزل، وعليها تحديد الأولويّات، فهناك ما يجب شراؤه.. وهناك ما يمكن الاستغناء عنه.. وهناك أيضاً.. ما لا حاجة إليه البتة..
وكذلك فإن السلوك الاستهلاكي للأسرة له دور بارز في تحديد هذه الميزانية؛ إذ إن بعض الأسر يكون سلوكها قائماً على التبذير وإلزامية الحصول على أيّ مطلب من أي فرد من أفرادها.. وإذا تناسب هذا السلوك عكسياً مع مستوى الدخل فإن الأسرة في هذه الحالة سوف تواجه عدداً من الأزمات المادية والمعنوية..
ومشاركة الطفل للعائلة في كيفية الصرف على بعض الأشياء، ولو كانت بسيطة تدربّه على تحقيق واكتساب حسن إدارة صرف ميزانيته..
ومن هنا يتضح أن للأسرة وتعاونها دوراً قوياً في الترشيد والادّخار..