أبو العريس زعلان !

خلف الحربي


هل سبق وأن حضرتم حفل زواج يكون فيه والد العريس غير موافق على زواج ابنه ولكنه مضطر لارتداء البشت واستقبال الضيوف والقيام بكل الواجبات المنوطة به في مثل هذا اليوم ؟، حسنا .. لن تجدوا مشهدا كوميديا مثل مشهد هذا الرجل الذي أصبح
(سعيدا رغما عن أنفه) حيث يكاد أن يضرب عمال قصر الأفراح لأتفه سبب وينتقد طريقة ابنه في السلام على المدعوين وينظر إلى ساعته بين وقت وآخر منتظرا اللحظة التي ينتهي فيها هذا الفرح الإلزامي !.

لا شيء يشبه هذه الحالة المتوترة مثل حالة الوزارات والمؤسسات الحكومية التي شملتها قرارات خادم الحرمين الشريفين بعد عودته من الخارج، فبدلا من أن تستغل هذه الوزارات الدعم الملكي الكبير في تطوير أدائها ورفع مستوى الخدمات التي تقدمها للمواطنين تبدو وكأنها تريد تنفيذ القرارات السامية بأسهل الطرق كي لا يقال عنها إنها لم تقم بواجبها ثم تعود إلى نفس حالتها القديمة وكأنها لم تحصل على الدعم السياسي والمالي الذي كانت تبحث عنه منذ سنوات.

وزارة الخدمة المدنية على سبيل المثال لا تتعامل مع القرار الملكي بترسيم موظفي بند الأجور بأنه فرصة تاريخية للقضاء على واحد من أسوأ الظواهر في الجسد الإداري الحكومي، بل ركزت جهودها على تحديد من يشملهم القرار ومن لا يشملهم القرار، وكأن الموظفين الذين سوف يستثنون من الترسيم ليسوا موظفين سعوديين يشكل وجودهم على بند الأجور لسنوات طويلة خطأ إدرايا جسيما، وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع بالذات أود أن أقول لوزارة الخدمة المدنية بأن بعض المديرين في بعض المؤسسات الحكومية وخصوصا الجامعات نشطوا هذه الأيام في توظيف بعض أقربائهم على بند الأجور أملا في الالتفاف على قرار الترسيم لذلك نخشى أن يتم استبعاد من انتظروا الترسيم لسنوات طويلة بينما يتم ترسيم هؤلاء الموظفين الذين عينوا بعد صدور القرار الملكي!.

وكذلك الحال بالنسبة لوزارة العمل فهي تشعر أن قرار إعانة العاطلين هو عبء عليها أو أنه (عمل إضافي) رغم أن العقل والمنطق يقولان إن وجود مثل هذه الإعانة ومحاولة تثبيتها كي تكون جزءا أساسيا من مهمات الوزارة طوال السنوات القادمة سوف يمنح وزارة العمل دورا أكبر ويزيد من حيوية دورها في المجتمع، فمن مصلحة الوزارة أن تنظم هذه العملية وتدرس آثارها الاجتماعية والاقتصادية على المستفيدين من الإعانة وتحاول ضمان استمرار الدعم الحكومي لهذا البرنامج، إنه دعم تاريخي للوزارة وستكون مخطئة جدا لو تعاملت معه وكأنه مهمة مؤقتة يجب أن تنتهي منه بأسرع وقت.

صورة والد العريس الذي يحاول إخفاء ضيقه واكتئابه عن الضيوف فيقول لهم: (هلا ومرحبا.. أبرك الساعات يوم شرفتونا) بينما هو يعض شفته السفلى قهرا وحنقا تنطبق أيضا على صندوق التنمية العقارية وكذلك الضمان الاجتماعي وغيرهما من المؤسسات التي بدت وكأنها (سعيدة رغما عن أنفها)!.

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0308404578.htm