ما بعد القرارات.. آلية التنفيذ



حمداً لله على سلامة الوصول.. كلمة قالها عشرات الملايين من البشر الذين يكنّون لهذا الرجل كل الحب ويتمنون له كل الخير.. ملك أسر القلوب بأخلاقه وتعامله وحبه للخير.. ملك تعامل مع البشرية كحلقة تكاملية لا فرق بينها.. سعى من خلال أطروحاته ليعمّ السلام مشارق الأرض ومغاربها.

فكيف لا يهتف له ويدعو له الملايين بأن يديم الله عليه الصحة ويلبسه ثوب العافية .

منذ أن أقلعت الطائرة تقلّ ملك القلوب إلى أرض الوطن، كان حديث الناس هنا في السعودية متى يصل الوالد.. تجمّلت المدن والشوارع بألوان الحب وهتفت أهازيج الوفاء.. وقيلت الأناشيد وأطلقت الزغاريد.. وكانت كلمات سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني بأن الخير قادمٌ في الطريق.. وأن الخير قادم مع رجل الخير.. وأن الخير بقدومه ووصوله سالماً.. ولكن الخير لم ينتظر وحقيبة الكريم لم تنتظر.. فكان الخير يعانق السحاب.. ومن على ارتفاع آلاف الأميال وعلى مسافات تبعد عن ارض الوطن بآلاف الكيلوات أرسل حفظه الله بشرى لأبنائه.. هلّت القرارات وبدأنا نسمع ونقرأ، ونستقبل الخير بقدوم رجل الخير.. أكثر من مائة (100) مليار ريال زفّها حفظة الله إلى المواطنين.. بنك التسليف، والبنك العقاري، ودعم الضمان والأندية، واستحداث وظائف رقابية، وإعفاء المسجونين بدواعي الديون، وإعانة الباحثين عن العمل وضم الطلبة المبتعثين للدراسة بالخارج.. وغيرها وغيرها من القرارات التي تثلج الصدر ولكنها.. آه من ولكنها.. حينما تأتي تشعر بغصّة!

هذه القرارات تحتاج إلى تفعيل وتنشيط من قبل القائمين عليها.. تحتاج إلى تفعيل وتنشيط من قبل من ائتمنوا على تنفيذ هذه القرارات من ولاة الأمر.. تحتاج إلى تفعيل وآلية للتنفيذ من قبل هؤلاء المنفّذين ممّن حمّلهم ولي الأمر رعاية مصالح المواطنين!

أسئلة تتكاثر وتجوب الخواطر تبحث عن الأجوبة.. أولاها: كيف سيتم التفعيل وما هي الآلية للتطبيق وكيفية التطبيق.. كمثال على ذلك دعم صندوق الإسكان بمبلغ 40 مليار ريال.. فهل سيحّل هذا الدعم أزمة الانتظار.. أم سيكون القرض أعلى من الموجود الآن وسيرتفع إلى 500 ألف ريال، الذي أهلك وقت (الجماعة) في مجلس الشورى ولم يتخذوا بحقه قراراً إلى اللحظة!؟ فهل سيكون هذا الدعم خطوة إيجابية لرفع قيمة القرض، وتعديل شروط التقديم وكيفية السداد.. والنظر في السّن القانونية للتقديم وتفعيل القرارات السابقة من عدم شرط وجود قطعة أرض.. والنظر في شروط حصول المرأة للتقديم للحصول على القرض والشعور بالانتماء!!

قرارات عديدة سبق أن صدرت ولم تفعّل مع الأسف!

قرارات سابقة صدرت ولم تفعّل.. ولاة الأمر حريصون على المواطن ولكن الإشكالية تكمن بالتنفيذ.. فإلى متى لا يكون هناك متابعة للتنفيذ.. وإلى متى يكون التهاون بالقرارات الصادرة.. وإلى متى يكون التنفيذ بطيئاً جداً إن تم ذلك بعد أن يكون الفأس بالرأس!!؟

والنقطة الأخرى كيف سيتم احتساب البطالة والعاطلين عن العمل وكيف سيتم تقديم المعونة لهم.. وعلى أي أساس يتم تحديد العاطل.. ما هي الآليات التي بموجبها أحدد أن فلاناً عاطلٌ، وفلاناً مقتدر ويعمل أو على رأس العمل خاصة فيما يتعلق بالشق الأنثوي (عمل المرأة) نصف المجتمع.. خريجات الجامعات من الأخوات.. العاطلات في بيوتهن كيف سيتم التعامل معهن.. آلية التنفيذ لهذا القرار.. وكم ستكون المكافأة.. والسؤال الأهم هل ستتوقف بعد سنة.. هل سنجد حلولاً جذرية للبطاله.. تلك الأهم..!!

وتلك الاسئلة التي يفترض بنا كمجتمع مدني يسعى إلى التطّور والرّقي أن نضع الحلول والخطط الكفيلة بتطبيق ما صدر من قرارات تهم الوطن والمواطن.

وهل سيكون هناك قرارات أخرى تهتم بالصحة والتعليم.. وهما عصب الحياة لكل مجتمع..والعمود الفقري لمجتمع يريد أن يصل ويريد أن يكون له موقع في ذاكرة التاريخ.. الصحة والتعليم يا سيدي أساس نجاح الأمة ونهضتها فهل نسعد ونبتهج بأمركم الكريم، ومواصلة عطاءكم السخي لإيقاف نزيف الأخطاء الطبية وإيجاد مستشفيات لمعالجة المحتاجين وإلغاء قوائم الانتظار وأن نجد خدمات طبية راقية في كل مدينة بل كل حي.. والانتهاء من المدارس المستأجرة، وازدحام أبنائنا الطلاب في فصول الأربعة في أربعة.. ومشاكل التكييف وقلة الموارد في المدارس والمستشفيات.. وأن تلغى كلمات لا يوجد سرير أو لا يوجد علاج لمريض هو أحوج من غيره.. لمريض يقطن بجوار المشفى.. لمريض لا يستطيع دفع فاتورة المستشفيات الأهلية وأب لا يستطيع دفع فاتورة المدارس الأهلية، هل نجد الحلول لأخواتنا المعلمات ونوقف نزف الأرواح لأسباب أنتم أعلم بها وأدرى بها، ألسنا مؤهلين لذلك؟

هل نفرح ونحتفل بكم سيدي معنا بالانتقال من آخر مدرسة مستأجرة آيلة للسقوط وإيجاد الأماني والطموحات تتحقق على أرض الواقع وأن ينعم أبناؤك وبناتك بخيرات بلدهم ويشعرون بالأمن والاستقرار؟

أسوق إليك سيدي هذه الأحرف.. وأنزفها حباً لك ولوطني.. دمت ذخراً لنا شامخاً على مدى العمر..

المستشار الإعلامي

صالح المسلم
مستشار إعلامي

http://www.sabq.org/sabq/user/articles.do?id=474