هل تقدم البنوك هدية للملك؟
الاربعاء, 23 فبراير 2011
عبدالعزيز السويد
الصورة الذهنية عن البنوك لدى المجتمع السعودي ليست إيجابية مهما حفلت الصحف بأخبار عن جوائز وتحقيق نجاحات أرباح ومتانة قطاع مصرفي الخ ما عهدنا نشره، هذه الصورة السلبية هي نتيجة واقع تسويق مفتوح «على الآخر» دون ضوابط صارمة، نتجت عن ذلك مديونيات ضخمة لقطاع عريض من المجتمع أثقلت كاهله، ولا استثني وضع شركات التقسيط ضمن القائمة من سيارات وغيرها، وخلال السنوات الماضية طرحت - غير مرة - على البنوك القيام بمبادرة لجدولة الديون على الأفراد بداية بالشرائح الأقل دخلاً فأعلى، وأزيد بل وإسقاط بعضها عن الشرائح غير القادرة على الوفاء، لأني أرى أن هذا هو واجب المسؤولية الاجتماعية للبنوك تجاه مجتمع تعمل فيه وتحقق من أفراده - تحديداً - أرباحاً ضخمة قلَّ نظيرها في مجتمعات أخرى، لكن البنوك للأسف لم تتجاوب ولا حتى بخطاب، والبنوك تستطيع عمل ذلك وإن كان هناك من تأثير سلبي عليها فهو طفيف جداً، لكن أثره على المجتمع سيكون كبيراً وعميقاً، وهو في الحقيقة استثمار طويل الأجل لها.
الآن ومع وصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أن منَّ الله تعالى عليه بالشفاء، هل تقدم البنوك هدية للملك الإنسان في يوم عودته للبلاد؟ هل يمكن لأعضاء مجالس إدارات البنوك أن يستشعروا أثر مثل هذه المبادرة على عبدالله بن عبدالعزيز، وهي في مضمونها تقدير لعملاء وأسرهم وللاقتصاد، أم أن البنوك بحاجة لإجبارها على ذلك؟
نحن بحاجة إلى إعادة صياغة علاقة القطاع الخاص بالمجتمع وأفراده، والبنوك في المقدمة ومعها شركات الاتصالات وكل قطاع يلامس الأفراد بشكل مباشر، صياغة جديدة تحافظ على الحقوق بعدل وتوازن، وتترفع عن التغرير واستغلال نقص الوعي الاستهلاكي واحتياجاته وسط عدم وجود رقابة حقيقية فاعلة، والأمر عينه ينطبق على الذين يقدّمون سلعهم تحت غطاء مبادرات «وطنية» لذوي الدخول المحدودة، فالصورة المباشرة عن مبادرة جميلة وفي الكواليس تصريف منتجات تحت تلك العباءة، ورغم أن هذا الأمر مكشوف للمختصين إلا أن واقع الإعلام المحلي بنهم على الإعلان لا يزال يسمح باستمرار ضخه للعامة.
والممارسات الأخيرة من مسؤوليات وزارة التجارة التي احتاجت لسنوات لتهتم بالتشهير - على استحياء - بعدد قليل من تجار جشعين، أما الأولى، التي تلتفت إلى ضحايا البنوك والغارقين في قروض الاستهلاك فهي من مسؤولية مؤسسة النقد، فإذا لم تبادر البنوك بسرعة، فإن على مؤسسة النقد واجباً مجتمعياً معنية بالتصدي له، فإذا لم تحضر الآن متى ستحضر!؟
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/237335