التضليل الإعلامي وخداع المواطن
كلمة اليوم 2011/02/10 - 00:05:00
“انجزت الهيئة العامة للاسكان استراتيجية لتلبية حاجة المواطنين من المساكن في جميع المناطق وتحقق العدالة وتوفر تكافؤ الفرص” هذا التصريح الصحفي ينم عن دعاية اعلامية يتم تكرارها اما لتضليل المواطن وخداع المسئولين أو ان من يصرح بذلك لا يدرك انه بعيد عن الواقع ولا يفهم كيفية مخاطبة الرأي العام.
مثل هذه التصريحات تتكرر عند بعض المتحدثين في موقع المسئولية حين يعلقون على أزمة مستعصية مثل السعودة او البطالة او الفقر او حتى هطول مطر غزير على مدننا مثل جدة اغلبهم يقدمون حلولا سحرية بحل المشكلة من جذورها دون ان يراعوا المواطنين الذين سئموا من تصريحاتهم القطعية التي تماطل في حلها فلا يمكن ان يطلع علينا مسئول ليقول ها نحن نقدم لكم حلا لازمة الاسكان وهي الازمة التي تتطلب جهودا كبيرة من قبل عدة وزارات وكذلك دعما من القيادة السياسية وكذلك لا يمكن ان نلوك يوميا توطين السعودة بينما الواقع يقول ان الجهاز البيروقراطي لوزارة العمل اخفق بشكل كبير في ايجاد حلول صحيحة او على الاقل متناسبة لحجم المشكلة ولا يمكننا ان نقول اننا سوف نقضي على الفقر بينما التضخم مستمر والطبقة الوسطى تتآكل ولا يمكننا القول اننا سنقضي على الفساد ونحن نرى الجشع وانعدام الضمير يحيط بالبنية التحتية والاساسية لشوارعنا ومدننا ومدارسنا.
على المسئولين ان يقدموا خطابا اعلاميا يحترم عقول الناس ويتعامل معهم على انهم راشدون وان هناك من يرصد تصريحاتهم السابقة والتعامل بواقعية والاعتراف بحجم المشكلة واطلاع المواطنين عليها والتواضع في ادعاء الحلول السحرية هو ما يمكن ان يكسب عقل المواطن ويعطيه حصانة الصبر والفهم وتقدير الاعذار للمسئولين في تحملهم لمسئوليتهم وتصديهم لمشاكل مجتمعهم ووطنهم.
المطلوب اعادة النظر في خطاب المسئولين المصرح لهم بمخاطبة الرأي العام وتحديد المقدر والكفاءة لمن يعبر عن رأي وزارته او جهازه الحكومي او المؤسسات العامة وعدم الركون الى ان مهمة المسئول هي الدفاع عن سياسة جهازه وتقديم صورة وردية خادعة هدفها تضليل الرأي العام وحجب الاخطاء مما يولد النقمة وسخرية المواطن من هذا الخداع الفج.
نأمل ان يعي كل ناطق إعلامي لوزارة او جهاز حكومي انه مؤتمن على كل كلمة يقولها وهو وضع ليقول الحقيقة للمواطن وليبني عليها المسئولون قراراتهم لخدمة المواطنين.
المصدر