هذا مقال للكاتب الذي كان ضيفا في برنامج (صباح السعودية)
الذي تم الحديث فيه عن البطالة في السعودية واثارها السئية .. وبناء على طرحه الجرئ
تمت اقالة وكيل وزارة الاعلام لشؤون التلفزيون وجميع العاملين في البرنامج
كيف تصبح وزيراً
بقلم الدكتور حسن العجمي
حتى تكون وزيراً فإنه يجب ان لا تكون راعياً من نسل رعاة فقد أفسدت هذه المهنة جيناتك وجعلتك مضروباً عرقياً ، لأنك حتى لو طورت نفسك واصبحت متعلماً ومؤهلاً تأهيلاً عالياً ، وحتى لو حذفت ذلك اللقب الموجود في آخر اسمك وهو اللقب الدال على تلك المهنة (النكبة) التي كان يمارسها آبائك وأجدادك فإن هناك من يعرفك من رائحتك ومن طلة عينيك ، لذلك لا تحاول ولا تتعب نفسك ولا تتخلى عن أصلك لأنك (عمرك ما حتصير وزير) ، وبالمقابل أيضاً فإنك حتى تكون وزيراً يجب أن لا تكون من سلالة الطيور المهاجرة التي أعتقد أنها ما هاجرت إلى هنا إلا تقرباً إلى الله ورسوله ، لأن المفروض أن الوزير يكون سعودي بالأصل!!! طيب يا جماعة البدوي سعودي بالأصل ليش ما تحطونه وزير؟؟؟، يردون عليك يقولون : لا ما ينفع هذا كان بدوي ، خليه يروح العسكرية!!! ، طيب الحضري ؟؟؟ لا هذا مو سعودي بالأصل (والله تعبتونا معاكم نبغى نفهم؟؟؟) ، أليس كِلا الفريقين يحمل هوية وطنية وكلا الفريقين سعودي ، فيأتيك الرد للأسف : الفريق الأول بدوي ما عنده سالفة ، والثاني طرش بحر ما عنده ولاء ، طيب وأهل الجنوب؟؟؟ يقولون لأ هذولي صفر سبعة لحوج ما يصلحون!!! ، إذاً أين اللحمة الوطنية والمساواة في حقوق المواطنة وماهي فائدة بطاقة الأحوال المدنية ؟؟؟، فائدتها تحطها في جيبك من اجل نقاط التفتيش!!! .
وبعد تفكير عميق فهمت السالفة : يعني إذا تبي تصير وزير اثابك الله لازم ما تكون بدوي ، ولا طرش بحر ولا صفر سبعة !!!، لازم تكون سعودي بالأصل بارك الله فيييك!!! ، هل عرفتم الحين على من تنطبق الشروط ؟؟؟ ممكن بعظكم ما أخذ باله ، كل واحد يطالع حواليه ويلاحظ اكثر المناصب في يد من؟ وبعدها ستعرفون قصدي ، أعتقد إني لمَّحت بما فيه الكفاية .
في وسيلة ثانية ممكن تخليك تصير وزير وبسرعة البرق!!!، وهي انك تكون أمين إحدى المدن الكبيرة وتتسبب في نكبة مؤلمة عبر حزمة ضخمة من المخالفات تتمثل في أحياء عشوائية ، وطرق مكسرة ، وصرف صحي للأحياء الفخمة فقط ، ومخططات في مجاري السيول ، ثم ينزل المطر فتنكشف معه فضائحك فيموت الناس وتنهدم البيوت وتنجرف السيارات ويضحك علينا العالم من أول أفريقيا غرباً وحتى أقصى آسيا شرقاً ، فيتوقع الناس أن تلك السيول ستذهب بك إلى المقصلة وانك ستحاسب حساباً عسيراً وإذا بها تحملك في يخت سريع لتكون وزيراً ، حينها ستُذهل وستسأل نفسك معقولة ؟؟؟ وزير على طول؟؟؟ أكيد في شيء غلط!!! ثم تعلن أنك نذرت للرحمن صوماً ثلاثة أشهر فلن تكلم فيها إنسيا ، ويبدأ المطبلون من حولك بالتطبيل فيقولون: الوزير الفلتة ، ويقولون : الهدوء الذي يسبق العاصفة ، ومنهم من يقول: إنه يُعِد لحملة إصلاح شرسة ، وآخرون يقولون: إنه يتجول بصمت!!! (أسد مو وزير) ، ولأنك رفضت الحديث فقد ذهب إلى زوجتك(معالي الوزيرة) ، ها يا طويلة العمر كيف معالي الوزير؟؟؟ تقول طويلة العمر: أنا لي كلام خاص مع معالي الوزير!!!، (ليتك سكتي)!!! .
السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة لماذا توقف الناس عن مهاجمتك بعد ان أصبحت وزيراً ، هل هو احترام وتقدير للأمر الملكي القاضي بتعيينك ؟؟؟ حقيقة أنا شخصياً تلكأت كثيراً في مهاجمتك لأنه إذا كان المقصد الأمر الملكي فبلا شك أن سيدي خادم الحرمين الشريفين يعرف مالا نعرف ، ولكني تأكدت أنك حين عُينت أميناً كان ذاك بأمر ملكي أيضاً ومع ذلك هاجمك الناس وانتقدوك ولا يعني ذلك انتقاصاً للأمر الملكي المبجل ولا نيلاً من الذات الملكية ، فذمتك مستقلة وكل انسان ملزم بطائره في عنقه ، إذاً لماذا توقف الهجوم عليك وأنت من أنت !!! أنت الذي باشرت غرق مئات الناس وآلاف السيارات والمنازل ، هل يكون السبب هو رغبة المجتمع في مزيد من المآسي ورؤية كثير من الضحايا؟؟؟ .
ايها السادة القراء أعتقد أن سبب صمت الإعلاميين هي صفقة غير معلنة تفرضها طبيعة الحال وتقاطع المصالح بينهم وبين هذا الوزير ، فإن كثيراً ممن يتربعون على منصاتنا الاعلامية ويحتلون الزوايا الصحفية ، هم علمانيون مقيتون يؤرقهم عدم عمل المرأة مع الرجال وعدم تفعيل اختلاطها بهم ، كما أنهم في ذات الوقت يعوِّلون على هذا الشخص في أن يحقق أحلامهم ويفعِّل نزواتهم ، إذ أنه كان أول من بادر إلى توظيف امرأة في مجتمع رجولي حيث كان يعمل ، وهو اقدر في منصبه الجديد على تشريع ذلك الفساد ونشره ، لذلك فقد أنستهم فرحتهم به وآمالهم المعلقة عليه ، حقيقته وماضيه الكئيب ، بالضبط كما تناسوا أرواح مئات الشهداء ومليارات الخسائر التي دفع ثمنها وطننا الغالي بسببه ، لذلك لا تغتروا بكثير من الناعقين بالإصلاح والناعقات الذين لو كانوا صادقين في نقدهم هادفين في كتاباتهم ، لازدادوا حنقاً وغيضاً على هذا الوزير القادم من بحيرة المسك والذي لم تجف صحيفة سوابقه بعد ، ومع ذلك يعتلي منصباً بهذه الأهمية ، نسأل الله العفو والعافية. .
الدكتور/حسن بن ناجع آل عسكر العجمي
Agmi_25@hotmail.com
منقووول