«حنا غير»
السبت, 29 يناير 2011
عبدالعزيز السويد
لنأخذ الأمر بهدوء - إن استطعنا - ونتحدث عن الجاهزية قبل وبعد الكوارث، إلى أية درجة هي فعالة ومواكبة، بعيداً من الحديث حول بنية أساسية غير مكتملة أو في حال سيئة كما هو الواقع في جدة أو فساد متراكم.
بعد أحداث سيول العام الماضي في مدن سعودية عدة، تابعت أخبار تشكيل لجان وحماسة رافقتها، و«طقست» كما يقول الإخوة المصريون، لاحظت مع مرور الزمن خفوتاً في النشاط، سألت هنا وهناك لم يتبيّن لي جديد. جاءت كارثة فيضانات باكستان، لأكتب مقالاً - في آب (أغسطس) الماضي - بعنوان «جرس إنذار... أكبر من تسونامي»، أوردت فيه جملة ملاحظات واقتراحات، أعيد نشر جزء منها.
كانت الملاحظات:
* انعدام قدرة الجهات المعنية على توقع الكوارث قبل وقت مناسب يسمح بتقليل الأخطار.
* تردي وتشتت وسائل إبلاغ المواطنين المتوقع تضررهم من كوارث محتملة، وكذلك نقاط تلقي البلاغات من المواطنين.
* ضياع «طاسة» السكان، إذ لا يعلمون ماذا يفعلون، وإلى أين يتجهون، ونتائج ذلك فوضى معروفة آثارها.
* ضعف خطط مواجهة نتائج ما بعد الكوارث، نتجت من ذلك خسائر بشرية ومادية وشلل جزئي، مع انقطاع بعض السكان وعزلهم بفعل الأمطار الشديدة.
أما الاقتراحات:
* الحاجة إلى غرف للتحكم والسيطرة في كل مدينة، وتحديد رقم موحد للطوارئ وليس أرقاماً عدة (999 و980 و 940)، أو أرقاماً عادية بتحويلات، كما حصل في جدة أخيراً.
* النظر في استخدام مباني البلديات الفرعية، لتكون مراكز انطلاق لنجدة الناس، فور توقع الكوارث أو حدوثها.
* القيام بتجارب افتراضية يشارك فيها الناس (خصوصاً الأحياء المتوقع تضررها)، وكيفية منع الناس من التوجه إلى «الخطر»، أو إنقاذ وإسعاف من هم في حال خطر.
* قياس دوري لمدى جاهزية الأجهزة الميدانية (الأفراد، المعدات).
* تعيين متحدث رسمي لكل منطقة، يكون على اتصال مباشر بين الميدان والتحكم والسيطرة لتوحيد البيانات.
* الحاجة إلى خطة إعلامية لمواجهة الكوارث، وهو دور يجب أن تتضافر في تنفيذه كل وسائل الإعلام ووسائل الاتصالات قبل الحدث وبعده.
ذكّرني القارئ جلال بنبوءات مواقع روسية - العام الماضي - عن أمطار غزيرة في بعض مناطق السعودية، وكيف جرى التخفيف منها بل ونفاها البعض. قضية سلامة السكان مقدَمة على كل القضايا، ولو كانت هناك استفادة معقولة من أحداث العام الماضي في الإنذار المبكر، لأمكن تخفيف الأخطار وحصرها في أقل حيز ممكن. نعم من غير الممكن إيقاف الأمطار ولا السيول المنقولة، لكن هناك مساحة لتخفيف أضرارها قبل حدوثها.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/228926