العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > بين البوعزيزي ود. طارق الحبيب

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-01-2011, 02:04 AM   #1
illi
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 16554
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشـــاركـات: 410

Post بين البوعزيزي ود. طارق الحبيب

بين البوعزيزي ود. طارق الحبيب











شاهدت كغيري المقطع المفاجئ لتعليق الأخ الحبيب الأستاذ الدكتور: طارق الحبيب على أحداث تونس. أعدت مشاهدة المقطع للتأكد من سلامة مضمونة، ثم سألت من شاهده للتأكد من صحة ما فهمت، ووجت أن الأمر ذهب إلى حد الغرابة وما بعد الغرابة بمراحل!
ولي مع المقطع وقائله أخانا د. طارق، وقفات:

1- كنت أتوقع أن يبدأ سعادته بالحديث عن قصة البداية، وشرارة الثورة، وهو ما فعله المرحوم -بإذن الله-: محمد البوعزيزي، ويشخِّص لنا الحالة التي وصل إليها الشعب من مرارة الحرمان، وفجور المستبد، أن يحدثنا عن الجاني لا المجني عليه، لكنه وللأسف لم يتعرض لهذه القضية، بل ندَّد بأبيات الشابِّي في حرية الشعب!

2- تحدث سعادته عن المظاهرات، وما يمر به المتظاهر من حالة تعبوية ونفسية ضاغطة ومؤثرة، ونحن هنا لا نتحدث عن المظاهرات السلبية -بكل صورها-، لكننا نتحدث عن مظاهرات قانونية -بموجب الدستور- وسلمية، تبدأ بالمطالبة بأدنى الحقوق (الخبز) إلى أعلى الحقوق (الكرامة) والتي بدونهما لا معنى للحياة!
إن هذه المظاهرات من الطبيعي جداً أن تكون تعبوية، ويمر المتظاهرون من خلالها بحالات نفسية وضاغطة، و-طالما كانت سلمية- فما المظنون منها إذن؟
هل المطلوب أن يصفق المتظاهرون ويغنوا، ويقولوا كما رفع في شعارات بعض الدول الإسلامية والعربية الكبرى: مرتبنا ما يسوى جزمتين؟!!
هل المطلوب أن يكونوا طيبين جدين، ومحترمين جداً، ووقورين جداً، لا يتكلمون إلا همساً، ولا يمشون إلا رويداً؟!
أما لفت انتباه سعادته أنها المظاهرة الحضارية الشعبية الوحيدة التي لم يسمع بمثلها العالم، إذ لم يرفع فيها سلاح، وأطيح بسببها أحد أفسد وأفجر عميل وخائن ومخالف لشرع الله وعباده بعد استبداد لا مثيل له في الأمة؟!
ألم يمر على سعادته أن سبعين امرأة طفن ببيت آل النبي صلى الله عليه وسلم يشكون أزواجهن بسبب الضرب، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً وهو يقول: ما أولئك بخياركم، وما أولئكم بخياركم، ما أولئك بخياركم، كما في مسند الإمام أحمد بسند جيد؟!
وأسأل سعادته:
هل خرج النبي صلى الله عليه وسلم من حجرته وهو يقول: لماذا تخالفون هدي القرآن (وقرن في يبوتكن) لماذا لم تكتبوا لي، وهل استأذنتم أزواجكم في الخروج، ولماذا ترفعون أصواتكم، وصورة المرأة عروة؟!!
وهل قال لهم ألا تحترمون بيتي ومكانتي وأهل بيتي، ألم تسمعوا بالنداء الرباني (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)؟!!
هل قال شيئاً من هذا، أو فكَّر في شيء من ذلك، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام؟
إنه اتجه بالخطاب مباشرة للأزواج، بل من خيرة الأزواج، من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين رباهم على يديه، ومع ذلك ألقى باللائمة الكبرى عليهم، ووجَّه الخطاب لهم، بألاَّ يفهموا إذنه بضرب الأزواج إن نشزوا أنه إذن عام، وإهانة لكرامة المرأة، واستغلال للإذن النبوي -وحاشهم هذا-!!
أما كان يكفيك يا أخي د. طارق، ما فعله سيدنا وسيدك محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معلم الناس، وطبيب القلوب والأبدان، فتتجه بالخطاب للمجرم الطاغية، وأعوانه الفجرة، وجلاديه الظلمة، وتحمِّلهم مسؤولية المظاهرات؟!، ثم بدل أن تلقى عليهم ولو بظلال كلمة، وصفت حالة الشعب بأنه (المحبط) وبحاجة لعلاجنا النفسي؟!!

3-أما أشد العجب فكان عند تحليل دكتورنا الفاضل (لعلم النفس السياسي). وأنا أسأل سعادته: أين العلم السياسي المرتبط بالنفس فيما قلت، وأنت ابتعدت عن السياسة في حديثك؟
إن مصطلح (علم النفس السياسي) مصطلح فضفاض يا سيدي، وما كل متخصص في علم النفس يصلح للحديث عن السياسة!!
هب أن هناك طبيباً جرَّاحاً، هل ينفع أن يكون جرَّاح باطنية، وجرَّاح أسنان، وجراح أوعية؟!
وهل في المقابل يصح أن يكون طبيب نفسي متخصص في حالات التبول اللإرادي، مثل المتخصص في موضوع القلق والاكتئاب، والفوبيا، وعقد الكلام، والصدمات النفسية؟!
إن مسمى (الجرَّاح) لا يعني التخصص في كل شيء، وكذا الطبيب النفساني لا يصلح لكل شيء، فكيف بمصطلح كبير وفضفاض (علم النفس السياسي)، وأنت يا سعادة الدكتور ابتعدت ونأيت بالسياسة عن حديثك وتخصصك، فكيف نسمي هذا المصطلح علماً ونحن نفرق بينهما (والنفس) مضافة إلى (السياسة)؟!
فهل ينفع التخصص في علم (النفس) دون علم (السياسة)، لنكون من خبراء (علم النفس السياسي)؟!
ثم أين خبرة الحياة في بلادنا العربية التي تأد المظاهرات أصلاً، لندرس حالاتها؟
إن النظر في الظواهر شيء ومعرفتها بالممارسة شيء آخر، ودراسة الظواهر عن بعد أمر ممكن ولكنه نسبي تماماً، بينما تحليل الواقع عن قرب أمر آخر!!

4- وربما يدل على هذه القضية الغريبة واللا متوقعة من سعادته في (علم النفس السياسي) وصفه (دول الخليج) التي تأكل بملعقة الذهب بعدم وجود الظلم فيها الذي يؤدي لجلد عالم في السجون!!
وأنا أعجب تماماً من إنسان درس علم النفس، ويحرص على معرفة الواقع، بل يقول إنه على اطلاع الخبير به، كيف لا يعرف في دول الخليج عن عالم أوذي بالجلد؟!
فيالله ما أعجب العجب، هل ذهب سعادته للسجون الأمنية في تلك الدول ليخبرنا؟
أم هل وصلته تقارير الجهات الأمنية التي ترصد حالة السجناء، وخاصة الشيوخ منهم؟!
ألم يمر عليه وهو طبيب، أو يسمع من صديق له طبيب، أو رأى بأم عينيه أناساً مكبلين في عدة دول ومنها الخليج داخل المستشفيات، وهم سجناء رأي عام، من كبار الدعاة فضلاً عن غيرهم؟!
ثم العجب لا ينقضي عندما يفرق الدكتور بين شيخ مجلود وغيره، لإثبات عدم بلوغ الظلم ذروته في تلك البلاد!
هل حقيقة الظلم يا دكتور تفرق بين شيخ وعامي، وصغير وكبير، وذكر وأنثى؟!
ثم وهو الطبيب النفسي ألا يعلم وجود عشرات السجناء من الدعاة وغيرهم معتقلين في الزنازين الحقيرة سنوات عدة، وهي أخطر ألف مرة من الجلد؟!!
بالله عليك يا أخي د. طارق، وأنت الطبيب النفسي، ألا تعلم كل هذا؟ ثم ألم يمر على مسمعك خبر وكالات الأنباء العالمية عن عزل وزير الداخلية الكويتي نفسه لأن شخصاً من وطنه قتل داخل السجون بسبب سوء المعاملة، وأظنك ستدرك أنه لو عذِّب لدرجة الموت ألف مرة لما تكلم أحد، ولما غادر منصبه أحد؟ ولكن كما قال أحد السلف: فضح الموت الدنيا. وأقول: وأهلها!!

5- كنت أظن يا أخي، وأنت سيد العارفين، أنه من باب الدراسات النفسية التي لا تخفاك، أن نترحم -على أقل تقدير- على الشهداء، ونواسي الجرحى، ونضمد ألام المكلومين، أن نوفِّر الوقت لأولوية من خُنقوا في كل شيء، في الطعام، في الصلاة، في الحجاب، في العمل، في الحرية، ...
أما كان من الأولى في علم النفس عندك أن تتجه بالحديث في المظاهرات لكيفية رص الصفوف، وتوضيح المطالب بالحق والعدل، ورعاية المظاهرات القانونية السلمية الشريفة بطريقة نفسية صرفة؟!

6- وجدتك يا سيدي قد نأيت بنفسك عن الطاغية الأفَّاك -بن علي-، وتجنبت بحذر الحديث، لكونك لا شأن لك بالسياسة، وأسألك يا سيدي: هل إذا رأى الطفل هرة مجروحة القدم فتأثر وبكى وحرَّك أهله لعلاجها وتضميد جرحها، ولربما صرخ لأجلها، هل هذا الطفل في قاموسه (سياسة)؟!
ثم كيف يا سيدي تريد أن تطبق ما أجمع عليه الفقهاء من (عزل الحكم الجائر) لمصلحة أعلى وبمفسدة أدنى؟!
إن هذه اللغة السياسية الفقهية شأن له رجاله!!
إنني أود أن أخبرك بأمر مهم يا سيدي: أن السياسة قد لا تحتاج لعلم النفس!
السياسة أحياناً - وفي نظام الثورات خاصة- تتبع طرقاً أخرى لا يناقش فيها أهل النفس والفلسفة، وهي في نهايتها -بقدر الله- التي تعيد للناس إنسانيتهم ونفسهم السوية وكرامتهم!!
وهم الذين سيغنون بأعذب شفة كلمات الشابي:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر !!

===

رابط مقطع الدكتور طارق محور الحديث








د. علي العمري





إلى كل الأحبة: من علامات المجتمع الناهض أن يناقش القضايا الكبرى، والنقاط الفاصلة، والموضوعات المهمة، والآراء الحساسة..
أن يقرأ كذلك الانطباعات وأوجه الخلل المؤدية للتوتر والضعف..
مناقشتي لأخي الحبيب طارق الحبيب، مناقشة تحليلية علمية، وهي تنبيهية في نقاط أقرأها جيدا وأستوعب دلالاتها، وأدعوا بإنصاف لنقدها!
ولابد أن نذكر فضل... د.طارق ودوره وتخصصه، وأن نكون قادرين على الإنصاف مع إقرار ألا عصمة لأحد!


* منقول من الصفحة الرسمية للدكتور علي العمري


التعديل الأخير تم بواسطة illi ; 19-01-2011 الساعة 02:09 AM
illi غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:00 PM.